عادل العتابي
الشهادة واحدة على مر العصور والازمنة، والشهيد من يقدم حياته ثمنا لحرية الوطن او الدين او المعتقد،سواء كان في هذا العام او العام المقبل او قبل اربعين قرنا او سبعين عاما فهو لدى الامم الخالدة يبقى اسما يهز التاريخ هزا لان دمه يبقى منارا للاخرين،لكن لدى بعض من الناس في الشعوب البائسة واللاهثة خلف كرسي متحرك ومهزوز فان الشهيد قد يتحول الى نكتة يبتسم لها السفهاء استهزاءا من الشهيد لانه قدم حياته ثمنا لحرية الوطن! الغريب ان البعض ينسى الشهداء حتى لو كانوا الاقرب اليه او حتى لو كانت شهادتهم سببا في منحهم الحياة ومن ثم المنصب والجاه لاحقا،في هذا الموقع ( موقع براثا ) يتكرر اسم اخي الشهيد الملازم عدنان حسين عبدالكريم العتابي والذي كان اول ضابط ثائر في مدينة الحرية ضد نظام البعث والبكر وصدام ومعه اثنان واربعين ضابطا من مختلف الرتب وكذلك عدد من النساء،ففي المحاولة الثورية لتغيير حكم البعث في الحادي والعشرين من كانون الثاني عام 1970 هب عدد من الثوار لاقتحام القصر الجمهوري البعثي وبعد فشل المحاولة تم تنفيذ حكم الاعدام رميا بالرصاص بعد ست ساعات من محاكمة صورية للثائرين كان يقف على راس المحكمة المجرمون طه ياسين رمضان وناظم كزار وعلي رضا،الذين نفذوا احكام الاعدام باياديهم وبحضور صدام والبكر شخصيا،ليحصلوا على رضا قادة البعث، حتى ان احدى المتهمات قالت لصدام: لماذا انت خائف من نسوة وعدد من الرجال وهم بملابس النوم فمن هو الجبان ياصدام؟ومنذ ذلك التاريخ وليومنا هذا ( نعم ليومنا هذا وليس ليوم سقوط البعث في التاسع من نيسان 2003 ) لاسيما بعد ان تم نشر المحاولة الثورية تلك في كتاب ( محاولات اغتيال صدام ) للمجرم برزان التكريتي وذكر اسماء الشهداء في الكتاب فان عوائل الشهداء تتعرض الى شتى صنوف المضايقات من استدعاء وتخويف وتهديد وتوقيع التعهدات وغير ذلك حتى انه تم القاء القبض عليّ واحتجازي في جهاز الحاكمية الرهيب في المخابرات العراقية لمدة تزيد على السنة الواحدة وثلاثة اشهر في غرف حمراء اللون! ومن المفزع ان يكون القاء القبض في نفس يوم اعدام اخي الملازم الشهيد عدنان العتابي ولكن بعد ثلاثين عاما بالضبط ليم فتح كتاب (محاولات اغتيال صدام) مجددا امامي والتحقيق معي حول تلك الحادثة؟ رغم مرور ثلاثين عاما عليها.اليوم فان اوامر وزير التربية في احتساب مدة ترك الوظيفة للمدرسين لاتشمل الشهداء في العصر القديم ( ليس العصر الحجري بكل تاكيد ) لان هناك شهيد.. قديم.. وشهيد.. جديد ومن سوء حظنا ومعنا عوائل الشهداء ان وزير التربية خضير الخزاعي هو من يقرر من هو الشهيد؟ في وقت يقول التاريخ كلمته في الشهداء الذين قاوموا صدام والبعث من البداية عندما كانت ايادي البعض مملؤة بالفقاقيع من التصفيق لصدام وعصابته وهم اليوم في موقع المسؤولية؟؟
https://telegram.me/buratha