كامل محمد الاحمد
شيء مهم للغاية ان يراجع المرء محطات مختلفة مرت بها حياته، وان المراجعة تساعد كثيرا في توجيه المرء بالاتجاه الصحيح وتجنب الوقوع في نفس المنزلقات والاخطاء التي وقع فيها سابقا ومثلما يقولون (المؤمن لايلدغ من جحر مرتين). ونفس الشيء يصدق على الامم والشعوب والمجتمعات، فهي دائما ما تحتاج الى مراجعة لاوضاعها حتى لاتتكرر ماسيها ، وحتى لاتقع في فخاخ وقعت فيها سابقا.ما دفعني الى مثل ذلك القول هو حلول الذكرى السنوية الثانية والعشرين لقصف مدينة حلبجة الكردية -العراقية بالاسلحة الكيمياوية من قبل نظام صدام حسين.كان ذلك الفعل فعلا دمويا واجراميا بكل المقاييس والمعايير، بل انه مثل اقصى مستويات ودرجات الهمجية والاجرام والاستخفاف بالنفس الانسانية التي كرمها الباري عز وجل وجعلها في اعلى المراتب.مازالت ذاكرة الكثير من الناس تختزن صورا مؤلمة للغاية لذلك الفعل الاجرامي الدموي، ومازالت الاراشيف تمتليء بكميات هائلة من الوثائق والصور التي تثبت وتؤكد بشاعة ودموية نظام صدام وعدم تورعه عن القيام بأي شيء مشين من اجل الاستمرار بالتربع على عرش السلطة.هل من الممكن ان يقبل من اكتوى بنيران ذلك النظام، سواء في حلبجة او غيرها ان يقبل بتكرار وعودة الماضي الاليم؟.الذي يمكن ان يقبل بذلك اما ان يكون جاهلا او كان مساهما في ارتكاب ما ارتكب من جرائم في الماضي، والجاهل ينبغي ان يفهم ويتعلم ويستوعب الحقائق، والمجرم يجب ان يقف في قفص الاتهام ويحاكم على افعاله الاجرامية، لا ان يتربع على كرسي السلطة الوثير ليعيدنا الى ماكنا عليه في الامس.
https://telegram.me/buratha