المقالات

شركاء الوطن .. نحترمهم‏

1168 18:28:00 2010-03-17

الشيخ خالد عبد الوهاب الملا

اطلعت على ما كتبه الأخ الأديب احمد الياسري في آخر مقالة له بعنوان(جديد الأعراب تنقله رويترز شيعة العراق خطر داهم يهدد الأمن القومي) وهذا خبر نقله الأخ احمد من وكالة رويترز الإخبارية ومنها تتبعت أصل الخبر من الوكالة المذكورة نفسها فوجدته وقرأته بتمعن وتفكر وأريد من خلال هذه المقالة أن أقف عند ثلاث قضايا من الضرورة بمكان أن نقف عندها وطبعا هذا موقفي وهو بعيد عن الحملة الانتخابية لأنها انتهت وانتهى التصويت وما كتبت شيئا أو قلته منذ أن تصديت لواجبي الوطني والى هذه اللحظة لأجل مصلحة ارجوها أو مكافأة انتظرها من أي جهة كانت وكل شيء تصرفته وقمت به كان ينبع من حبي الخالص للعراق وأهله وربما بعض الناس من إخواننا في العراق لم يفهم موقفي إلى لحظة كتابة هذه المقالة والدليل الأصوات المتواضعة التي حصلنا عليها في الانتخابات الأخيرة

وأنا فخور أن يفهم مشروعي ويؤمن بنظريتي(شراكة حقيقية واحترام صوت الأغلبية واحتفاظ كل عراقي بخصوصيته ابتعاد عن العنف) مئات من الناس لاني احمل مشروعا كبيرا واسبح ضد التيار كما يقال فهذه المئات من الناس سأبقى مدينا لها وللذي لم يصوت لنا احترم رأيه وعودة إلى مقالة الأخ الحبيب الياسري أقول ثمة قضايا ينبغي أن نقف عندها ونحللها بهدوء وسكينة وسأذكر بعض الألفاظ التي تكرهونها ولكن مضطرا لذلك !!

لأني ابغض التعنصر وأذم الطائفية التي تُلغي الآخر( القضية الأولى) خطأ وقعنا به نحن أهل السنة في العراق وهذا ليس الخطأْ الأول الذي وقعنا به والاعتراف بالخطأ فضيلة ونجاة فقد اخطأ بعض أهل السنة حينما جعلوا القاعدة وزمرها ممثلا لهم ومقاتلا عنهم ومدافعا عن حقوقهم وحتى وصل الأمر بأحدهم ليقول أن القاعدة هي الجناح العسكري لأهل السنة وبنيت على هذه الاعتقادات مواقف جمى كانت تمنع الكثير من قيادات أهل السنة من ذكر القاعدة بسوء وكشف جرائمهم وهم يعلمون أن القاعدة قتلت أبناء الشعب وحركت المليشيات ولا يزال بعضهم متمسك بهذا الرأي الفاسد وكما يقال (رجليه بالقبر) وطبعا دفع السنة وبقية أبناء الشعب لأجل هذا الخطأ الكبير الكثير من التضحيات بسبب تلك القيادات وهم يتمتعون بالقلاع المحصنة والفنادق الفارهة أم خمس نجوم وأولاد الخايبة يقتلون هنا وهناك المهم أستيقظ من أستيقظ ولكن بعد خراب البصرة!!!!

 نحن نريد من السياسي المتصدي للعمل يمتلك نظرية إستراتيجية (الفهم الاستباقي) وليس بعد ثلاث سنوات أو أربعة حتى نستيقظ فالموقف لا يتحمل أبدا ومثل هذا الخطأ أيضا وقعنا به نحن أهل السنة حينما حاول بعض الساسة أن يقنع بعض السنة أن حزب البعث هو الضمانة والممثل لهم ولا يزال بعض الناس يعتقد بهذه الترهات!! وهذا واقع نعيشه كل يوم ونحن نناقش الناس بذلك وهذا لا يعني أن بعض الشيعة لا يقول بهذا الكلام وغيرهم لا يقول بهذا لكني أريد أن أتكلم عن طائفتي حصريا

والخطأ الآخر هو حينما اندفع بعض أهل السنة للتصويت إلى القائمة العراقية واعتبروها هي الضمانة لهم لأنها جمعت لهم( باعتبار وجود بعض الأشخاص فيها) بين مفهوم القاعدة والبعث طبعا هذا رأي بعض الناس أنا أنقله بأمانة ودقة وقد تركوا الآخر حتى سنة الجنوب اندفعوا وراء هذه المفاهيم المغلوطة وكانوا يقولون لنا إننا سنصوت للعراقية أو لعلاوي وأنا أقول للجميع لم ينفعهم احد وما حك جلدك غير ظفرك وظفرك هو من كان قريبا لك وأذكركم بقول الشاعر سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

ولنا الفخر كل الفخر أننا كنا ممن أطفأ الحرب الطائفية التي أوقدتها مؤتمرات اسطنبول والقاهرة وهنا لابد أن أقف وأعود إلى دعوة مفتي الديار العراقية الشيخ العلامة رافع العاني أو الرفاعي قبل الانتخابات وقد ظهر مشكورا على قناة صلاح الدين ومن محافظة صلاح الدين يدعو إلى الانتخابات وبقوة وقال لهم ما نصه لا تخطئوا كما أخطئتم في عام 2005 وتبتعدوا عن الانتخابات وهذا جيد حينما يعترف بعض العلماء بالخطأ والمشكلة هنا هي أن السنة إما إنهم لم يفهموا خطاب فضيلة المفتي وتلك مصيبة وإما أن المفتي دفعهم لانتخابات الكتلة العلمانية الممزوجة بألوان شتى وهنا المصيبة أعظم باعتبار أن كتلة علاوي هي التي ستنقذهم من الخطر أو تعيد لنا مجدنا المفقود!!!

وهذا خطأ جوهري حينما لا نستطيع أن نفهم إشارة مفتينا وعلمائنا هذه القضية الأولى وإما الثانية فالموقف العربي موقف سلبي ومعروف وواضح للجميع وبالشواهد! وأنا اطلعت على بعض التقارير وبعض التصريحات الخاصة كلها تقول كنا نؤيد التغير والإطاحة بصدام ونظامه بشرط أن يبقى الصراع الطائفي في العراق إلى ثلاثين سنة!!! حتى نتخلص من خطر العراق ونضعفه إلى الأبد هذا هو مخطط القومجية والأخوة العرب ضد العراقيين وبالتالي علينا أن نفهم شيئا مهما هل إن السعودية وغيرها فتحت مطاراتها وأنفقت ما أنفقت كي يأتي بعد ذلك بنوري المالكي الشيعي ليحكم العراق أو غير نوري المالكي!!!!؟؟؟؟

ولهذا ظهر الأخ النجيفي بعد ساعة من انتهاء الانتخابات على قناة الشرقية بقوله أن بغداد عادت إلينا وان العراق عاد للأمة العربية ولا أدري أين كانت بغداد وأين كان العراق الم يكن بأيديهم وأكلوا منه حتى التخمة لماذا هذا الخطاب ومتى سينتهي وهل بهذه الأفكار يريدون بناء العراق علينا أن نكون واضحين وشفافين حتى نتقدم لشعبنا بالكلمة الحق وتستبين النتائج أمامه واضحة جلية وهناك الكثير من المؤشرات تدلل على مصداق نظريتي المتواضعة وما إرسال البهائم البشري من الانتحاريين العرب للعراق إلا دليلا على ذلك فإخواننا العرب يرفضون وبشكل قاطع أن يحكم العراق شيعيا ودفعوا لأجل ذلك المليارات لتخريب العملية السياسية لأنهم طائفيون وهذا واضح من خلال العلاقات الدبلوماسية المتعثرة ومواقف أخرى ومن هنا أقول على الائتلافين دولة القانون والوطني أن يتوحدا بوجه هذه المخاطر والتحديات الحمراء التي تهدد البلاد والعباد وأذكركم واذكر السيد نوري المالكي بقول الشاعر مسكين الدارمي حين قال: أخاك أخاك إن من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح

وأنت بحاجة إلى إخوانك وهم بحاجتك وعلينا أن نكون واعين أمام مخططات بعض العرب الرافضين لوضع العراق الجديد لأنهم يخشون شعوبهم المغلوب على أمرها وأنها ستفتح عينها ويكون لها لسانا ينطق ويتحدى الظلم ويطالب بالديمقراطية والحرية وهذا لا يعني أننا نقبل للآخر من دول الجوار أن يتدخل بشؤون العراق ومن هنا ادخل على القضية الثالثة وكنت أتمنى أن سنيا غيري هو من يدافع عن شيعة العراق ويحقق الوحدة الوطنية التي لم استطع أنا أن اقنع بعض الجماهير لسنوات من الزمن أني وطني!!! أتمنى أن يتحدث بذلك أي سياسي وخاصة الشركاء في العملية السياسية ليقول للعالم العربي وغيره إننا شركاء مع إخواننا الشيعة وعليكم أن ترفعوا هذه التخوفات والهواجس الشيطانية حتى نتخلص من هذه القوانة!!! وان العراق بأيدي أبناءه ويحترم الأمة العربية ويريد أن تكون ثرواته بأيدي العراقيين ليتمتعوا بها ويأخذ جميع العراقيين حقوقهم وان نحترم صوت الأكثرية فهم شركاء الوطن ويكفينا متاجرة بأرواح الأبرياء وإننا أقوياء بهم(الشيعة والكورد والتركمان ووو) وهم أقوياء بنا (السنة) وهنيئا للفائزين واحملوا أمانة الناخبين.

الشيخ خالد عبد الوهاب الملارئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوبكتبت بتاريخ ‏الثلاثاء‏، 01‏ ربيع الثاني‏، 1431،‏16‏/03‏/2010‏ 11:00:53 م.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صراحة صارخه فهل من اذان سامعه؟
2010-03-19
شيخنا الملا دام ظلكم وعبقت مقالتكم عندما قال بعض الساسة الكرام انه يريد لرئاسة العراق عربيا سنيا شعرت بامتعاض وردة فعل لا لأني أئيا ذلك بل لأنه عمليا يرسخ الطائقية من حيث لا يدري العراق بلد نص دستوره على تساوي العراقيين جميعا فردا فردا فلم التمييز وهل ان الطائفي الارغل خطيب اسطنبول وما طبق على ارض الواقع المر من ذبح وتهجير وسلب وتفجير طائفي أرعب الاخوة السنة قبل غيرهم يقارن بأدنى المقاييس مع الشيخ الملا فأذن ليست صفتي العروبه والتسنن هو المقياس بل هو طهرالقلوب وعدالة المنطق والاخوه
محمد السبطي
2010-03-18
بسم الله الرحمن الرحيم بدءا السلام عليكم جميعا ثم كلامي للشيخ الملا اقول ((لافظ فاك )) والله لقد اوجزت فبلغت بارك الله بكم شيخنا على هذا النهج القويم والصراط المستقيم والدعوة للالفة ونبذ التفرقة واحقاقا الحق وزنة الامور بنصابها وبارك الله بكم على صراحتكم المعهودة وروحكم المتسامحة الجريئة بنفس الوقت عسى الله ان ياخذ بكم الى ختام الاعمال الحسنة والعاقبة الناجحة ..ادعوا الله ان يكشف الحجب عن مقالكم هذا ليطلع عليه الخاصة قبل العامة ويتفكروا بمعانية وخلجاته ليهتدوا جميعا لجادة الصواب وطريق الحق
زيــــــد مغير
2010-03-18
الشيخ خالد عبد الوهاب , ما أجمل هذا الكلام الذي يدل على أصالة معدنك النقي , وفقك الله ذخرا ً وأدامك فخرا ً
محب
2010-03-17
ادعوا قيادات الائتلاف ان تنظر بجد الى شخص هذا الرجل وان لايدعوه لوحده لن الشيخ مكسب كبير يحتاجه الائتلاف في المرحلة القادمة
سمير يوسف الفيلي
2010-03-17
بارك الله فيك ياشيخنا الجليل لقد دخلت قلوب العراقين بكافة أطيافه وقومياته من اوسع الابواب انا أعتفد ان الله سبحانه وتعالى استجاب الى دعاء الامهات الثكالا والارامل والمظلومات وهو دعاء سيدنا ابراهيم ع اللهم اجعله بردا وسلاما .. وسخركم لتكونوا سببا ليعوم البرد والسلام لنار الفتنه في العراق ..نعم نطقتم صدقا وجاهرتم حقا في سبيل اطفاء الفتنه وصافحتم الايادي الطاهره التى مدت اليكم فتوكل على الله لتحقيق العداله والسلام واستعادة الحق الى اهله وجمع الشمل بين الفرقاء ونبذ الطائفيه يابن العراق البار..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك