المقالات

ديمقراطية نص ردن !

1177 23:58:00 2010-03-04

 

قامت قبل أيام قوة أمنية بمداهمة عدد من المطابع في شارع السعدون ببغداد حيث صادرت كمية كبيرة من المطبوعات من إحدى المطابع ، ونقلت وسائل الأعلام خبر تلك المداهمة  مشيرة الى وجود مطبوعات تحريضية تمت مصادرتها من تلك المطبعة وفق الرواية الحكومية . وأما الحقيقة فان تلك القوة قامت بعملية المداهمة لمصادرة كتيب من ستة عشر صفحة يسلط الضوء على ميزانية العراق للأعوام ( 2006 – 2007 – 2008 – 2009 ) وعلى جملة من الأمور الأخرى كاشفا النقاب عن سوء استخدام الحكومة للمال العام وحجم الفساد الذي بلغ حد التراقي . وتعرض هذا الكتيب لأداء المسؤولين في الدولة وتوجيه الانجازات المتحققة الى وجهة معينة بعيدا عن مسارها ووجهتها الحقيقية وكان انتقادا عاما وفق حقائق ثابتة وإيضاحا للخلل الموجود في الأجهزة الحكومية . ولو راجعنا الدستور العراقي وتحديدا المادة ( 38 ) منه لوجدنا انه قد تكفل بحرية الطباعة والنشر والأعلام والإعلان بما لا يخل بالنظام العام والثوابت الدينية والأخلاقية للمجتمع العراقي .

وبعد ان اتضحت الصورة من كل جوانبها لابد لنا من وضع ألف علامة استفهام على تلك الحادثة وأسبابها وتداعياتها ، لأن ذلك يعني ان حكومتنا " الديمقراطية " قد تراجعت عن أساسيات وجودها وتنصلت عن تعهداتها وبدأت بالانجراف الى منحدر الدكتاتورية البغيض ، وهناك احتمال وارد جدا وهو ان البعثيين الذين تسلموا مناصب رفيعة فيها قد تمكنوا من تغيير أفكارها  لتسير على خطى العهد المباد في  سياسة غل الأيدي ولجم الأفواه . وليست الحادثة بحد ذاتها هي التي تثير حفيظتنا ، وإنما الكذب على الرأي العام من خلال تبرير تلك العملية بوجود " مطبوعات تحريضية " وهذا يذكرنا بتبريرات البعثيين  لكل عمل يقومون به  لأكسابه الصفة الشرعية . ان هذا الكتيب لم يرتكب أي جريمة سوى تسليطه الضوء على اموال الشعب التي تتسرب الى الكواليس من " الثقب الأسود " في جيب الحكومة العراقية وعلى طريقة عادل إمام " لا من شاف ولا من دري " ، وأما الشعب المسكين فما زال يتقلب على فراش الأزمات الاقتصادية ويوسد رأسه المليء بالهموم على وسادة الوعود الخالية ويلتحف السماء المتلبدة بالعواصف الترابية رغم انه لم يطلب من حكومته سوى لقمة عيش كريم تقدم له على طبق من الصدق والأمانة لا أن يستغفل بهذه الطريقة المخزية والتي تكشف عن عمق الاستهزاء به وبمقدراته وبمستقبله الذي اصبح مجهولا ليتحول المسؤول الى فاعل والشعب الى " مفعول به " رغم ان الكثير من المسؤولين لا يفقهون شيئا من النحو . فإذا لم تعالج الأمور بالشكل الذي يضع الجميع على مسافة واحدة من القانون فلا أمل لنا بالحرية التي ضحينا من اجلها عشرات السنين ونكون قد استبدلنا الدكتاتورية بديمقراطية " نص ردن " .

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي يكره البعثيه
2010-03-05
سلمت ابداعاتك ايها الكاتب ولكن لم لم نر قيادات المجلس والصدريين تعرضوا لهذه الحادثه التي ستاسس للديكتاتوريه المالكيه الصداميه في العراق؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك