حميد الشاكر
يزعجهم ان يتحالف العراقي من المكوّن الشيعي مع اخيه العراقي من المكوّن الكردي ، لادارة حياة العراق الجديد ولكن لايزعجهم ان يتحالفوا مع الارهاب الدولي والقاعدة وطريدي العدالة البشرية ، عندما يتحولون الى حاضنات ارهابية داخل العراق وخارجه لتدمير هذا الوطن وسفك دماء ابناءه وتدمير ثرواته وانتهاك اعراضه !!!.
يزعجهم اسم (التحالف الرباعي العراقي) ،الذي يضم نخبة الوجود العراقي الحديث داخل الوطن ، والذي بدأ تاريخ مشواره في النضال ضد الدكتاتورية في العراق حتى اسقاطها واقامت نظام برلماني ديمقراطي عراقي يجنى اليوم العراقيون القليل القليل من ثماره ، التي يبدو انها تتزايد كل يوم لمصلحة هذا الشعب الطيّب ، ولكن لايزعجهم ابدا تحالفهم مع المخابرات الدولية الخارجية ،تحت مسميات العروبة ، او مسميات ضرورة تدخل الامم الاستكبارية في الشأن العراقي ،او ..... الخ ، والعمل لمصالحها ، وتعريض امن واستقرار بلدهم لبازارات البيع والشراء لاعداء العراق في الخارج تتلاعب به كيفما شاءت ؟!!.
يزعجهم اذا وثق عراقيي الجنوب والوسط من شيعة العراق باخوانهم من عراقيي الشمال والغرب من الكرد وباقي مكونات هذه الامةليعمل الجميع ككادر عمل متآلف يحاول صناعة القرار العراقي قبل ورود القرارالخارجي الاجنبي ليتحكم في العراق واهله ويطلقون على هذه التحالفات اشنع الاوصاف والمسميات ولكن ياسبحان الله ابدا لايثيرهم ولايزعجهم ، ان تحالفوا مع رجل معروف بعمله كعميل للمخابرات العالمية وبلطجي لديه القدرة ان يحرق العراق ويشرّد شعبه كله في سبيل خدمة اسياده ، وتمزيق لحمة العراقيين وتفتيت قواهم !!.
تزعجهم وحدة العراقيين ، ويرون فيها مؤامرة على وجودهم الصدامي الارهابي ، الذي يعيث في الارض العراقية فسادالكن لايزعجهم مطلقا ان يروا العراقيين يستجدون قواهم من الخارج ويبيعون ضمائرهم واصواتهم وتطلعاتهم للطاغوت كي يلقي لهم الفتات مماتبقى من نهيبة العراق ليتربعوا كمجرمين يخدمون الاجنبي ومخططاته من جانب ويخدمهم الاجنبي بان يوفر لهم الاستمرار في السلطة ، وقمع وظلم الناس وسفك دمائهم والاعتداء على اعراضهم المصونة من جانب اخر ؟!!.
هذه هي مع الاسف الوصفة الطبية الحقيقية لحالة القلق التي تنتاب هذه الايام ازلام البعث المجرمين بعدما عادوا الى سيرتهم الاستخباراتية الاجرامية الاولى في النظر الى وحدة العراق وصلابته وقوته وتكاتفه وتلاحمه .... على اساس انها مفردات إن تحققت في واقع العراق الجديد ، فانها حتما ستصب في خانة القضاء على البعث والبعثيين وانقراض تارثتهم الملعونة من على وجه التاريخ العراقي الحديث !!.
احدهم بعد أن آيس من عودة البعث لحياة العراق ، وبعد ان حاول ان ينزع جلده البعثي مؤقتا فيما مضى من ايام على امل خداع العراق الجديد الا انه فوجئ بعصى موسوية عراقية تلقف مايأفكون سرّا وعلانية ، فعاد الى جحره في منافي الجغرافية ، بدأ كعادة البعثيين المعروفة ،التي هي على استعداد لبيع السماء ومن فيها ، وحرق الارض ومن عليها ، ارضاءا لمرض الحقد الذي استوطن قلوبهم منذ قرون وقرون على كل ماهو عراقي اصيل ،أن يلعب اللعبة الطائفية البعثية من جديد لدق اسفين التفرقة بين العراقيين !!!.
نعم انه رجل الاستخبارات الحقود والذي يشعر بفراغ قاتل لعدم وجود ضحايا عراقيين تحت سوطه يقرعهم في كل صباح ومساء ليلتذ بسماع صراخهم وهم يموتون تحت مقاصل تعذيب اقبيته المظلمةالجنرال وفيق السامرائي !!.
وفيق السامرائي وبمقاله المنشور صحفيا من على منابر الارهاب والمؤامرة والصهينة السعودية يعلن وبكل وقاحة وصلافة المومس التي لاتخجل من كل تناقض ولااخلاقية:بأن اي تحالف عراقي عراقي من مكونات الشعب العراقي المتنوعة بعد الانتخابات البرلمانية العراقية التي نجحت بكل المقاييس العالمية رغم انف الارهابيين ، ولاسيما منه التحالف الشيعي العراقي الوسطي الجنوبي مع الكردي الشمالي ((التحالف الرباعي كما سمي فيما مضى )) سيكون حتما رسالة واضحة مفادها : انه تحالف يهدف ويريد تهميش السنة العرب والقضاء عليهم والاعتداء على هويتهم الطائفية ؟.
الا يبدوغريبا ان يتحدث السامرائي في نقد الطائفية ، والتعنصر في جهة الشيعة والكرد ، بينما يبيح لنفسه الحديث عن السنة والعروبة فحسب باعتبار ان هذه اللغة ابدا ليست طائفية بغيضة ، ولاعنصرية حقيرة ، ولاهي موجهة ضداحد على الاطلاق ؟!!.
ثمّ أليس عجيبا ان يكون تحالف العراقيين فيما بينهم ، وتآلفهم على مصالح وطنية داخلية ، هي ومن نفس منطلق البعثية كارثة بالنسبة لوفيق السامرائي واضرابه من طريدي العدالة العراقية ؟.
وهل يعني هذا ان امثال هذا السامرائي وغيره من بعثية قتلة كانوا قد بنوا وجودهم السرطاني ،ولم يزالوا ينظرون الى حياتهم في العراق على اساس انها لابد ان تكون على انقاض تفرقنا وعزتهم لاتعود الا على بقايا ذلنا وتشتتنا وقتالنا وتناحرنا كعراقيين يعيشون في وطن واحد ولكن بمسميات شيعية وكردية متعددة !!.
في مقاله السامرائي هذا جمع وفيق بين سطر وسطر كل ماهو عجيب وغريب من الاطوار ، والافكار والسلوكيات والنظريات فبدءا يميز غيضا وفيق السامرائي من تحالف يطلق عليه اسم الطائفي القومي بين الشيعة والكرد بينما في السطر الذي بعده بالتمام ،يتحدث الجنرال المجرم وفيق السامرائي عن مصالح الطائفة السنية بقيادة ايادعلاّوي الليبرالي الوطني الوحيد في عراق وفيق السامرائي وصالح المطلق ((ربما لانه الوحيد الذي لديه استعداد اجرامي ، وتراوده احلام الانقلاب وحب سفك الدماء مثلهم )) ، وكيف ان هذه الطائفة سيعتدى على حقوقها المقدسة من قبل تحالفات العراقيين المتنوعة فيما بينهم !!.
والحقيقة لااعلم كيف ان تحالفات العراقيين ووحدتهم وشراكتهم .....في ادارة حكم العراق ستكون وحسب المنطق البعثي السامرائي ، هي بعينها النواة التي سوف تثمر شجرة الاعتداء على المكون العربي السني في داخل العراق الجديد ؟.
ولماذا لايكون هذا المكوّن العراقي السني ايضا منخرطا بتحالف مع التحالف الرباعي الكردي الشيعي ليشكل الجميع عملية سياسية عراقية متوازنة ، تراعي جميع مصالح مكونات العراق الجديد ، ومهما تباعدت رؤاهم السياسية او تنافرت مقاصدهم النفعية ؟.
لكنّ يبدو من خلال اطروحات ازلام البعث من قبيل وفيق السامرائي وغيره ، إن القوم ثابت في تفكيرهم السياسي لعبة فرّق تسد الانجليزية ، والتي مهر البعثيون في اللعب عليها طوال عقود لتمزيق لحمة الشعب العراقي وزرع التناحر والحرب فيما بينه والبين الاخر ولهذا لايرى وفيق السامرائي ولاغيره ان له حياة وعزة وكرامة واستمرار في العراق الا اذا كان ابناء العراق متفرقين وغير متحالفين ولامتفاهمين ، ويعيشون داخل عراق تمزقه التفرقة ، ويضعفه التناحر ، ليسيطر على قراره السياسي من الخارج ، ولتكون المعادلات الخارجية الاقليمية هي التي تتحكم بمصير العراق كما حدث بالفعل ، عندما كان البعث يحكم العراق ظاهريا ، الا ان قرار استمراره ،والاطاحة به كان دوليا واقليميا على الحقيقة ، وهذا ماحصل عندما منعت دول الاستكبار العالمي اي تغيير من الحدوث داخل العراق بيد العراقيين انفسهم وبعيدا عن آلتهم العسكرية التي جاءت عبر البحار لتقوم بتغيير البعث فيه ومن ثم احتلاله!.
نعم هذا ما يلعب عليه ويريده بعثية المنافي خارج العراق للعراق الجديد بحجة ان اي تحالف عراقي عراقي سوف يكون رصاصة الرحمة التي ستدمر المكون العراقي السني العراقي وهذه هي نفس خارطة الطريق التي من خلالها يرفع البعثية شعاراتهم ضد الطائفية والعنصرية بينما هم لايلفظون من حرف الا كان باسم الطائفة السنية والمكون العربي داخلها ليستغلوا مشاعر البسطاء من ابناء جلدتهم ليتاجروا باسمائهم ويرهنوا العراق وسيادته وقراره الى خارج هذا الوطن بعد اضعافه ونفث سموم التفرقة بين ابناءه !!.
https://telegram.me/buratha
