بقلم : قيس عباس الكربلائي
بعد ان وضعت الانتخابات اوزارها وبعد يوم تاريخي جديد ظهرت النتائج الاولية والتي تشير الى انه لا توجد كتلة تستطيع ان تشكل الحكومة لوحدها وهذا ما كان متوقعا سيما وان الاحداث السابقة اثبتت انه لا يوجد رابح يكتسح الساحة ويكسب اصوات الشعب وبالتالي شئنا ام ابينا يجب ان تتشكل الحكومة من كتلتين او اكثر عبر التوافق مع الاخذ بنظر الاعتبار الاستحقاق الانتخابي وهذا من البديهيات .
المرحلة السابقة علمتنا الكثير حول طبيعة التحالفات بين الكتل فكل كتلة عندما تتحالف مع اخرى يجب ان تتنازل عن بعض الثوابت او لنقل بعض ما تطمح اليه الكتلة من اجل تكوين الحكومة . اضافة الى ان الحكومة عندما تتشكل يجب على وزرائها ان يتوائموا ويشكلوا فريق واحد غايتهم تقديم الخدمات الى المواطن .
ولكن الذي رايناه في الحكومة السابقة برئاسة المالكي ان اغلب وزرائه كانوا يعملون لصالح احزابهم ففي كل ازمة تحصل بين الحكومة والاحزاب نجد انهم يسحبون الوزراء بهدف الضغط على الحكومة من اجل تحقيق بعض المطالب بغض النظر ان كانت عادلة ام غير عادلة ويدخل البلد في نفق مظلم وعند مساءلة المالكي كان يجيب ان هؤلاء قد فرضوا عليه ولم يتمكن من اختيارهم لوحده وانما فرضوا عليه وكما هو معروف فان لحزب الدعوة السنة طويلة لا ترحم امثال سامي العسكري وحسن السنيد وحيدر العبادي والتي ليس لديها لا حق ولا باطل على قول المثل فلذلك انصح قادة الائتلاف الوطني العراقي بعدم الدخول في تحالفات من اجل تشكيل الحكومة . بل تكوين معارضة قوية في داخل البرلمان لمراقبة الاداء الحكومي فقط ومن دون مجاملة على حساب مصالح الشعب .
لقد راينا في السنوات الاربع الماضية ان اداء البرلمان كان ضعيفا بسبب طبيعة العلاقة بين اعضائه والحكومة فكل كتلة لديها وزير في الحكومة عندما تتم مسائلته تنبري في البرلمان لتمنع استجوابه بكل الطرق القانونية او غير القانونية مما يشكل خلل كبير فلكي لا نكرر السلبيات مرة اخرى اتمنى على قادة الائتلاف مراقبة الحكومة جيدا وتكوين لجان مراقبة خاصة من اجل خدمة هذا الشعب .
لقد خاض الائتلاف الوطني العراقي تجربة مريرة مع حكومة المالكي الذي اخذ يتخذ القرارات من دون الرجوع الى الهيئة السياسية للائتلاف ولا يحضر الاجتماعات ولا يتم التنسيق معها وخاصة بعد صولة الفرسان مع العلم ان الائتلاف وخاصة اعضاء المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وقفوا الى جانبه بشكل كبير بعد ان تخلى عنه حتى اقرب الناس اليه وقد كلف ذلك غاليا . فعليه لماذا نعيد الكرة ونأتلف معه لقد خبرناه ان لا امان له !!!!
كيف لنا ان نتعامل مع شخص يهدد احد قادة المجلس الاعلى البارزين والمعروفين بوطنيتهم وقاعدتهم الشعبية الكبيرة ولا اريد ان اذكر اسمه بادخاله السجن لمجرد اعترض على المالكي عندما اعاد البعثيين الى المراكز الحساسة في الدولة !!!
كيف لنا ان نتعامل مع شخص حاول بشتى السبل تهميش التيارات الوطنية الفعالة وخير دليل على ذلك انتخابات مجالس المحافظات . ان كان الجواب طبيعة المرحلة الحساسة تتطلب منا وحدة الصف ووحدة الكلمة والى اخره من هذه الشعارات فلماذا لا يوجه الكلام نفسه الى المالكي في ان يرعوي عن غيه , لماذا يطلب منا التضحية ونحن الضحايا , لقد كلفتكم هذه التضحية قواعدكم الشعبية ورصيدكم واعترف ان المالكي كان ذكيا في اضعاف هذه القواعد بشتى السبل .
اول امس القيادي في حزب الدعوة علي الاديب يقول في اول تصريح له بعد الانتخابات ان ائتلاف دولة القانون ليس لديه اية خطوط حمراء مع الائتلافات الاخرى ولكنه يضع شرطا وهو ان يعملوا اي الائتلافات ضمن شروط ائتلاف دولة القانون طبعا هذا التصريح عدواني ويجب ان لا يمر مرور الكرام لانه يريد ان يقول نحن انتصرنا ومن يريد ان ياتي معنا فيجب ان يكون تحت امرتنا من دون شروط . فهل يعقل مثل هذا الكلام ؟؟؟
على العموم اكرر دعوتي الى قادتنا في الائتلاف الوطني العراقي بعدم الدخول مع ائتلاف دولة القانون لتشكيل الحكومة وكونوا معارضة قوية في داخل البرلمان تراقب الاداء الحكومي وتحاسبه اشد الحساب اذا ما اخطأ بحق المواطن العراقي , ولعل تصريح النائب هادي العامري هو الاشد صوابا في هذا المجال حيث دعا الى تشكيل معارضة برلمانية تهدف الى مراقبة عمل الحكومة وتحاسبها اذا ما اخطأت .
اعلم انكم ستكونون هدفا للمتخرصين والمنافقين والذين يصيدون في الماء العكر حيث سيقولون انكم ستعرقلون تشكيل الحكومة ,بعدم ائتلافكم معهم ولكن التجارب السابقة معه علمتنا من هو المالكي ومن هو حزب الدعوة الاسلامية .
https://telegram.me/buratha