سعد البصري
انتهت الانتخابات البرلمانية العراقية مساء يوم الأحد الموافق السابع من آذار 2010 وبدأت عمليات فرز وعد الأصوات ، وانشغلت الكتل المشاركة في هذه الانتخابات بكيفية الوصول الى أي معلومة مهما كان حجمها تؤدي الى معرفة الأرقام التي حصلوا عليها غير مبالين الى أي حد وصلت نسبة المشاركة عند الشعب العراقي ولا بأي شيء اخر يمكن له ان يثنيهم عن هذه المهمة التي استخدموا فيها كل الوسائل للوصول الى ما يريدون ..! لقد ظهرت النتائج تباعا بنسب مختلفة لجميع المحافظات ولكل الكتل ، وصارت هذه الكتل تضع الحسابات وتبحث عن التحالفات التي من شأنها ان تغير الخارطة السياسية في العراق. ولكن الملفت للنظر هو حجم المشاركة الجماهيرية في الانتخابات من قبل الشعب العراقي، فقد تباينت نسبة المشاركة من محافظة الى اخرى فتجده في المحافظات الشمالية وصل الى نسب عالية تجاوزت الـ ( 70% ) بينما انحدرت هذه النسبة في محافظات الوسط لتصل الى ( 60% ) لتنحدر اكثر عند محافظات الجنوب لتصل الى ( 50% ) ، لقد اتفق الجميع بما فيهم المهتمين بالشأن العراقي من الدول الاخرى على ان الانتخابات البرلمانية العراقية كانت ناجحة بنسبة عالية جدا فاقت التصورات رغم الأحداث الارهابية التي رافقت العملية الانتخابية ، لكن هذا لا يمنع من ان نسبة المشاركة في المحافظات الجنوبية كانت متدنية وغير مرضية على الاقل عند الشعب العراقي ، ان هذه النسب التي أتكلم عنها والتي تعني وفق المفهوم العلمي ان نصف اعداد الناخبين الذين يحق لهم الانتخاب لم يشتركوا بالعملية الانتخابية ولم يذهبوا الى صناديق الاقتراع..؟ اذا لابد من وجود اسباب وهذه الأسباب لابد ان تكون مهمة وخطيرة في نفس الوقت ، فعزوف المناطق الجنوبية عن المشاركة في الانتخابات هو سابقة خطيرة لابد من معالجتها ومعرفة حيثياتها ، فهذا العمل لا يخدم المصلحة الوطنية وخاصة ان أبناء الجنوب من اكثر الناس الذين تعرضوا لسياسة القتل والتهجير والإقصاء أبان حُكم النظام البائد المقبور ، لذا فكان المتوقع منهم وهم من عُرفوا بالبسالة والشجاعة في مثل هذه الأمور ، وهذا ما يشهده لهم التأريخ من خلال الأحداث التي مرت بأهل الجنوب الاصلاء من تصديهم للظلمة والمحتلين ، وفي الجهة المقابلة نجد الأخوة الأكراد في المحافظات الشمالية وقد سجلوا أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات ، وهم لا يقلون شأناً عن إخوانهم في الجنوب من تعرضهم لحملات الإبادة والقتل الجماعي من قبل النظام الملعون ، لذا على الإخوة السياسيون وخاصة الحريصون منهم على مصلحة الشعب العراقي في الجنوب ان يعملوا بكل جد على معرفة الأسباب الحقيقية وراء عزوف هذا العدد الهائل عن المشاركة ،والذي كان من الممكن ان يُغير المعادلة السياسية برُمتها في العراق من خلال الطريق الصحيح والمنطقي الا وهو صناديق الاقتراع .
https://telegram.me/buratha