سعد البصري
في مقارنة بسيطة بين مدينتي العراق بغداد العاصمة ومدينة البصرة الفيحاء وبين مدينتي دولة الامارات العربية المتحدة دبي وانو ظبي ... هناك فروق شاسعة بين مدن العراق ومدن الامارات على المستوى الجغرافي والمستوى الحضاري وحتى على المستوى السياسي ، فبغداد والبصرة من الناحية الجغرافية اكبر مساحة وأكثر سكانا وتخترقهما الأنهار من كل جانب ، اضافة الى موقعهما الإستراتيجي بالنسبة للعالم العربي وما رافق هذا الموقع من تداعيات..؟ وكذلك فأن بغداد والبصرة تعتبران من أقدم المدن العربية والاسلامية ، فلطالما كانت بغداد عاصمة للعلم والمعرفة يأتيها طلاب العلوم المتنوعة من كل انحاء العالم اما البصرة فهي الاخرى لا تقل شأناً عن بغداد ، فكانت ــ واقول كانت ــ في الماضي من أجمل المدن في المنطقة لما تتميز به من وقوعها على الخليج العربي وتميزها بكثرة النخيل الذي لا توجد انواعه الـ(450) الا بها ، وكذلك لدورها الحضاري والأدبي والفكري كونها تحتضن بين جنباتها المربد الشعري وبدر شاكر السياب والكثير مما كان يميز مددننا العراقية الأصيلة ، التي أكلت الأزمان والأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة عليها وشربت ، اما مدينتي دبي وأبو ظبي فلا تملكان عشر ما تملكه بغداد والبصرة سوى كونهما يطلان على البحر فقط ، ولا اعلم هل ان سبب ازدهارهما وتطورهما لهذا الحد الكبير وبهذه الكيفية العجيبة هو لكونهما تطلان على البحر وكون أجوائهما جافة وأرضهما رملية ، ام ان السبب المنطقي هو تميز الذين يحكمون هذه البلاد وحرصهم على نجاح وتطور مدنهم لتضاهي في عمرانها وبُناءها التحتية واستثمارها للموارد البشرية أولا والموارد المادية ثانيا كي تقف وبكل فخر الى مصاف المدن المتطورة في العالم ، فهل من المعقول يا ساستنا الكرام ان أتصور في يوم من الايام ان أُقارن بين الثرى والثريا.. بين مدن تملك كُل شيء ولكنها خَرِبة وبين مُدن اخرى لا تملك شيء ولكنها عامرة.؟ وهنا أوجه كلامي للساسة العراقيين الأفاضل.. اليس من المفروض ان تُسخر جهودكم وطاقاتكم لخدمة بلدكم . اليس من الواجب الشرعي والوطني ان تهتمون ببلدكم اكثر مما تهتمون بجيوبكم وصفقاتكم ام ستقولون ان عدم صب اهتمامكم لخدمة هذه المدن وكل المدن العراقية هو لوجود الفراغ الامني وكثرة التراكمات التي خلفها النظام القمعي البائد ..! وهذه الأسباب وغيرها أصبحت لا تنطلي على الشعب العراقي الواعي الذي يريد ان تكون هذه المدن قبلة للعالم في كل الميادين العلمية والاقتصادية والفنية وغيرها ، وخاصة ان العراق يُعتبر من أغنى بلدان العالم . أقول لكل الخيرين والشرفاء والوطنيين ان العراق امانة في اعناقكم ، فافعلوا ما يمليه عليكم دينكم وضميركم ووطنيتكم حتى يتذكركم العراقيون بكل خير خاصة عندما تصبح بغداد والبصرة كدبي وأبو ظبي .
https://telegram.me/buratha