المقالات

نقد عربي لانتخابات العراق !

852 14:48:00 2010-03-20

حافظ آل بشارة

مرة اخرى سمعنا صوتا عربيا يلقي علينا موعظة في التمييز بين الديمقراطية المغشوشة والديمقراطية الاصيلة ، العالم العربي قلعة تاريخية حصينة لانظمة الحكم الفردي ومفخرة الاستبداد ، ولا يوجد عاقل يرى ان سكان هذه القلعة مؤهلون فكريا ومهنيا لالقاء مواعظ حول الديمقراطية والانتخابات ، موقف عابر لكنه مذهل حدث عندما كان مراقبون وموظفون في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات يتحدثون للصحفيين عن نتائج الفرز والعد واذا بمتحدث انيق يقول بانه من الجامعة العربية اخذ ينتقد ويحلل العملية الانتخابية في العراق وما فيها من حسن وقبيح وينفض راسه بغضب ويعترض وقد احمر وجهه ، الناس راقبوا المشهد صامتين لان أي تعليق سيبدو عديم الفائدة والافضل ان يسكت الانسان ويوكل امره الى الله ، جامعة الدول العربية جمعية للحكام العرب وليس للشعوب ، كلنا نعرف ذلك ، ووجودها بامانتها العامة ولجانها ونظامها الداخلي يعني انها تعطي الشرعية لجميع انظمة الحكم المشتركة فيها ، واغلب تلك الانظمة فردية وراثية غير ديمقراطية وغير شرعية ولا دستورية ، فكيف ترسل الجامعة مراقبين لمراقبة الانتخابات الديمقراطية في العراق ، الا تبدو العملية مثل عملية ارسال راقصة لتعلم الاطفال احكام الصلاة والوضوء ؟ شيء جيد ان يمتلك مبعوث عربي كل هذه الجرأة الاعلامية لينتقد انتخابات ديمقراطية في بلد ما ، المفاجأة جعلت كثيرا من العراقيين يسألون : هل ترسل الجامعة مراقبين الى أي بلد عربي يقوم بانتخابات ام ترسل مراقبين للعراق وحده ، واذا كانت ترسل مراقبين الى الجميع فما هو رأي مراقبي الجامعة العربية بانتخابات الرئاسة التي اجرتها بعض البلدان العربية فحصل فيها الرئيس على 99% من اصوات الناخبين ؟ وما هو رأي مراقبي الجامعة العربية بانتخابات رئيس عربي آخر حصل على 99 فارزة 99 بالمئة ؟ وما هو رأي مراقبي الجامعة العربية بدولة اخرى الغت الديمقراطية بانقلاب عسكري ، وشاهد مراقبو الجامعة العربية استمارات تصويت الشعب العظيم تتطاير تحت بساطيل الجنود ، ثم شاهدوا الرئيس الانقلابي يلقي خطابا قال فيه انه مخلوق ديمقراطي رقيق وحساس وانساني فهنأته الجامعة العربية بالنصر على الديمقراطية ، كما انتقلت السلطة بسرية كاملة مرات عديدة من رئيس عربي الى ابنه ونحن لا نحسدهم (بالخير عليهم) وانشاء الله كل الرؤساء العرب يورثون ابناءهم فما كان دور مراقبي الجامعة العربية هل ان دورهم طباعة وصية التوريث من الاب الى الابن بماء الذهب وتوزيعها على الرؤساء الاخرين ؟ صحيح نحن سمعنا النقد البناء جدا لمراقب الجامعة العربية الموجه للانتخابات العراقية ومع انه في النهاية امتدح المهنية وحسن الاداء لكن نقول ان اجواءنا الاستثنائية مازالت تساعد كل ذي دلو ليدلي بدلوه في البئر العراقي ، ولكن يجب ان يكون لكل متحدث موضوع ينسجم مع واقعه وتجربته ومحيطه فليس معقولا ان يتكلم مواطنو الانظمة الفردية والوراثية عن التجارب الديمقراطية والانتخابات وغير ذلك ، نتمنى ان تعطي الجامعة العربية رأيها بالتراجع في الحريات ومستوى التعليم ومستوى النمو الاقتصادي والتنمية البشرية وانعدام التطور في منظومة السلطة وتصاعد الفساد بكل انواعه وتدني انتاجية الفرد وزيادة الامية والفقر في اغلب بلدان العالم العربي ، نتمنى ان تجري الجامعة العربية دراسة عميقة بهذا الشأن وتتم قراءة الدراسة عبر خطاب متلفز يلقيه مراقب شجاع من الجامعة مع ذكر اسماء الدول المقصودة ثم يدعو الى اقالة أي رئيس تعيش بلاده هذا المستوى من التخلف ، لو فعلها مراقب منهم سنتفق فورا ان لدينا جامعة حقيقية من حقها ان تتخذ دور المعلم وما على الحكام والمحكومين الا السمع والطاعة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد التميمي
2010-03-21
اني لاعجب لهذه الاستماتة من قبل سياسينا بارضاء هذه الجامحة البالية التي لم تعد تنفع بشىء سوى ايجاد فرص عمل للمصريين على حساب القشامر من العربان لماذا لاتتخذوا قرارا شجاعا للانسحاب من هذه الجمعية الماسونية التي لاتخدم سوى مصلحة اسرائيل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك