طالب عباس الظاهر
هنالك الكثير من الإخفاقات التي رافقت مسيرة الأداء الحكومي،وهنالك مقابلها أيضا القليل من الانجازات،هذا مما لا يمكن نكرانه خلال الأربع سنوات الماضية من عمر الوطن والمواطن،بل ومنذ إجراء أول انتخابات من بعد سقوط نظام الدكتاتورية السابق في العراق..نعم هذا صحيح تماما، خاصة فيما يخص الأمن والخدمات والبطالة وغيرها من الملفات، بيد إن ذلك بكل شوائبه،إنما مثل ويمثل مرحلة مهمة من مراحل البناء الجديد لعراق ما بعد الدكتاتورية،كما وانه مثل ويمثل أيضا التاريخ السياسي لبعض الأشخاص أو الكيانات السياسية،وبكل ما حمله مثل ذلك السجل الشخصي من سلبيات وايجابيات،من اجل الاستفادة من الايجابي، ومحاولة تجنب السلبي منه في تجاربنا القادمة،وخصوصاً في هذه الانتخابات القادمة في السابع من آذار القادم إن شاء الله، بانتخاب الأكفأ والأكثر نزاهة ومقدرة ووطنية،وكي لا نقع مرة أخرى في خطأ التشخيص الذي وقعنا به سابقا اتجاه البعض الذي لم يكن أهلا بحمل الأمانة، لكن ذلك لا يعني ،بأي شكل من الأشكال،إننا نقاطع الانتخابات أو نروج لهذا الاتجاه،واتخاذ ذلك ذريعة للتملص من مسؤولياتنا، تحت أي تبرير وعذر كان،وبالتالي علينا الانتباه إلى ضرورة أن نعزل في تصوراتنا وفي قناعاتنا الشخصية، ما بين أداء الأشخاص سواء أكانوا في الحكومة أم في مجلس النواب، ومابين مسؤوليتنا التاريخية اتجاه وطننا وشعبنا في الاستحقاق الانتخابي الجديد بمحاولة انتخاب الرجل المناسب ووضعه في المكان المناسب.أقول،إن ليس من المنطق أن نعاقب الوطن وأنفسنا بجريرة بعض أعمال أولئك الأشخاص الذين لم يكونوا أهلا للأمانة التي حملوها!، وان ليس من الصحيح كذلك أن نقاطع الانتخابات لأن المقاطعة ليست الحل الحقيقي للمشكلة ،بل لعلها ستولد مشكلة اكبر؛ بفسح المجال واسعاً أمام أعداء الوطن من بعثيين ومن غيرهم من ذيول للآخرين من المدفوعين بأجندات عربية خارجية لا تريد للعراق الاستقرار ولتجربته الجديدة النجاح، كون تجربته الجديدة ،إنما تشكل تهديدا لكياناتاهم القائمة على الحديد والنار.إذن فإننا بعدم مشاركتنا في الانتخابات القادمة لا نخدم سوى أعداء الوطن،ونقدم لهم مثل هذه الفرصة على طبق من ذهب،والتي تربصوا بها طويلا عبر كل تحركاتهم المشبوهة،تفجيرات ومؤآمرات واختلاسات،بل ومنذ سقوط صنهم في ساحة الفردوس ،ومستعدون لدفع الغالي والنفيس،ووضع يدهم بيد الشيطان من اجلها تحققها ، سبيلا إلى الانسلال إلى داخل العملية السياسية ، وربما الوصول لتسلم المناصب القيادية في الدولة لنخر العملية السياسية من الداخل ،والعمل بكل وسيلة على تقويض التجربة الديمقراطية الحديثة في العراق لإرجاعه إلى المربع الأول حيث أزمان الظلم والقهر والدكتاتورية.
https://telegram.me/buratha