حافظ آل بشارة
متابعة فرز الاصوات اخذت وقتنا وحطمت اعصابنا ، لذا فقد نسينا الاهتمام بشؤون العالم العربي ، وكما يعرف الجميع نحن قوم نحب ابناء قبائلنا من عرب عاربة واخرى مستعربة ، ونعرف اننا الاخ المضطهد المتهم عندهم بالعجمة لاسباب صدامية ، في مركزنا الاعلامي نكاد نجلد المحررين لان اهتمامهم بعالمنا العربي المهيب المخدوم الطويل العمر المحترم قد تضائل بسبب الانتخابات الديمقراطية التي تشبه (نهيبة) نقوم (بطمطمتها) خوفا من غضب العربان علينا ، خاصة وقد اصبحوا يتعاملون مع العراقيين وكأنهم ازواج امهاتهم المسبيات من ديار الروم ، حرب داحس والغبراء الجديدة التي شنها علينا اعمامنا لم تنته بعد ، اخبار سيدنا العالم العربي اهم عندنا من الانتخابات التشريعية ونتائجها ، لذا لابد من احاطة الناس علما بخبر عربي سار يقول ان القمة العربية المجيدة ستعقد في ليبيا العظمى نهاية هذا الشهر ، وزارة الخارجية عندنا منهمكة في ترتيب حضورها لهذه القمة التي ( ستشكل نقلة كبيرة في حياة الامة العربية المناضلة وستفتح افاقا جديدة للتعامل مع القضايا القومية الملحة بالشكل الذي يحيي امجاد العرب ويحطم المؤامرات على صخرة التضامن القومي ، تعيش فلسطين حرة شامخة ، عاشت ... ) هذا المقدار يكفي وهو دليل على اننا نتفاعل مع القضية القومية ونشارك في صناعة القرار العربي ، وبمناسبة قرب انعقاد القمة ، لابد من الاشارة الى ان وزير خارجية العراق الكردي هوشيار زيباري اوضاعه لا تعجب الامة العربية ، ربما قال زيباري للعرب بعد ان فقد صبره ذات يوم : كفى ، نحن ندعوكم الى دعم العملية السياسية وانتم تجيبون بارسال الانتحاريين والمفخخات ؟ هذا الكردي القادم من اعالي العراق يزعج مشايخ وقبائل وبطون العروبة بأي حق ؟ فهو من المعارضين القدامى لحكم صدام العربي ، وهو من اسرة ذاقت انتقام علي كيمياوي العربي الاصيل من حلبجة الى الانفالات الى التهجير العشوائي ، فكيف يصبح وزيرا في عراق العروبة ؟ الكرد في التصنيف العربي من اقوام الموالي ، فكيف ينتقدون الاسياد ، لذا كانت آخر الاوامر الصادرة الينا من مشايخ العرب ازواج امهاتنا المسبيات وهم يتكلمون معنا من فوق انوفهم ان نجعل رئيس جمهوريتنا عربيا ، يجب ان تكون اوامرهم فوق الدستور ، هذه اوامر طويل العمر ، الدستور بيش كيلو ؟ ليس من حقنا تذكيرهم بأن العراق بلد دستوري وفيه آليات معينة لانتخاب الرؤساء والنواب والوزراء ، اذا حاولنا توضيح الموضوع سيتهموننا فورا بالخروج من الصف العربي ، فكيف ننتخب الرئيس على طريقة الاقوام الكافرة من الرومان والجرمان والافرنج ونترك تراث اجدادنا في التوريث ، فالرئيس العربي يهيء ابنه لاعتلاء العرش سواء كان بلده بأسم ملكي او اسم جمهوري ، العراق يخرق قواعد التوريث العربي ، ويخرق قواعد النقاء العرقي فيولي الموالي على العرب الاقحاح ، كما يلحق الاهانة بموقع الرئيس عندما يجعله واحدا من الرؤساء وليس الرئيس الوحيد ، الاصالة العربية تتطلب حصر السلطات كلها في الرئيس العربي الاوحد فهو فوق الدستور وهو البرلمان وهو قائد الجيوش وهو القضاء ورمز العدل والخلاص والنقاء والتفوق ، يعدم من يشاء ويطلق من يشاء ، كان صدام مثالا لهذه المدرسة العريقة . الطلب العربي بجعل الرئيس العراقي عربيا سبب صدمة للناس فقد ايقن من كان شاكا ان حوار العراقيين مع بعض العرب سيكون حوار طرشان لان كل فريق يعيش في افق حضاري مختلف ، بعض العرب مازالوا يعيشون قرونهم الوسطى ، في تعريف السلطة والرئاسة وحقوق الانسان والتعصب العرقي والطائفي . علينا ان نحضر القمة العربية ، التي هي قعر عربي جديد ، ونلقي خطاباتنا الرنانة مثل كل سنة ، فالقمة وقودها الخطابات .
https://telegram.me/buratha