علي البرهان
أصحيح تلكما مقالتكما , بما فيها من كلمات نابية , لا يمكن ان تصدر من رجلين مثلكما , لهما رجاحة العقل , ورحابة الصدر , وسمو النفس , وحسن السياسة , والحرص على امن الوطن , وحفظ ذمام شعبه , ام انها ملفقة من جهات يهمها الفتنة ان تبقى قائمة على ساق , مؤججة نار الطائفية .. وللشروع في تصفية حساب تلك المقالة , لا بد من سؤال يفرض نفسه بإلحاح شديد .. ترى , من هم الروافض , وماهو الرفض ومن هم الصفويون وما علاقتهم بالروافض؟ .. فان كان المقصود بالروافض الشيعة , فلماذا لقبوا بالروافض , وماذا رفضوا حتى كانوا كذلك , ومن رفضوا , وما الذي رفضوه ؟ .. وان كانوا غير شيعة فمن الترهل ان نخوض في معرفتهم ... هنالك سؤال آخر لا ينقضي العجب من طرحه , جدلا عدتم تتربعون على دست الحكم - وذلك موجه إلى أرباب تلك المقالة - أتقتلون من تلقبونهم بالروافض , والصفويين , الم تكفكم الحرب العراقية - الإيرانية , التي هي من صنع الصهيونية العالمية والصليبية , تلك التي دافعت عن مصالح الكفر العالمي المتمثل بالامپريالية بعنوان الدفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي , واحتلال الكويت من اجل حصار اقتصادي على الشعب العراقي لترويضه على قبول العمالة للأجنبي والمقابر الجماعية كمستوطنات تحت الأرض للذين عانوا الذل منكم , بكم الأفواه , والترويع , وقطع الألسن , والآذان وتلك عقوبات ما انزل الله بها من سلطان فضلا عن سياسة التجويع التي عمل بها المشركون عهد رسول الله ( ص) وفق صحيفتهم المشئومة .يا أرباب المقالة النكراء الم تقتلوا خيار الناس ظلما وعدوانا من العلماء والفقهاء والآخرين من أبناء الشعب , لأنهم رفضوا الفكر الأموي الذي مفاده , إطاعة الأمير وان ضرب ظهرك وبطنك واخذ مالك وطلق منك زوجتك وتزوجها قبل عدها التنازلي للقروء الثلاثة , ولا ينعزل بالفسق والزنا وشرب الخمر , والخمر المكسور بالماء عند وعّاظ السلاطين حلال , وكأن القرآن لم يحرمه على سبيل الاستغراق .
( يا أيها الذين امنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) المائدة / 90
إن ثمة التفاتة إلى حالات ثلاث :الأولى : أيكون مظلوما من كان أبواه شيعيين , وهو أموي الفكر كما تزعمون فما معنى غلبة لفظة الشيعة على أتباع آل رسول الله (ص) أتلك جريمة يقتل المرء الموسوم بها لأنه شيعة لآل بيت النبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ؟ الثانية : لماذا يكون مضللا - اسم فاعل - من دعا إلى إقامة صلاة الجمعة التي نادى بها القرآن الكريم قبل 1400 عام أليس هذا هاديا إلى القرآن الكريم , فكيف توصمونه بالتضليل ؟الثالثة : أليس الجاموس من الأنعام وهو نعمة من نعم الله العظيمة فلماذا يكون رعاة الجاموس ذوي مثلبة وهم يرعونه كنعمة من نعم الله التي حباهم إياها رحمة منه ولطفا ؟ما هذه العصبية التي نهى عنها رسول الله (ص) بقوله ( ليس منا من دعى إلى عصبية وليس منا من قاتل عصبية وليس منا من مات على عصبية ) ؟ العصبية أكانت عربية أم شعوبية فهي عصبية نهى عنها رسول الإسلام والسلام .قال احدهم لو أن عربيا دعانا إلى نجدته فإننا سننجده غير سائلين أكان ظالما ام مظلوما , أكان معتديا أم معتدى عليه ، أليست هذه عصبية .ان ما تدعون اليه - يا أرباب المقالة - إنما هو الفكر الأموي الذي يتمثل في نقاط ثلاث .الأولى : الولاء للأقوى سلطة ومصلحة نفعية .الثانية : تعدد الولاء لمن يصير الأقوى سلطة ومصلحة نفعية كذلك . الثالثة : التكتل العصبي , ذلك الذي يمزق صف المسلمين ويجعلهم شذر مذر .وقد ذكر رسول الله (ص) بني امية بقوله ( لكل دين آفة وآفة هذا الدين بنو أمية ) .أخيرا .. حاشاكما سيديّ .. مشعان الجبوري وصالحا المطلك أن تكونا أنتما واضعي تلك المقالة الطائفية التي تدعوا إلى العصبية الجاهلية الأموية , وأنتما ذوا رجاحة عقل ورحابة صدر وسمو نفس جمعتما كل الأمم التي سبقتكما اشور بانيبال وحمورابي ونبوخذنصر والمنصور والرشيد , وإنما هي من وضع ( عنقاء مغرب ) أو من وضع الشيطان الرجيم .قيل أن ذئبين ركضا خلف فريسة كأخوين لا يتعرض احدهما إلى الآخر بسوء فإذا جرح احدهما صار فريسة للآخر ..أتعلمان يا صديقيّ ماذا قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بصدد الذين لا يحذرون آخرتهم ؟ - يتكالبون على جيفة مريحة ..- يقضمون مال قضم الإبل نبتة الربيع ..- سترون بني أمية بعدي لكم أرباب سوء ..( فهل من مدّكر ) .
https://telegram.me/buratha