الشيخ خالد عبد الوهاب الملا
اطلعت على ما كتبه الأخ الأديب احمد الياسري في آخر مقالة له بعنوان(جديد الأعراب تنقله رويترز شيعة العراق خطر داهم يهدد الأمن القومي) وهذا خبر نقله الأخ احمد من وكالة رويترز الإخبارية ومنها تتبعت أصل الخبر من الوكالة المذكورة نفسها فوجدته وقرأته بتمعن وتفكر وأريد من خلال هذه المقالة أن أقف عند ثلاث قضايا من الضرورة بمكان أن نقف عندها وطبعا هذا موقفي وهو بعيد عن الحملة الانتخابية لأنها انتهت وانتهى التصويت وما كتبت شيئا أو قلته منذ أن تصديت لواجبي الوطني والى هذه اللحظة لأجل مصلحة ارجوها أو مكافأة انتظرها من أي جهة كانت وكل شيء تصرفته وقمت به كان ينبع من حبي الخالص للعراق وأهله وربما بعض الناس من إخواننا في العراق لم يفهم موقفي إلى لحظة كتابة هذه المقالة والدليل الأصوات المتواضعة التي حصلنا عليها في الانتخابات الأخيرة
وأنا فخور أن يفهم مشروعي ويؤمن بنظريتي(شراكة حقيقية واحترام صوت الأغلبية واحتفاظ كل عراقي بخصوصيته ابتعاد عن العنف) مئات من الناس لاني احمل مشروعا كبيرا واسبح ضد التيار كما يقال فهذه المئات من الناس سأبقى مدينا لها وللذي لم يصوت لنا احترم رأيه وعودة إلى مقالة الأخ الحبيب الياسري أقول ثمة قضايا ينبغي أن نقف عندها ونحللها بهدوء وسكينة وسأذكر بعض الألفاظ التي تكرهونها ولكن مضطرا لذلك !!
لأني ابغض التعنصر وأذم الطائفية التي تُلغي الآخر( القضية الأولى) خطأ وقعنا به نحن أهل السنة في العراق وهذا ليس الخطأْ الأول الذي وقعنا به والاعتراف بالخطأ فضيلة ونجاة فقد اخطأ بعض أهل السنة حينما جعلوا القاعدة وزمرها ممثلا لهم ومقاتلا عنهم ومدافعا عن حقوقهم وحتى وصل الأمر بأحدهم ليقول أن القاعدة هي الجناح العسكري لأهل السنة وبنيت على هذه الاعتقادات مواقف جمى كانت تمنع الكثير من قيادات أهل السنة من ذكر القاعدة بسوء وكشف جرائمهم وهم يعلمون أن القاعدة قتلت أبناء الشعب وحركت المليشيات ولا يزال بعضهم متمسك بهذا الرأي الفاسد وكما يقال (رجليه بالقبر) وطبعا دفع السنة وبقية أبناء الشعب لأجل هذا الخطأ الكبير الكثير من التضحيات بسبب تلك القيادات وهم يتمتعون بالقلاع المحصنة والفنادق الفارهة أم خمس نجوم وأولاد الخايبة يقتلون هنا وهناك المهم أستيقظ من أستيقظ ولكن بعد خراب البصرة!!!!
نحن نريد من السياسي المتصدي للعمل يمتلك نظرية إستراتيجية (الفهم الاستباقي) وليس بعد ثلاث سنوات أو أربعة حتى نستيقظ فالموقف لا يتحمل أبدا ومثل هذا الخطأ أيضا وقعنا به نحن أهل السنة حينما حاول بعض الساسة أن يقنع بعض السنة أن حزب البعث هو الضمانة والممثل لهم ولا يزال بعض الناس يعتقد بهذه الترهات!! وهذا واقع نعيشه كل يوم ونحن نناقش الناس بذلك وهذا لا يعني أن بعض الشيعة لا يقول بهذا الكلام وغيرهم لا يقول بهذا لكني أريد أن أتكلم عن طائفتي حصريا
والخطأ الآخر هو حينما اندفع بعض أهل السنة للتصويت إلى القائمة العراقية واعتبروها هي الضمانة لهم لأنها جمعت لهم( باعتبار وجود بعض الأشخاص فيها) بين مفهوم القاعدة والبعث طبعا هذا رأي بعض الناس أنا أنقله بأمانة ودقة وقد تركوا الآخر حتى سنة الجنوب اندفعوا وراء هذه المفاهيم المغلوطة وكانوا يقولون لنا إننا سنصوت للعراقية أو لعلاوي وأنا أقول للجميع لم ينفعهم احد وما حك جلدك غير ظفرك وظفرك هو من كان قريبا لك وأذكركم بقول الشاعر سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
ولنا الفخر كل الفخر أننا كنا ممن أطفأ الحرب الطائفية التي أوقدتها مؤتمرات اسطنبول والقاهرة وهنا لابد أن أقف وأعود إلى دعوة مفتي الديار العراقية الشيخ العلامة رافع العاني أو الرفاعي قبل الانتخابات وقد ظهر مشكورا على قناة صلاح الدين ومن محافظة صلاح الدين يدعو إلى الانتخابات وبقوة وقال لهم ما نصه لا تخطئوا كما أخطئتم في عام 2005 وتبتعدوا عن الانتخابات وهذا جيد حينما يعترف بعض العلماء بالخطأ والمشكلة هنا هي أن السنة إما إنهم لم يفهموا خطاب فضيلة المفتي وتلك مصيبة وإما أن المفتي دفعهم لانتخابات الكتلة العلمانية الممزوجة بألوان شتى وهنا المصيبة أعظم باعتبار أن كتلة علاوي هي التي ستنقذهم من الخطر أو تعيد لنا مجدنا المفقود!!!
وهذا خطأ جوهري حينما لا نستطيع أن نفهم إشارة مفتينا وعلمائنا هذه القضية الأولى وإما الثانية فالموقف العربي موقف سلبي ومعروف وواضح للجميع وبالشواهد! وأنا اطلعت على بعض التقارير وبعض التصريحات الخاصة كلها تقول كنا نؤيد التغير والإطاحة بصدام ونظامه بشرط أن يبقى الصراع الطائفي في العراق إلى ثلاثين سنة!!! حتى نتخلص من خطر العراق ونضعفه إلى الأبد هذا هو مخطط القومجية والأخوة العرب ضد العراقيين وبالتالي علينا أن نفهم شيئا مهما هل إن السعودية وغيرها فتحت مطاراتها وأنفقت ما أنفقت كي يأتي بعد ذلك بنوري المالكي الشيعي ليحكم العراق أو غير نوري المالكي!!!!؟؟؟؟
ولهذا ظهر الأخ النجيفي بعد ساعة من انتهاء الانتخابات على قناة الشرقية بقوله أن بغداد عادت إلينا وان العراق عاد للأمة العربية ولا أدري أين كانت بغداد وأين كان العراق الم يكن بأيديهم وأكلوا منه حتى التخمة لماذا هذا الخطاب ومتى سينتهي وهل بهذه الأفكار يريدون بناء العراق علينا أن نكون واضحين وشفافين حتى نتقدم لشعبنا بالكلمة الحق وتستبين النتائج أمامه واضحة جلية وهناك الكثير من المؤشرات تدلل على مصداق نظريتي المتواضعة وما إرسال البهائم البشري من الانتحاريين العرب للعراق إلا دليلا على ذلك فإخواننا العرب يرفضون وبشكل قاطع أن يحكم العراق شيعيا ودفعوا لأجل ذلك المليارات لتخريب العملية السياسية لأنهم طائفيون وهذا واضح من خلال العلاقات الدبلوماسية المتعثرة ومواقف أخرى ومن هنا أقول على الائتلافين دولة القانون والوطني أن يتوحدا بوجه هذه المخاطر والتحديات الحمراء التي تهدد البلاد والعباد وأذكركم واذكر السيد نوري المالكي بقول الشاعر مسكين الدارمي حين قال: أخاك أخاك إن من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح
وأنت بحاجة إلى إخوانك وهم بحاجتك وعلينا أن نكون واعين أمام مخططات بعض العرب الرافضين لوضع العراق الجديد لأنهم يخشون شعوبهم المغلوب على أمرها وأنها ستفتح عينها ويكون لها لسانا ينطق ويتحدى الظلم ويطالب بالديمقراطية والحرية وهذا لا يعني أننا نقبل للآخر من دول الجوار أن يتدخل بشؤون العراق ومن هنا ادخل على القضية الثالثة وكنت أتمنى أن سنيا غيري هو من يدافع عن شيعة العراق ويحقق الوحدة الوطنية التي لم استطع أنا أن اقنع بعض الجماهير لسنوات من الزمن أني وطني!!! أتمنى أن يتحدث بذلك أي سياسي وخاصة الشركاء في العملية السياسية ليقول للعالم العربي وغيره إننا شركاء مع إخواننا الشيعة وعليكم أن ترفعوا هذه التخوفات والهواجس الشيطانية حتى نتخلص من هذه القوانة!!! وان العراق بأيدي أبناءه ويحترم الأمة العربية ويريد أن تكون ثرواته بأيدي العراقيين ليتمتعوا بها ويأخذ جميع العراقيين حقوقهم وان نحترم صوت الأكثرية فهم شركاء الوطن ويكفينا متاجرة بأرواح الأبرياء وإننا أقوياء بهم(الشيعة والكورد والتركمان ووو) وهم أقوياء بنا (السنة) وهنيئا للفائزين واحملوا أمانة الناخبين.
الشيخ خالد عبد الوهاب الملارئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوبكتبت بتاريخ الثلاثاء، 01 ربيع الثاني، 1431،16/03/2010 11:00:53 م.
https://telegram.me/buratha