بقلم جمال القدسي
يبدو أنّ الصراع السياسي في العراق والتطلّع إلى السلطة في ظلّ اندفاع محسوب أو غير محسوب النتائج للكتل السياسية المختلفة في الانتخابات التي توشك أن تبدأ جعلت بعض السياسيين يشعر بالخوف من الواقع السياسي والشعبي الذي أخذت صورته تتضح للمراقبين؛فالأصوات الشعبية قد توجّهت إلى من احتضن الوطن في ضميره؛ولم يسع إلى شراء الأصوات وتوزيع الهدايا للعامّة وإعطاء الوعود للخاصّة.ارتبك هذا السياسي أو ذاك عندما رأى نفسه في مرآة الشعب؛ فأخذ يتطاول على الرموز الدينية والوطنية، وبدأ بتحريك الأوراق السياسية المحترقة لعلّها تنجح في توجيه إرادة الناس باتّجاه يرفض النفس الإسلامي،فراح ينفّذ مخطّطاً بعيد المدى لضرب العقيدة الإسلامية والدينية يتناغم مع مسلسل قتل المسيحيين وتهجيرهم؛ومهاجمة الرموز الدينية ومراجع الدين.إنّ التجاوز على السيد السيستاني والمرجعية العليا،ثمّ التلويح باعتقال السيد المجاهد مقتدى الصدر أمر مرفوض لأنّه يولّد عندنا شعوراً أنّ هناك من ينفّذ سياسة غريبة عن واقعنا العراقي الوطني الرسمي والديني والشعبي والدستوري.إنّ شعورا بعض المرشّحين بالعجز جعله يتطاول على الرموز الدينية واتّهمها بالتبعية ،على الرغم من أن المرجعية الدينية اتّخذت قراراً تاريخياً وجريئاً سيبقى صداه راسخاً في تاريخ العراق السياسي الحديث وهو الوقوف على مسافة واحدة من جميع الكيانات والمسميات السياسية في الانتخابات؛ والإعلان رسمياً بعدم الدعوة إلى كيان معيّن؛ وإنمّا الدعوة إلى عراق موحّد وآمن خال من الاحتلال والتدخلات والأطماع الخارجية، وقد تمّ تطبيق هذا المنهج واقعياً من خلال تعطيل الدراسة في الحوزات العلمية وإرسال الوكلاء والمبلّغين والطلبة إلى محافظات العراق لإبلاغ هذه الرسالة الواضحة ؛فضلاً عن ذلك فضّل المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني عدم استقبال أي مرشّح وأي سياسي إلّا بعد انتهاء الانتخابات؛وأوصى الجميع بضبط النفس مع وجود هذه التجاوزات والأفعال غير الدستورية وغير القانونية للمحافظة على الشعب من الفتن والصراعات غير المحسوبة النتائج.لكنّنا وجدنا أنّ بعض المرشّحين يتكلّمون في تجمّعات انتخابية باسم كيانات معروفة تسعى إلى قيادة العراق بقوّة بكلام لايمكن أن يقبله الشعب العراقي ،وعلى رئيس هذا الكيان الذي يتمتّع بدبلوماسية راقية أن يوضّح للشعب العراقي ماالذي يقصده جمال البطيخ المرشّح عن ائتلاف العراقية في منطقة الحفرية بأنهم سيمحون العمامة السوداء من أرض العراق(الهتاف الذي صفّق له البطيخ:نمحيهه العمامة السودة)،هل دعوة لقتل المراجع الكرام كافّة ؟أوإلغاء الإسلام من العراق لأنّ العمامة السوداء هي رمز لرسول الله وأهل بيته الكرام-صلّى الله عليه وآله وسلّم-أو أنهّا دعوة للتكفيريين لقتل الشيعة الذين هم في نظر البطيخ سبب تأخّر العراق لأنّهم موالون للشرق والغرب.؟ماذا تريد القائمة العراقية أن تقول في حملتها الانتخابية في منطقة الحفرية وغيرها؟هل تردد كلمة المقبور صدام في عام 1991 :لاشيعة ولا عمامة بعد اليوم؟من قال لك يا صاحب الهتاف أنّ العمامة السوداء تخصّ الشيعة حسب؟ألم يكن الخلفاء العبّاسيون يفتخرون بالانتساب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم_من خلال لبسهم للعمامة السوداء؟لانقول إنهّا حملة طائفية ضدّ أهل البيت الكرام وأتباعهم؛بل إنّها حملة صليبية ويهودية تمهّد لتنفيذ مخطّط ضد الإسلام ؛والمطلوب من جميع مرشّحي الكيانات السياسية الذين سينتخبهم الشعب أن يردّوا على هذا المنهج الذي لايقرّه الدستور ولا العرف السياسي ،وعلى من يريد دخول العملية السياسية العراقية أن يحفظ لسانه لأنه قدوة لمن يمثّله وأن يتمتع بقدر من الدبلوماسية في مخاطبة الشعب الواعي الذي يرفض بكلّ مكوّناته هذه الدعاية الانتخابية غير الأخلاقية والعنصرية والطائفية؛ونحتكم هنا إلى الدستور العراقي وإلى الامتداد الشعبي والوطني في الردّ على من هتف وطعن بعمامة رسول الله تعالى التي هي رمز الإسلام ،ولا نريد أن نقول أنّ النرويج والد نمارك تشهد هذه الايام إقامة أكبر معرض للرسوم التي تستهزئ بعمامة رسول الله سيد الكونين صلوات الله عليه وآله وسلّم-وفيكم من ينتسب بجنسيته الثانية إلى هذه الدول التي ينصّ دستورها على إباحة زواج الإنسان بالحيوان.؛وفيها أعظم مؤسسة يهودية لإقرار القوانين الدولية رسم الدساتير العالمية بقيادة راموس راسك،وهر سوت ناحوم،والمستشار الدولي فيونين راك.إنّنا نراهن بقوّة على السياسيين الذين يتمتعون بولاء وطني عميق للعراق الواحد ؛ولا يؤمنون بفلسفة الأجندات الخارجية ؛والأحقاد الطائفية ،وسوف يسجّل التاريخ السياسي الحديث المواقف السياسية والوطنية لمن يقف مع الشعب العراقي في بناء دولة المؤسسات وإنشاء حكومة الخدمة الوطنية والثورة الدستورية لتشريع القوانين التي تمنع أمثال هؤلاء المتطاولين على معتقدات الناس ورموزهم ونطلب من الدكتور إياد علّاوي زعيم القائمة العراقية وضع النقاط على الحروف وبيان موقفه الواضح من هذا الخطاب والهتاف الذي يدعو لمحو عمامة رسول الله وأهل بيته الكرام وأحفاده وتقديم اعتذار رسمي للمرجعية الدينية لاسيّما أنّه قد أعلن في أكثر من مناسبة أنّه يحترمها ويقّدر مواقفها السياسية.
https://telegram.me/buratha