هشام حيدر
ورد في المأثور ( إذا رأيتم العلماء على أبواب الملوك فبئس العلماء وبئس الملوك ، وإذا رأيتم الملوك على أبواب العلماء فنعم الملوك ونعم العلماء ). وهذا كان ديدن علمائنا على مر التاريخ فلم يرضخوا لحاكم ولم يقفوا على باب واحد منهم وعاشوا كما يعيش اهل عصرهم ومصرهم ولم يمكنوا السلطان منهم بقبول عطاياه فضلا عن التماسها وكان اخرها رفض الحوزة العلمية مقترحا للحكومة (الموقرة) بتبني رواتب طلبة الحوزة العلمية في سياق سعي الحكومة لوضع الجميع في (جيبها الايمن)من خلال الخلع على هذا او ذاك من (بيت مال ) العراقيين دون ان تعي او تقرأ ماضي حوزتنا العلمية اعلى الله شانها !
لم تكن هذه اخر محاولات السلطة (الحالية او سابقاتها على مر التاريخ) للسطو على الحوزة والهيمنة عليها ولن تكون اخرها! بالنسبة لحكومة الحزب الحاكم التي اجادت عملية التسلق على اكتاف المرجعية متوهمة انها غافلة عن ذلك لاان لسان حالها يقول( لنسالمن ماسلمت امور الناس ومالم يكن عليها جور الا علي خاصة )!!اقول بالنسبة لحكومة الحزب الحاكم فان محاولاتها مع المرجعية كانت بارزة مشخصة ولعل اولها كان في ازمة رئاسة الوزراء بعيد انتخابات عام 2006حيث قام عناصر الحزب باول زيارة للمرجع الاعلى على انهم وفد (الائتلاف الوطني) برئاسة (جواد المالكي)!كان سماحة السيد دام ظله صريحا معهم للغاية ... طلب اولا ان يعرفوا انفسهم على انهم وفد حزب الدعوة لاوفد الائتلاف لان الوفد لايضم الا عناصر الحزب وان هؤلاء لم يلتئموا ليزوروا المرجع الاعلى الا ... عند الحاجة !نبه سماحته الى انه لايخدع بالجمل المنمنمة وانه يعرف خلفيات الجميع ومعتقداتهم في اشارة الى راي الحزب الرافض الى حاكمية المرجعية, عليه كان عليهم ان يعرفوا ان مثل السيستاني ....لايخدع لاسيما ممن يعرفه حق المعرفة!يقول احد (دعاتهم) في مقال له ..( المجلسيون هم دعاة حاكمية رجال الدين أكثر مما هو الحال في حزب الدعوة، بل معظم الدعويين لهم ثمة حساسية تجاه هيمنة المعممين، سواء على الصعيد الحزبي، أو على الصعيد السياسي، أو على الصعيد الاجتماعي) وغير ذلك يمكن مراجعته على الرابط..http://www.iraqfuture.net/all-article/2008/article_10.htm
نعود لموضوع زيارة وفد الحزب الى سماحة المرجع الاعلى التي لم تؤت اكلها وخرجوا منها بــ(رزا..) ناشفة سبق ان اشرت اليها في عام 2006http://drhusham.jeeran.com/archive/2006/5/47759.html
يومها خرج السيد الرئيس -حاليا- منزعجا اشد الانزعاج واجاب احد الصحفيين عن سبب الزيارة قائلا (جئنا نستمع الى (نصائحه) و(توجيهاته)!..مع هزة راس تشير الى باب المرجع الاعلى بعبارات جافة خالية من مصطلحات التوقير المعتادة في مثل هذا المقام!
كانت الصرخة الاولى للائتلاف في حضن المرجعية التي ولد من رحمها وعاش في كنفها وتحت رعايتها وكان الائتلاف وليدا يهرع الى باب المرجع الاعلى في كل نازلة بل وحتى بين الحين والاخر ليطلع الوالد الراعي على مجمل الاوضاع في البلد فهو راعي الدستور وراعي العملية السياسية برمتها!وهذا مااقر به المالكي نفسه لصحيفة الصباح في حينه..
http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=1669
ويوم كان الائتلاف الوطني يدعو بالحاح الى عودة المالكي الى حضن الائتلاف حتى وصل الامر ان يعرض الشيخ الصغير عليه ان يعود باية شروط يفرضها...امتنع المالكي من طرق باب السيستاني حتى اغلقت المفوضية باب تسجيل الائتلافات !يعرف تماما ماسيطلب منه ان ذهب الى هناك وان هذا لايتفق مع مااتفق عليه في البيت الابيض مع اوباما وماشدد عليه في بغداد.. سيء الصيت بايدن !وبالفعل ... ماان ذهب حتى خرج واعلن من على باب السيستاني رغبة المرجعية بوحدة الائتلافين وصرح ان باب الائتلافات قد اغلق عليه فان هذه (الوحدة)ستكون بعد الانتخابات !!ولم اصدقك فيما تقول من جديد سيادة الرئيس كما كذبتك عام 2006 على الرابط الثاني اعلاه !وهاهي تصريحات الاخوة- الاعداء ...(.نتحالف مع من يقبل بشروطنا كائنا من يكون )!!
وعشية الانتخابات حاول من جديد ان يظهر مع المرجعية في خضم الحملة الانتخابية الهستيرية فاسرع الى النجف وقصد باب المرجع الاعلى... لكنه كان موصدا بوجهه هذه المرة !كما اغلق مجلس محافظة النجف بابه بوجهه !واليوم من جديد مع مخاض عسير قد يستغرق عدة اشهر كان السيد عمار الحكيم اول طارقي باب السيستاني كعادته وعادة الفقيد الحكيم طاب ثراه !عليه فان على الجميع ان يجعلوا من باب السيستاني بارومتر يقاس من خلاله من يوقر المرجعية ويحفظ لها ابوتها ليفرق بينه وبين من يحاول (استخدام) المرجعية (عند الحاجة)!!
هشام حيدرالناصرية
https://telegram.me/buratha