المقالات

نحن للمرجعية, لا لمن قال:"رحم الله عفلق" ولا للوهابية

962 19:37:00 2010-03-03

د.طالب الصراف

نحن للمرجعية, لا لمن قال:"رحم الله عفلق" ولا للوهابية

لما نبهت وشجعت المرجعية الدينية في النجف الاشرف - بجميع اساطينها- على حضور الناس في الانتخابات استفاق الناس من الخدرالسايكولوجي الذي خططت له قوى الاحتلال ودفعت ثمنه السعودية الوهابية وفهمت الجماهير ان مرجعيتها الدينية لاتتدخل الا في الضرورات وحين ترى ان هنلك مؤامرة والتفاف على مسيرة البداية الديمقراطية التي قادتها المرجعية منذ اليوم الاول لاطاحة الدكتاتورية الصدامية الفاشستية, فمرجعيتنا لاتسمح بؤد التجربة الديمقراطية او تحريفها نحو دكتاتورية الاقلية التي مارستها الصدامية النازية في العراق. وما كان على الجماهير الا ان تستجيب لها كواجب شرعي ووطني وحضاري, ثم اضافت البيانات التي صدرت من مكاتب المرجعيات الدينية مواصفات الكتلة واعضاء البرلمان الذين يتجه الناخب لاختيارهما, وهذا ما تلزمنا به المرجعية حين المساهمة بالتصويت في الانتخابات البرلمانية, فنحن زاحفون للصناديق الانتخابية بامر ربّاني يلزم كل عراقي مسلم يسير على هدى النبي محمد وال بيته (ص) ان يشارك ويذهب للصناديق الانتخابية ليدلي بصوته لانتخاب الاصلح من المرشحين والقائمة. وفي هذا الزخم والخضم من الاعلام والدعايات الانتخابية اللاخلاقية في الكثير من جوانبها, طرق سمعي ان بعض الكتل التي رفعت الحرب على الخط البعثي الصدامي انها هي نفسها تتفاوض على منصب رئيس الوزراء لو انضمت اليها كتلة اياد علاوي وليدة المخابرات الصهيونية الوهابية, وقد اظهرت شاشات التلفزة لقاء علاوي الذليل مع معاوية العصر ملك ال سعود خادم الصنمين امريكا والصهيونية. وفي تحليل هذا الخبر جيدا يصل المحلل السياسي الى ان هذا قد يكون ضربا من التسقيط الدعائي التي تتصاعد فيه بروباكاندا محرقة الانتخابات, أي ان ما يطرحه الاعلام المؤيد والاعلام المضاد هو من قبيل تقوية الذات واضعاف الاخر وخاصة حين تستعمل اسوء ما موجود من دعاية سايكولوجية في الشارع يقودها الاعلام الصهيوني -السعودي (ماردوخ والوليد بن طلال) اصحاب اكبر الشركات الاعلامية في العالم لخدمة كتلة رئيس سابق للوزارء نبذه الشارع العراقي من قاموسه السياسي حين قال:"عفلق رحمه الله". في احدى لقاءاته, مما اثار فضولي للاستفسار منه شخصيا عن هذا التصريح الغير مناسب ولا لائق برئيس لوزراء دولة سحق شعبها ولحقه الدمار بسبب نظرية عفلق الصهيونية.

فقد جمعني لقاء مع السيد اياد علاوي حين كان رئيسا لوزراء العراق في عمان عاصمة الاردن في فندق الفصول الاربعة(Four Seasons) وسألته بحضور مدير مكتبه واكثر من شخص من ابناء محافظة الرمادي اصحاب مصالح تجارية, فقلت له :"لماذا قلت على شاشة التلفزيون:(عفلق رحمه الله وانت تعلم ان الشعب العراقي يكره ويبغض عفلق وكل من ينتمي اليه؟) اجابني قائلا مبررا (ان الميت يقال عنه الله يرحمه) فاجبته انك لو تدفع 200 مليون باوند استرليني مقابل هذه الجملة لم ولن تستطع اصلاح ما افسدت من دعايتك الاعلامية." ثم شاهدت اياد علاوي على شاشة التلفزيون منذ ايام وهو يقود حملته الانتخابية بتصريحات كاذبة اذ قال على شاشة التلفزيون قبل بضعة ايام:"انا الذي طالبت في الانتخابات البرلمانية وقد حدثت وتحققت في فترة الحكم التي كنت فيها رئيسا للوزراء."! ما هذا الكذب يا دكتور علاوي, كيف ينتخب الشعب العراقي من يكذب على نفسه وعلى ربه وعلى الشعب؟ لقد كان متعبا حين التقيت معه وكان ويريد حلا لان السيد اية الله العظمى السيستاني طالب باجراء الانتخابات واخذت مدة علاوي الرئاسية تدنو من نهايتها وكان يريد التأجيل للانتخابات وباي ثمن وقد طرح علاوي السؤال على الجالسين كيف استطيع تأجيل الانتخابات؟ فاجابه شخص من ابناء الرمادي: "عليك ان تذهب الى السيستاني" فاجابه السيد مدير مكتبه(.....)لاتفعل ذلك. وثنيت انا على ذلك قائلا:"اياك يا دكتور ان تتصادم مع السيد, ان اردت فارسل مسؤولا غيرك لجس النبض والا فالنتيجة اسوء من عدم الذهاب." فسكت علاوي وهو حائر لايعلم ما يفعل.ثم قال لا احد يستطيع تأجيل الانتخابات الا هيئة الامم المتحدة يعني متمثلة بمجلس الامن او السيد السيستاني اذن كان السيد علاوي يتمنى البقاء رئيسا للوزراء مدى الحياة كما كان مسؤوله صدام, او كحليفه وسيده الجديد ملك السعودية-الوهابية . والمؤسف ان رئيس الوزراء الذي اختارته قوى الاحتلال لا لأنه علاويها فقط بل لانه يمثل الاكثرية المطلقة ويمكن ان يرضيها حين وقع عليه الاختيار, الا انه يستنوق مع الاخرين ويستأسد على من يدعي الانتماء اليهم ويلعب بورقتهم والحقيقة ان الاكثرية الشيعية المطلقة والساحقة في العراق ترفضه رفضا قاطاعا كما ترفض تدخل خادم الصنمين امريكا والصهيونة ملك السعودية في شؤوننا الداخلية.نعم المرجعية الرشيدة على مسافة واحدة من القوائم الانتخابية, ولكن ماذا يعني هذا؟ هل ان المرجعية على مسافة واحدة من قائمة تمثل دكتاتورية صدام؟ هل ان المرجعية على مسافة واحدة من كتلة تحارب الدين ولا تؤمن بالله ورسوله ودولتنا لايقل المسلمون فيها عن 95%؟, وهل ان مرجعيتنا على مسافة واحدة من قوائم تدعمها الوهابية لتعمل بمراقد ال محمد (ص) كما عملت في البقيع؟, وهل ان مرجعيتنا ترضى بكتل ليس لها برنامج سوى اعلان الحرب على الجارة ايران كما فعلها صدام؟ هل ان مرجعيتنا على مسافة واحدة من الذي يطالب بقانون يسميه(اجتثاث اجتثاث قانون البعث) ويرتدي عمامة الحجاج بن يوسف الثقفي وهي عمامة الطفل المدلل اياد جمال الدين الذي ليس له أي تأريخ في المعارضة كما قال عنه اياد علاوي والذي ازاد في تعليقه عليه:" كيف يتكلم على ايران وانه أي جمال الدين تربى وترعرع ونشأ في ايران"؟ بل تأريخه يلمع اليوم غارقا في العمالة كتأريخ المطلك والهاشمي والالوسي وابو ريشة والنجيفي وركب العمالة للصهيونية والمحتل والوهابية يزداد يوما بعد يوم والتنافس عليه محموم, والقطار الامريكي طويل ولكنه سريع الزوال بقوة الله القهار القاصم لظهور الجبارين, ولا ادري بأبن جمال الدين هل ان الولد على سرّ ابيه-الله اعلم بذلك؟.......اسئلة كثيرة. ليس لدي ادنى شك بان مرجعيتنا الدينية المحمدية التي تحمل وعيا وعقيدة دينية- سياسية كما كان يتحلى بها نبي الاسلام محمد وال بيته (ص) ليست غافلة بل ولا ترضى بمقولة (دع الامور تجري وشأنها) لان هذا يتنافى مع اصل تشريعي اتفق عليه كافة المسلمين الا وهو "المصالح المعتبرة" في الشرع اذ يقول السيد المغفور له البرفسور محمد تقي الحكيم في كتابه (الاصول العامة في الفقه المقارن) والمصالح اما معتبرة في الشرع وبالحكم القطعي من العقل من جهة ادراك مصلحة خالية من المفسدة كحفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل, فقد اعتبر الشارع صيانتها وترك ما يؤدي الى فسادها..."ص403 وبناء على ذلك فان مرجعيتنا ترى نفسها ملزمة امام الله وعقيدتها بالحفظ على مصالح الناس, فلابد من التدخل في الحفاظ عليها حين يلزم الامر. فمرجعيتنا مدركة واعية تراقب عن كثب كل ما يدور ويجري في العراق وقد عرفت قوى الاحتلال وغيرها من الدول الكبرى كبريطانيا ان المرجعية في العراق هي الاوتاد ومدار الرحى والرواسي التي مرت عليها عواصف عاتية وهزات زعزعت دول وغيرت حكومات العالم باسره والمرجعية في النجف الاشرف تقاوم وتقف مؤمنة كلها تقى وورع صامدة مجاهدة معطاء بعلمها وعلمائها منذ مئات السنين بل تجاوزت الف عام الملينيوم( (Millennium كما يقال في الغرب وهي ترفد المؤمنين بل العالم اجمع بمبادئ السلام والمحبة وتقف امام الظلم والارهاب بقوة وصلابة, ونقولها بصراحة ان الشعب العراقي والشرفاء والمؤمنين منه الذين لا يريدون الا مرضاة الله سبحانه يتابعون ما تريده المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف من حفظ للمصالح العامة لابناء الشعب العراقي, والتي سوف تحقق القسم الكبير منها الانتخابات البرلمانية النزيهة والاختيار الجيد الذي يأتي عن وعي الناخب الذي يضع نصب عينيه مخافة الله ونبيه وال بيته. وعلى الناخب الذي تمسك بدينه وارتبط بآل نبيه(ص) حتى بلغت زيارة ابن نبيه الامام الحسين(ع) في اربعينيته هذا العام اكثر من 16 مليون زائر, وعلى هؤلاء المحبيين ان يبينوا حبهم في الاختيار الصحيح الذي تنادي به المرجعية الواعية الرشيدة قي النجف الاشرف بعيدا عن تأثيرات المال السحت الذي تضخ به السعودية الوهابية التي تكفر محبي ال بيت النبي محمد(ص) وقد حذرنا الله سبحانه من هذا في قوله:"ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا الى جهنم يحشرون." وبينما يُختم الكلام بهذه الاية الكريمة واذا ببيان يطرق سمعي ان المرجع اية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم اصدر بيانا يؤكد فيه في عدم جواز انتخاب غير الاصلح في مقابل المال او غيره من الاغراءات, والتعهد واليمين المذكوران باطلان ولا يسوغان انتخاب غير الصالح الذي يشتري الاصوات بالمال والاغراءات,وكذلك يحث المواطنين على المشاركة الفعالة في الانتخابات. وهنا تنفس الصعداء, وأكدت مرجعيتنا الرشيدة الواعية انها معنا وان الانتخابات البرلمانية تحظى باهتمام كبيرعندها, فبارك الله بهذه المرجعية وقيادتها الساهرة على المصالح العامة وادامها سبحانه صماما للامان.

د.طالب الصرافلندن 03-03-2010

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك