د.طالب الصراف
هكذا استشهد الحجاج بن يوسف الثقفي ببيت شعر لشاعر جاهلي اسمه سحيم الرياحي حين قال: انا ابن جلا وطلاع الثنايا.........متى اضع العمامة تعرفونيولكن لاكبير فرق بين من دعمته الدولة الاموية ومن تدعمه الجاسوسية الصهيونية الامريكية وهذا ما صرح به من خلال مقابلاته عن الدعاية الانتخابية. وقد اشيع في بغداد ان جيفارا العراق اياد جمال الدين قد سأله احد انصاره, انت اليوم اصبحت قائدا وزعيما فذا فلماذا لاتنزع العمامة وتصبح اكثر وضوحا للعلمانيين وخاصة ان قوى الاحتلال الامريكية وحلفائها الاوربيين يريدون ذلك؟ فاجابه دون تردد:"هذا يعني موتي ونهايتي" فما قيمتي امام المحتلين فهي الورقة التي تجعلني ابيع واشتري بها وبدونها من هو انا؟ هنالك الملاين من العراقيين الذين هم جاهزين لاخذ وظيفتي من المحتلين الامريكيين".
الا اننا نعرف ان جيفرا حين انتصرت كوبا واستلم قيادتها رفيقه فاديل كاسترو لم يعجب جيفرا حياة الوظيفة الحكومية فترك وظيفته واستمر بالنضال, ويحدثنا التأريخ عن الكثير من رفاق جيفارا الذين شاركوه المسيرة النضالية...؟, الا اننا نسمع من الدكتور اياد علاوي على شاشة التلفزين في مقابلة خاصة معه, وحين سأله من يدير المقابلة عن خروج اياد جمال الدين من كتلته اجاب اياد علاوي :"لا احد يعرف من هو اياد جمال الدين قبل سقوط صدام أي في زمن المعارضة وفتشوا عن ذلك." ثم سأل المحاور الدكتور اياد علاوي, وما سرّ تهجم اياد جمال الدين على الجمهورية الاسلامية؟ فاجابه "والله لاادري ولكن الذي اعلمه ان اياد جمال الدين تربى وترعرع ونشأ في ايران".
وفي هذا الخضم من الدعاية الواطئة والاعلام المهين واذا بمقابلة لاياد جمال الدين نفسه على شاشة التلفزيون يتحدث وكأنه طفل فقد التربية والحنان فوجدها عند الامريكان, فيفتخر ان الامريكان وظّفوا له 600 من الخبراء المختصين في النفاق والشقاق ودفعوا كل مصروفات دعياته الانتخابية وهيئوه ليصبح رئيسا لوزراء العراق وسوف يضرب بيد من حديد كل من لايسير على برنامج المفكر العراقي الجديد. وسوف يقطع الايادي التي كتبت قانون اجتثاث البعث فهل يجد اعداء الاسلام ومجرمي من تسبب بالمقابر الجماعية اسوء من هذا.واذا كان من دعاة العلمانية وفصل الدين عن الدولة لماذا يتلبس بلبوس الدين ويعتم بالعمامة السوداء التي يحط من منزلتها وموقعها الديني والاجتماعي لانه ليس اهلا لها.
اني لااستغرب بما سمعته من كلمات نابية من هذا الشخص تجرح شعور كل وطني شريف؛ فهو يقرر على كل عراقي ان يعترف ان امريكا حررته لانه رجل علماني معمم بالحقد والكراهية للحوزة العلمية وهذا واضح مما يتحدث فيه من هراء واطناب وبذاء واسهاب الى درجة تتجاوز القيم وادنى الخلق والمؤلم انه يرتدي زيا دينيا قد تعاقد المجتمع العراقي والاسلامي على احترام من يرتدي هذا الزي, وان هذا معروف لابناء الشعب العراقي فان هذه الشخص ينطبق عليه القول (ان لم تستحي فقل ما شئت) وهذا معروف لدى كل العراقيين فالعمامة منه براء.
وفي زيارته الاولى الى لندن والفرح يحدو كل عراقي بسقوط نظام صدام المجرم جمعتنا الصدفة معه اكثر من مرة في مؤسسة دينية وغيرها, وقد توجه الي بسؤال من بين الحضور الذين كانوا معظمهم من عوائل نجفية معروفة بعلمها ومقامها: "ما هو الامل الذي تحقق عندك بعد التغيير يا دكتور؟" فا جبته ان الله رزقني بقبر مساحته متر مربع واحد في مدينة النجف انشاء الله لكي ادفن فيه, فاجابني والحضور انظروا للدكتور الناس اليوم تحلم بالعمارات والقصور وهو يحلم بالقبر! فاجبته ياسيد القصور لكم والقبر لي.
فيبدو ان حلم جيفارا العراق قد تحقق وهو اليوم يذهب اكثر من ذلك اذ يصرح على شاشات التلفزة بان لديه اكثر من 600 خبير من الامريكان والاجانب ويتحدث عن رئاسته للحكومة القادمة وبهذه الاحلام الوردية التي سوف تقطعها عليه وعلى اسياده الجماهير العراقية. ان السيد اياد ومن يسير خلفه يعرفون ان لا ملعب لهم في ارض امام المتقين علي بن ابي طالب وابنه ابي الشهداء الامام الحسين بن علي (ع), هذه حقائق يفتخر بها كل مسلم ذي وجدان وغيرة على نبيه وال بيته اذ قال في محكم كتابه:"قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى...". وللتأكيد مرة اخرى ان الذين يقومون بتشتيت اصوات الاكثرية المطلقة في العراق سوف لايغفر لهم التأريخ وعلى الواعين من ابناء الشعب العراقي ان يعزلوا هؤلاء المنشقين على الاكثرية قبل ان يلوم بعضنا البعض ولاتقولوا في المستقبل :"دعوا دما ضيعه اهله" ولايفيد الندم بعد ذلك.
د.طالب الصراف
https://telegram.me/buratha