المقالات

حلبجة ..22 عاما

741 19:48:00 2010-03-17

احمد عبد الرحمن

تمثل مجزرة مدينة حلبجة العراقية-الكردية-قبل اثنين وعشرين عاما واحدة من ابرز شواهد دموية واجرام نظام البعث الصدامي البائد،وهي بكل المقاييس والمعايير تعد علامة فارقة في تأريخ انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الابادة الجماعية.فنظام البعث الصدامي البائد استخدم الاسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا ضد كتلا بشرية هائلة ليحصد ارواح الاف الاطفال والنساء والشيوخ والشباب الابرياء في دقائق او لحظات قليلة، ويخلف خراب ودمارا مازالت اثاره قائمة حتى يومنا هذا.وقد استغل ذلك النظام الدموي الاجرامي طبيعة الظروف والاوضاع الدولية والاقليمية، واستفاد من المواقف الداعمة له في ذلك الوقت لينفذ جريمته تلك وعشرات، او مئات، او الاف الجرائم الاخرى بحق ابناء الشعب العراقي في الجنوب والوسط والشمال، دون تمييز بينهم على اساس القومية او الطائفية او الديانة او المذهب.واذا اردنا ان نغض الطرف عن كل الجرائم ونتوقف عند جريمة حلبجة المأساوية والمروعة، ونحن نعيش ذكراها السنوية الثانية والعشرين، فأنها كافية لادراك وفهم حقيقة ذلك النظام وطبيعة منهجه، وما خلفه من كوارث وماسي وويلات، امتدت اثارها الى خارج حدود العراق، لتلقي بظلالها الثقيلة على دول ومجتمعات وشعوب اخرى في المنطقة.ان استذكار مجزرة حلبجة والمجازر والماسي والكوارث الاخرى للبعث الصدامي البائد، ينبغي ان لاتمر علينا-او نمر عليها-مرور الكرام، لاننا اذا اردنا فعلا ازالة مخلفات الماضي، فالامر المهم هو ان لا نقلل من فداحة ما شهدته مسيرة خمسة وثلاثين عاما من احداث ووقائع يندى لها الجبين وتنفطر بسببها القلوب.تكررت مجرزة حلبجة والمجازر المشابهة لها، بأشكال وصور مختلفة بعد سقوط نظام البعث الصدامي البائد، بتخطيط وتنفيذ من قبل نفس الاطراف التي اذاقت العراقيون الذل والهوان، وخلطت دمائهم بدموعهم، واحالت حياتهم الى مشهد تراجيدي متواصل.اذا اردنا ان لا نشهد حلبجة اخرى، فعلينا ان نواصل طريق بناء وتطوير وترسيخ تجربتنا الديمقراطية، ومشروعنا الوطني الرائد، الذي ماكان له ان يولد ويرى النور لولا تضحيات ملايين الشرفاء والمخلصين من ابناء هذا البلد الكريم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك