المقالات

لاتتغافلوا أو تتناسوا يجب أن تضعوا المصلحة العليا الهدف الاسمى

803 11:27:00 2010-03-14

خضير العواد

أن التغير الذي حدث في العراق عام 2003 قد اوضح صور كثيرة على طريقة الحكم في العراق وأهم صورة قد أتضحت هو فشل الاحزاب ذات الصبغة الاسلامية التي تسيطر على الساحة العراقية في العلاقات الخارجية ، وقد عرقل عمل هذه الاحزاب الكثير من العوامل أهمها :1- المتصدين لم يكونوا جديرين بهذه التجربة فقد أعطوا نموذج سئ من خلال أستعمالهم للسلطة وهدر المال العام بشكل لايتصوره العقل مما جعل القاعدة تبتعد عنهم ، لهذا فانهم يثيرون مشاعر العامة من الناس لكي يعيدوا الالتفاف حولهم.وقد بينت التجربة هذا العامل بشكل واضح وجلي فأنتخابات عام 2005 لعبت قناة الجزيرة دور مهم في هذا التوجه عندما تعدت على المرجعية واستغلت هذه الاحزاب الامر ، بالاضافة الى أستغلال مصطلح غطاء المرجعية وانتبهت المرجعية لهذا الامر مما جعلها تصرح في مختلف المناسبات على أنها تقف بصورة متساوية من الجميع أي أنها غطاء للاصلح الذي يريد خدمة هذا المجتمع الذي انهكته الازمات .وفي هذه الانتخابات فان هذه الاحزاب أستغلت مسئلة ابعاد البعثيين عن العملية السياسية وقد وضعت نفسها المحامي والمدافع لهذا الشعب من المجرمين البعثيين علماً لقد دخل أعضاء حزب البعث العملية السياسية تحت حماية هذه الاحزاب وتحت مختلف العناوين وأهم هذه العناوين ( المصالحة الوطنية ) التي كان يقودها رئيس الوزراء المالكي (حزب الدعوة) وقد بذلوا جهدهم من أجل أدخال هؤلاء المجرمين الى العملية السياسية واليوم يعملون بشكل مضاعف من أجل أبعادهم وهذا كله لكي يكسبوا صوت الناخب بالدرجة الاولى أما أبعادهم فيأتي بالدرجة الثانية لانهم لو كانوا حريصين بالفعل على أبعاد المجرمين من البعثيين من المراكز الحساسة بالدولة ، فلماذا عملوا على أرجاعهم لهذه المراكز بل الادهى من ذلك نلاحظ أغلب دوائر الدولة تقاد من قبل هؤلاء كأنما العراق ليس فيه ألا المجرمين وأما رفاقهم في النضال (الاحزاب الاسلامية)فبقوا تحت رحمة هؤلاء البعثيين على الرغم من ولائهم للوطن وأمانتهم ونضالهم ضد الدكتاتورية ولكن التفكير الحزبي الضيق هو الفاصل في هذه المرحلة .

2- المخاوف الامريكية من هذه الاحزاب ذات الصبغة الاسلامية مما يجعل الثقة منعدمة مابين الطرفين وخصوصاً وجود الجارة الشرقية للعراق التي لها علاقات سيئة للغاية مع الامريكان ، مما جعل الامريكان يفضلون أي حزب يرعى مصالحهم في العراق وليس له علاقات جيدة مع ايران وهذا ما تفتقده الاحزاب الاسلامية لهذا نلاحظ بين فترة وأخرى هناك أزمة سياسية مابين الحكومة العراقية والامريكان ، لان الثاني يحاول وبجد أيجاد البديل لهذه الاحزاب ، طبعاً لايهتم بنوع البديل المهم هو رعاية المصالح الامريكية ، ولكن ليس من السهل أيجاد بديل يسيطر على الشارع العراقي بشكل تام ويرعى المصالح ، فان اغلب البدلاء الذين يحاورهم الامريكان ليس عندهم تلك السلطة ولكن يمتلكون الاجرام لردع هذا الشارع اذا سيطروا على مراكز الحكم وهذا ليس من السهل القيام به بعد ان انتفض الشعب العراقي من سباته .

3- قلق الدول العربية من مستقبل العراق الذي يقاد من قبل الاحزاب الاسلامية فهذا الامر مقلق جداً لهم فهذه الدول لاتؤمن بحكم الاسلامين بشكل عام والشيعة بشكل خاص لاننا نلاحظها بين الحين والاخر تقوم باضطهاد أحزابها الاسلامية وكذلك موقف الدول العربية من حماس على الرغم من أنتمائهم للمذهب نفسه ( السني).فالنظام الاسلامي يهدد عروش هذه الدول لهذا فانها تحاربه بشكل عنيف أينما وجد وهذا ما أثببته التجربة فمنذ أن تم التغير في العراق وهذه الدول تبذل كل ما بوسعها من أجل افشال التجربة العراقية وأظهار هذه الاحزاب بالضعف وعدم القدرة على حكم العراق ، وقد ظهر ذلك جلياً بالادلة القاطعة التي لاتحتاج الى برهان.

وبسبب هذه العوامل الثلاث التي ذكرت أعلاه فان مستقبل العراق يبقى مشوشاً لايمتلك صورة واضحة ، لذا علينا ان ندرس المرحلة بشكل جيد لكي نحافظ على المصلحة الوطنية العليا وهذا يتم من خلال أيجاد بديل واعي يعيش المرحلة بكل تفاصيلها له القدرة على مسايرة الواقع وعينه على المصلحة العليا للوطن وخصوصاُ الطبقة المظلومة منه ، وهذا يتم من خلال تكوين تنظيم يتصف بهذا الوعي والادراك والعقلانية وأحتوائه على كل طبقات المجتمع وهذا لايتم بين ليلة وضحاها ولكن يجب علينا أن نبدأ بالمحاولة فالبداية مهمة جداً في هذا المجال.ولصعوبة تكوين مثل هذا التنظيم في هذا المرحلة لذا علينا أن نجد شخصية ذات طابع علماني أو مظهر علماني ولكنها كفؤة وأمينة ومستميته في الدفاع عن المصلحة العلياوالمظلومين في هذا الشعب ولها باع في العلاقات الدولية ويمكن لها أن تحتوي كل الدول التي تحيط بالعراق لقيادته في المرحلة القادمة ولا نبقى تحت سيطرت أنانية حزب لايمتلك شخصية تقود المرحلة القادمة ونعيد مئسات المرحلة السابقة ونبقي العراق وشعبه يعيش المعانات والتهميش عندها سوف نعطي بعض الاشارات الى الدول العربية وأمريكا على أن الخوف والقلق الذي ينتابكم من العراق الجديد ليس له مبرر فالمصلحة العراقية هي التي تتصدى كل الاولويات عند الحكومة الجديدة .

خضير العواد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك