حسن الهاشمي
لا يزال العراق الجديد يشهد تجربة رائدة لم يشهد العالم مثيلا لها، ولا يزال صوت المواطن في صندوق الاقتراع هو الذي يحدد مصير البلاد والعباد. إنتخب الوطني الكفوء المجرب لكي لا يتسلق العميل الإمعة الانتهازي. إنتخب المرشح الذي يحترق قلبه على المواطن والوطن ويعمل بجميع أحاسيسه ليقدم الخير لأبناء جلدته ويتشرف بخدمتهم وهو وسام ليس فوقه ولا مثله وسام، وإن لم تفعل ذلك فالانتهازيون لنا بالمرصاد أولئك الذين يحاولون التوغل في أوساطنا من خلال التصدعات التي أحدثوها هم في العملية الديمقراطية الطموحة في العراق. إنتخب العالم العامل والصادق الوفي القادر على انتاج الفكر الخصب والمدافع عن المقدسات والكرامات والحارس على المال العام قبل أن يتسلق السراق من على جدار الوطن ويلعبون بمقدراتنا وينهبون ثرواتنا ويذيقونها الويل والثبور ويرجعونها حربا شعواء تحرق الأخضر واليابس من أجل بقاء القائد الأوحد والبطل الضرورة!! إنتخب الشجاع الأبي المرفوع الرأس لكي يدافع عنك ويجعلك كريما عزيزا بين قومك وبين دول العالم، وتباطؤك في انتخابه سيؤول الأمر بك إلى الذل والهوان التعس وستكون إمعة لبغي من بغايا الاستبداد وعبد لشذاذ الآفاق وأولاد الشوارع الذين لا يهمهم سوى املاء غرائزهم الحيوانية ونزواتهم الشريرة ولو بالقتل والتنكيل وذبح الحرية والكرامة والعدالة على عتبة الإنسانية المضيعة في أنظمتهم الجوفاء. إنتخب الذي خبرته في أن يردف قوله بعمله لئلا نصاب بمقت الله بأولئك النفر الذين يقولون ما لا يفعلون. إنتخب الذي يدافع عن مصالح الشعب وسيادة الوطن وصون المقدسات ويقدمها على مصالحه الشخصية والحزبية والقومية بل يقدمها حتى على نفسه التي بين جنبيه، لأن تلك الثوابت أغلى ما في الوجود. إنتخب الذي يحافظ على حرية التعبير وحرية المعتقد وحرية الرأي والرأي الآخر، لوصد الأبواب وإلى الأبد أمام كل جبار عنيد وكل مستبد ظالم وكل متهور سفاح. إعلم أن الحرية المتاحة لك عزيزي الناخب في العراق لم تتوفر في الكثير من دول العالم، وإن الشعوب ولاسيما في الدول العربية والإسلامية تغبطك عما أنت فيه من أهمية صوتك في تحديد مصيرك ومستقبلك ومستقبل أولادك، فلا تفرط به بالعزوف عن المشاركة أو سوء الانتخاب، فإنه يفرغ الديمقراطية من محتواها وتجعلها في مهب الرياح المسمومة المتربصة بنا من كل حدب وصوب وعليه إنتخب من اكتوى بنار الظلمة وتنقل في ظلم المطامير، حتى لا يفرط بنعمة الحرية ومشاركة الشعوب في انتخاب الأنظمة والحكام. إنتخب من يقف أمام السراق والإرهابيين والعملاء والعبيد ويقول لهم بمليء فمه كلا وألف كلا، ولا يمالي أحدا منهم ولا يجامل ولا يحابي أحدا من أولئك حتى لو كلفه ذلك منصبه أو امتيازاته كافة، حيث أن الموقف المشرف أعظم من خذلان الشعب بالتغطية على المجرمين.إنتخب النور قبل أن يأتيك الظلام.
https://telegram.me/buratha