عمار العامري
شكلت الانتخابات العراقية مرحلة مهمة في الترقب الدولي والإشراف عليها كونها ترسم معالم جديدة للمرحلة القادمة في العراق من حيث العلاقات السياسية واستقرار المنطقة وضمان حقوق الجميع لذا نجد أن كل الجهات السياسية والكتل السياسية والمرجعيات الدينية تؤكد على إنجاحها ودعت جميع الجهات للمشاركة فقد جاء في بيانات علماء الدين "حث المواطنين على المشاركة" مما ساهم ارتفاع نسبة المشاركة وحددت تلك الجهات مميزات المرشح الجيد الذي يتعهد بتقديم الخدمة للجميع والوقوف حيال التحديات المستقبلية كما حرمت فتاوى العلماء شراء الأصوات وأكدت الكيانات السياسية رفضها لمبدأ نفسه ألا أن الجميع تفاجئ عندما شهدت ليلة الانتخابات حملة كبيرة قادها أشخاص تابعين لكيانات معينة قاموا بتوزيع الأموال على العوائل البسيطة والمتعففة مقابل " القسم" وتعهدها بالإدلاء بأصواتها لمرشحين ضمن قوائم معينة في الوقت نفسه رفضت بعض العوائل هذه الأموال واعتبرتها "أموال سحت" فيما استمرت هذه الحالة حتى يوم الانتخابات إذ جابت تلك المجموعات المناطق التي يوجد فيها مراكز انتخابية وفرشت موائدها وقامت بتوزيع الأموال مقابل شراء الأصوات بشكل علني أمام مرأى ومسمع الجميع ويمكن القول أن هذه الأموال هي التي قلبت نتائج الانتخابات وغيرت المعطيات وإلا فان الحملة الانتخابية وما سبق يوم الانتخابات لم تكن هكذا الآراء كما عبرت عنها النتائج إذ أثرت تلك الأموال مادياً ومعنوياً حتى على أراء عناصر الجهة القائمة على الانتخابات.ولم يقتصر سعي تلك الجهات السياسية التي لم تراعي حرمة شراء الأصوات مقابل سعيها لنيل مقاعد البرلمان واعتمادها مبدأ "ما بني على خطا فهو خطا" أنما تجاوزت إلى التزوير في الانتخابات فقد شهد يوم الاقتراع الخاص إجراءات مشينة إذ شوهدت عجلات الأجهزة الأمنية وهي تروج لمرشحين معينين وأبلى من ذلك ذكر بعض عناصر الأجهزة الأمنية أنهم ضمن وحدات عسكرية يصدق عليهم القول " لم ينتخبوا ولكن انتخبوا" وعند تحليل هذا القول يظهر أن أصابعهم لم تتخضب بالبنفسجي ولكن أسماءهم أشرت بسجلات الناخبين مشاركين في الانتخابات ولا يعلموا لم أدلي بأصواتهم.ولم يبقى سوى التأكيد أن مراقبي الكيانات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وحتى المراقبين الدوليين والذين بذلوا جهود استثنائية في أيام الانتخابات العام أنهم لم يتأكدوا من صحة ما تابعوه في عمليات العد والفرز داخل المحطات وان ملء الاستمارات الخاصة بنتائج الانتخابات هل جاء وفق النتائج الحقيقية التي تابعوها ولم يتلاعب فيها؟ فان ثمة شكوك تؤكد تواطأ بعض موظفي المفوضية مع بعض الكيانات السياسية وهذا ما حدث عندما تم استبعاد بعض الموظفين الذي كلفوا بمهمة "مدير محطة" بحجة ولائهم لكيانات سياسية متناسين أن الجميع في العراق هم مواليين لكيانات معينة ولم يكن هناك مستقل وحتى الاستقلالية تعني انتخابك لمرشح مستقل أذن أنت موالي له.وبذلك فان الانتخابات العراقية لم تكن رغم معاندة مفوضية الانتخابات وجهات أخرى على أنها نزيهة وشفافة ولكن الحقائق تثبت للتاريخ أن شراء الأصوات والتزوير كان حليف الانتخابات العراقية.
https://telegram.me/buratha