حميد الشاكر
قبل ايام نشرت احد الصحف السعودية التابعة لجهازالمخابرات في هذا البلد نبأعن محاولةاغتيال تعرض لها رئيس وزراء العراق الحالي نوري كامل المالكي من احدمرافقيه بطلق ناري اصاب ساقه ونقل على اثرهالاحد مستشفيات العاصمة بغداد المتواضعة ، وجاء ذالك بعد خبر سرّب بخفاء معتم من قبل وسائل اعلام عراقية ان رئيس الوزراء العراقي المّت به وعكة صحية عارضة اضطرته للقيام بعملية في احد المستشفيات العراقية المتواضعة الحال !.
تلقف الخبر الزميل العزيز احمد مهدي الياسري ، لينشره عن الصحيفة السعودية ، في موقع براثا على اساس انه ترويج سعودي لمحاولة اغتيال ، ومع اننا كمتابعين قرأنا الخبر بهذه الصحيفة في نفس الوقت ،الذي قرأه المحترم الياسري الا اننا ندرك ، كغيرنا الاعيب الصحافة الصفراء الذي يعلمها الاخ الياسري ايضا ، من خلال معادلة المثل العراقي العامي الذي يقول (يفوتك من الكذّاب صدق كثير )) وبالفعل فان كذب الصحافة الكثير لايمنع من نقل خبر صادق بين الف كذبة ، وعليه تريثنا بالحديث عن صدق وجود محاولة اغتيال للمالكي عن كذبها لينجلي الموضوع اكثر وبلا عجلة الولهان لنقل الاخبار !.
بعدها تحدثت صحف اخرى عن محاولة اغتيال لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع زيادة اكثر في المقبلات الخبرية ، ليتحدث احد الخبراء بصناعة الكذب الاعلامي وخاصة منه البعثي المعتق عن محاولة اغتيال سابقة على الطلق الناري لهذا الرئيس من الوزراء العراقيين ،وهي محاولة اغتياله بالسمّ الذي وضع لنوري المالكي منذ زمن وتناوله بالفعل الا ان اعراضه لم تظهر بعد بقوّة ووضوح لتودي بحياة المالكي ، مع ان هناك اعراض صحية بدت على المالكي ( حسب مايكتب هذا المعتّق ) منها هزّت الرأس الشبيهة بهزة رأس ((الهزاز الدليمي عدنان)) !.
صحف اخرى خليجية نقلت خبر الاغتيال للمالكي بحذافيره من دون زيادة ولانقصان وحتى مع ذكرالمصدر المقرب من المالكي الذي ذكر محاولة الاغتيال ، وذكر نقله الى مستشفى متواضع للفقراء في بغداد ، وذكر صحة المالكي ، وذكر للاعلام ، ولغير الاعلام كل شئ الا اسمه ورسمه ومن يكون اصلا !!.
صحف مصرية معارضة خبيرة بقضايا الاعلام وكيفية صياغته لم تكتفي بذكر محاولة الاغتيال بطلق ناري من احد مرافقي المالكي الذي اصاب ساق المالكي بدلا من راسه ، بل ولم يعجبها قصة صاحبنا البعثي المعتّق الذي ذكر ان المحاولة بالفعل قد نفذت من خلال ((السمّ)) الذي ابتلعه المالكي ولم تظهر اعراضه بعد ، بل واضافت سيناريوا مصري معتبر جدا لفيلم الاغتيال هذا لتذكر :(ان محاولة الاغتيال قام بها قنّاص امريكي عن بُعد كان يوجه منظاره لرأس المالكي او قلبه مباشرة ،ولكن لسبب او اخر اصاب ساق المالكي رئيس وزراء العراقي وعلى اثر ذالك نقل لمستشفى عمومي في بغداد بدلا من المستشفى الامريكي الملاصق للمنطقة الخضراء ) !!.
لم يظهر حتى الان رئيس الوزراء العراقي المالكي على شاشات التلفزة الفضائية ،وكذا لم يظهر اي تكذيب رسمي من مكتب رئيس الوزراء يفند كل هذه الادعاءات الخطيرة !!؟.
لماذا لم يظهر المالكي ؟.وهل المحاولة الاغتيالية بالفعل قضت على المالكي ولكن نبأ او اعلان وفاته قد اُجل لاسباب سياسية ؟.هل المسرب للخبر فعلا هو احد المقربين لكادر المالكي ؟.ام انه من الاعيب المخابرات الامريكية المدروسة ؟.ام ان المالكي نفسه هو صاحب السيناريوا والاخراج لكل هذه القصة من البداية حتى النهاية ؟.
طبعا كل هذه الاسألة وغيرها طوابير بالامكان حياكتها صحفيا لتثير القلاقل والاضطراب في بلد يحاول الخروج من عنق الزجاجة الضيق ،ولكن وبما ان الشفافية لم تزل معدومة في عراق مابعد الدكتاتورية البعثية الصدامية ، فمن حق الخيال وبمرادفة الصحافة الصفراء المعادية للعراق الجديد ان تكتب ماتريد وتنسج من القصص ماتشاء في مادة اعلامية دسمة من هذا النوع ، ويبقى على القائمين على ادارة الحكم في العراق اليوم ان يدركوا ان زمن الدسائس قد ولى واليوم هم منتخبين ومقدمين من قبل شعبهم وعليهم ان يكونوا اكثر شفافية وصدقا مع شعبهم الذي ضحى بالكثير من اجل ان يحكمهم العدل والقانون والحرية !!.
نعم لاغرابة في حصول محاولة اغتيال ، لرئيس الوزراء ، او غيره من اعضاء الدولة الجدد ، ولاغرابة ايضا ان تكون الفبركة الاعلامية ، كلها كاذبة وغرضها اثارة القلاقل داخل العراق ، وضرب استقراره السياسي باي طريقة وهكذا عندما نقول انه حتى وان اغتيل الف رئيس وزراء للعراق الجديد فالقافلة العراقية الديمقراطية سائرة بهمة الشعب وليس بهمة هذا الفرد او ذاك ، وعليه فعلامَ هذا التعتيم الاعلامي الرسمي العراقي على اخبار بامكانها ان تزيل الالتباس وتقتل الفتن في مهدها ؟.ولماذا انتهاج اساليب اعلام المغامرة والدسائس في العراق الجديد من قبل قادة وساسة العراق الجديد ، بعدما وصل العراق كله الى ضرورة الشفافية في العمل السياسي العام ؟.واذا كانت هناك محاولة للاغتيال فالاعلان عنها بصالح العراق الجديد ومعرفة الامة للمخاطر التي تحيط بمشروعها السياسي ؟.واذا لم تكن هناك اي مؤامرات ولااغتيالات ولاسيناريوهات ..فعلى رئيس الوزراء ووسائل اعلام الدولة ان تخرج للشعب وتكذب الموضوع وابوك الرحم الله !!.اما ان داخل الدولة العراقية الجديدة تقع الامور الخطيرةلينقلها اذناب الخارج للصحافة الصفراء للعب على مشاعر الشعب العراقي فهذا اسلوب ينبغي ان ينتهي كأنتهاء الدولة السرية البعثية التي قبرت الى الجحيم وبأس المصير!.
ان ما نؤاخذه على مثل هذا العراق الجديد ، هو ليس اسطورية مايجري داخله وخارجه من مؤامرات وفتن ، وانما نؤاخذ على هذا العراق الجديد وقادته عدم ثقتهم بذكاء شعبهم ، وانه قادر بالفعل ان يتصدى لملايين من محاولات الاغتيال الفعلية والخيالية وغير ذالك ان صارحه قادته بمايجري داخل السياسة على الحقيقة !!
https://telegram.me/buratha