الاستاذ علي حسن الشيخ حبيب
الانتخابات البرلمانية العراقية ( 2010 م )، هي انتخابات الحسم السياسي صوب المصالح العليا للشعب ،وهي لغة موسومة في ضمائر الشرفاء ، وغاية نبيلة يصبو إليها الأحرار، وضرورة تمليها طبيعة المحنة التاريخية، ولهذا نرى الفلسفة الأخلاقية للقادة الذين سوف ينتخبهم الشعب والذين سوف يحملون رايات النخوة والاستجابة الوجدانية من اجل الوصول بالعراق الى بر الامان ...غير مبالين لصغائر الأقاويل والتخرصات التي يطلقها دعاة الفوضى السياسية ، والمزايدات الانتخابية الهمجية والبعيدة عن الواقعية ،وأصحاب المنافع والمكاسب الكاسدة ، فالحسم إذا حاجة ملحة ومطلب مصيري للشعب الذي ذاق الويلات من نظام البعث الهمجي وايتامه ،والسنوات العجاف التي مرت بأثقالها وأحمالها ومرارتها وأيامها السوداء الكالحة على المظلومين من المقابر الجماعية والايتام والارامل في حروب البعث الهمجية التي خاضها صدام نيابة عن الوهابية السلفية والامة العربية ..ونتوجة بنداء الى المرجعية الرشيدة ان تتحمل المسوولية التاريخية، لكي تطلق كلمة الفصل التي عودتنا عليها ، في دعواتها الى تجاوز الخلافات بين الائتلافين،( دولة القانون، والائتلاف الوطني) والحفاظ على المنجزات التي تحققت بدماء قوافل الشهداء، الذين لم تتورع الة البعث الوهابي في قتلهم والتمثيل بجثثهم ، وما على الجميع من الفائزين إلا القبول بهذه الدعوة والتشرف بها لأنها المهمة السامية التي سوف تطلق عنان خدمة ابناء شعبنا المضلوم..إن الرغبة الجامحة والملحة من الشعب المظلوم الى قيادته الدنية التي عرفت بالحكمة في اصعب الظروف، والقرارات الصائبة في ادق الاوضاع واكثرها تعقيدا ،ووقوفها على مسافة واحدة من الجميع داعية الى ان تكون كلمة الفصل الى صندوق الاقتراع ،بهذا التكليف والتشريف لرجل الاعتدال والتوازن والمهمات الصعبة السيد السيستاني ادام الله عمره الشريف ...وفي تحد واضح للظروف العرجاء التي قلبت الموازين والمفاهيم السياسية، والقواعد القانونية والأخلاقية، إطلق صيحات الاعتدال والتزام مبدا الديمقراطية واشاعة روح وثقافة انتخاب الاكفأ والاصلح ، وقطع الطريق على المتطفلين على عتبات التاريخ الوهمي ، الذي حجم لديهم عناصر الفهم الصحيح للمتغيرات المدنية والحضارية، وراحوا يهرولون خلف سراب عودة البعث الهمجي الى السلطة والحكم في العراق ..ودونما نظرات الى واقع الحال كونه لا ينسجم وافاق التغير الذي حدث في العراق بعد 9-4 2003 الذي غير مجرى حياة المواطن العراقي ، حينما وجد نفسه خلال حكم البعث وتسلل القتلة والطائفيون وكيف كان الشعب يجر أذيال الخسران ،وأشلاء الحسرات المبكية بأديم الأفئدة على ما جرى من قتل طائفي راح ضحيته الابرياء ...ولهذا فأن الإنقاذ صار حتما لابد منه ، وان الحسم يجسد الأبعاد الحيوية لعملية الخروج من دوامة الفوضى القاتلة التي أغشت بصائر المتاجرين بالدماء الزكية وبأحلام الفقراء ،وسرقوا الأمل الوضاء وتركوا الأثر المدمر في كل مكان ونسفوا مقومات المستقبل، وعصفوا بالوطنية والمواطنة والولاء والانتماء على حد سواء ، وفضلوا الأجندات الخارجية على المصلحة الوطنية. من رحم هذه الأرض التي كانت تقذف بحممها فوق الجميع بالمففخات والانتحاريين والقتل على الهوية، تقتضي المصلحة العامة من الجميع تغليب مصلحة الناس على المصالح الفردية والحزبية، التي سوف تخسر ،لان التحدي اكبر من الحزب نفسة او الائتلاف..لان عودة البعث الى السلطة والحكم بغفلة من الزمن كما حدث سابقا عندما اخذوا البعثيون الحكم من عبد الكريم قاسم واذاقوا شعبنا الويلات باسم الوحدة والحرية والاشتراكية والشعارات الجوفاء وغبارها الحاجب...ان الرغبة متحققة من الجميع أن يقود الجمع المؤمن بوحدة العراق وأصالة شعبه العريق لغرض لملمة الجراح ،والعودة بالسفينة الى شواطئ الأمن والأمان والرخاء والاستقرار، وما عليه إلا أن يحسم الموقف الاستراتيجي لصالح الشعب، الذي انتخبكم وأوكل لكم حرية القرار وسلمكم الأمانة وأودعكم المسوولية ، فالأهلية بكم يجب ان تكون كاملة ومعها كل سمات الرجال الشجعان في وعيكم واستيعابكم وقدرتكم الفائقة على مواجهة التحديات المرتقبة والنهوض بأعباء بلدكم الذي خربته ايادي البعث القذرة ...وان يكون هدفكم المصلحة العليا للشعب، وعليه صار لزاما على الشعب مؤازرتكم والوقوف خلفكم ،واعتقد أن شعب العراق أدرك مخاطر اللعبة والمؤمرات التي حيكت في دهاليز الظلماء في غرف المخابرات الاقلمية والدولية ،وسئم معها شعبنا كل اساليب الغدر وسهامها الطائشة التي أصابت كبدالعراق بالصميم من حيث الفرقة والشقاق وتشرذم التوجهات والطروحات الوطنية والتصنيفات الطائفية وتسابق الاعراب على الانقضاض على التجربة الديمقراطية الفتية في العراق والتنكيل بشعبة..وعلية يجب ان يكون الوزير ممن يمتلك المؤهلات العلمية والاكادمية والمبادئ القوية والإرادة التي لا تهزها العواصف العاتية من الخائبين والمسقطين والمشوشين ،ويجب ان يكون كل سياسي متوازن في الملمات يقرر عندما يكون القرار واجبا وطنيا وأخلاقيا لا يبالي بالصعاب يؤيده الشعب بكل عرقياته ودياناته ومذاهبه ، وان يتركوا بصماتهم في تاريخ العراق في نكران الذات والتسابق في خدمة الناس وتغليب مصلحتهم .
https://telegram.me/buratha