بقلم جمال القدسي
مازلت حتّى يوم الجمعة أراهن بقوّة على قدرة القائمة العراقية بقيادة السياسي المحنّك الدكتور إياد علّاوي الذي يعدّ في نظرنا مفتاحاً للتوازن في المجلس السياسي العراقي من خلال دوره الفعّال في العملية السياسية العراقية،على قيادة الشعب إلى بر الأمان بلا طائفية وبلا عنصرية،ولكن فوجئنا وصٌدمنا بموقف المرشّح جمال البطيخ من العمامة السوداء؛إذ أعلن في تجمّع في منطقة الحفرية أنّه سيمحوها من أرض العراق من خلال تفاعله مع الهتاف المؤيد (نمحيهه العمامة السودة) وتصفيقه لذلك.
لقد أثبتت الايام الماضية والسنوات السابقة أن المراهنة على ورقة الطائفية ومحاربة التيارالاسلامي الواعي سوف لن يؤدي إلا إلى سفك مزيد من دماء العراقيين وتخريب الروح الوطنية وفشل البرامج الوطنية الانتخابية للكيانات السياسية كافة بسبب عدم وجود الأرض المناسبة والمناخ السياسي المناسب لتطبيق الدستور،وكل ذلك يصنع الفوضى ويحترق به من أشعل فتنته وغذاهابفكره الضيق وهيّأ للأجندات الخارجية أن تأخذ دورها في تنفيذ إرادة الشر في بلد ملّ شعبه من الحروب ويريد السلام .
إنّ الفكر العلماني لايتعارض في مفهوم الكثير من السياسيين مع العمامة التي هي رمز كبير للرقي والشرف؛وإن لم تصدّقوا ذلك فانظروا إلى السيد إياد جمال الدين المرشّح عن القائمة العراقية فهو يتطلّع في برنامجه الإصلاحي إلى وطن خال من الطائفية وهو يتشرّف بحمل عمامة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم،ويرى أنّ العمامة لاتمنع الإنسان من التطور والتقدم والمشاركة في بناء دولة العراق الحديثة،فلماذا يعمد مرشّح معروف إلى إهانة الشعب ورموزه الوطنية؟
هل يرى السيد المرشّح جمال البطيخ أنّ التخلّص من السيد المجاهد مقتدى الصدر ؛الذي واجه الاحتلال وأفكاره المنحرفة التي أرادت نسف مبادئ العقيدة الإسلامية وتحطيم رموزها بشعار تحقيق الحرية والتخلص من الدكتاتورية والظلم؛ سيغيّر من فكر الامتداد الشعبي المؤمن بالإصلاح الذي نادى به السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد صادق الصدر وصنعوا صفحاته بدمائهم ؟وهل يرى أنّ إلغاء دور المرجعية العليا سيصل بالعراق إلى نهضة حقيقية من خلال تطبيق توصيات همفر في كتابه(كيف نحطّم الإسلام؟)إذ ينصّ المبدأ الرابع على إضعاف صلة المسلمين بعلمائهم وإلصاق التهم بهم؛وإدخال مفردات سياسية حديثة كالعلمانية والليبرالية والحرية المطلقة تقوّي بعض المواقف الطائفية والعنصرية والحزبية بأسلوب ملتو لتضليل الجماهير وتضبيب الأجواء بحجة نشر مفاهيم الديمقراطية والحرية؟ هل يصحّ للمرشّح والنائب الجديد أن يجامل الفكر التكفيري ويتبنّى فلسفة تهميش الاخرين وهم أكثرية من أجل حفنة أصوات حاقدة؟ إنكم في محنة أيها السادة وعليكم تجاوز هذا الخلل السياسي قبل أن يتحوّل إلى تهمة يحاسبكم الدستور عليها ولو تحصّنتم بالبرلمان، ، فهل من عودة إلى الصواب والاعتذار للعمامة السوداء ورمزها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم- حتّى يعود صوتي للهتاف نعم للعراق الموحّد تحت علم واحد ،نعم نقولها لمن يريد السلام والبناء؛نعم لمن يبني دولة العراق الحديثة بلا عقد طائفية ولا توصيات خارجية؛ لا للمتطاولين على العمامة وأهل البيت وأتباعهم؛والنهار في يوم السابع من آذار طويل ،فهل من سامع ويجيبنا ويرينا شجاعة سياسية في كسب الرأي العام للاعتذار؛أو إعلان البراءة من هذا النهج السياسي للمرشّح جمال البطيخ ومؤيّديه الذين هتفوا في منطقة الحفرية بإسقاط العمامة وإلغائها من الواقع العراقي والاسلامي.؟
https://telegram.me/buratha