سعد البصري
ليست هذه أول عملية انتخابية يمر بها العراق بعد أحداث نيسان 2003 والتي أعقبت سقوط الصنم البعثي بكل جبروته ، فهناك عدة مرات كان للشعب العراقي فيها الكلمة الاخيرة او فلنقل هكذا جرت الحال في التصريحات التي يُدلي بها أعضاء المفوضية العليا ( اللامستقلة ) للانتخابات ، وفي كل عملية انتخابية كان للمفوضية القرار الحاسم في اعلان النتائج النهائية على اعتبار ان عملهم لا يتدخل به احد سواءً من داخل العراق او من خارجه ، فكانت التصريحات تُشير الى نزاهة وشفافية عمليات العد والفرز ، لكن الشيء الملفت للنظر هو اعلان هذه النتائج على أقسام ووفق نسب مئوية.! وهذان الأمران جعلا الشكوك تحوم حول نزاهة عملية العد والفرز من قبل الكتل المشاركة في الانتخابات ومن قبل الشعب العراقي الذي لابد ان يكون على معرفة مباشرة بما يحدث في غرف وقاعات المفوضية لأن تقرير مصير الشعب العراقي سيكون داخل هذه القاعات ، لذلك فقد أظهرت النتائج الأولية في الايام الاولى لعملية فرز وعد الأصوات ــ أظهرت ــ تقدم قوائم وكيانات كقائمتي ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي على غيرها ، والذي وحسب التصريحات ان النسبة حينها لم تكن تتجاوز الـ ( 30%) من قيمة الأصوات ، وألان وفي اليومين الأخيرين ظهرت نتائج اخرى تختلف عن النتائج الأولية ، فقد تبين بعد فرز (80%) من قيمة الأصوات تقدم القائمة العراقية على باقي القوائم ، وهذا ما يثير الشكوك عند العراقيين وعند الكثير ممن يعنى بالشأن العراقي لان المفوضية تقع دائما في نفس الخطأ الا وهو التصريحات الغير دقيقة والغير مسؤولة من قبل أعضائها ، وكذلك وهو الأهم رضوخها للضغوط التي تُمارس عليها من قبل جهة دون اخرى ، ولا ننسى ان لتدخل قوات الاحتلال الأمريكي السبب المباشر في نوعية النتائج ، لان الأمريكان في النهاية لهم الرأي الاخير باعتبارهم اصحاب الفضل على الشعب العراقي في تحريره من النظام الدكتاتوري القمعي الصدامي ، وتحويل العراق الى بلد ديمقراطي ، لذا فأن مصطلحات النزاهة والشفافية أصبحت لا تنطلي على الشعب العراقي ، فيجب على أعضاء المفوضية ( الغير مستقلة ) إعادة النظر في حساباتها كما يجب ان تكون هناك تغييرات جذرية حقيقية لموظفي المفوضية.. ام ان نظام العمل في هذه المفوضية هو نظام ( دكتاتوري )..؟ وهنا لابد ان تكون النتائج النهائية لعمليات الفرز والعد صحيحة ومطابقة لأرض الواقع العراقي سواءً في التصويت الخاص او العام ، حتى يأخذ كل واحد حقه وحتى لا يكون الشعب العراقي مرة اخرى هو الضحية .
https://telegram.me/buratha