المقالات

الدستور والدستور

617 14:42:00 2010-03-03

احمد عبد الرحمن

يؤسس الدستور الدائم الذي صوت عليه غالبية العراقيين في الخامس عشر من شهر تشرين الاول من من عام 2005 للصيغة الافضل لبناء الدولة العراقية الجديدة بعد عقود من السياسات الخاطئة والعبثية، التي جرت البلد وابنائه الى كوارث وماسي وويلات لا حصر ولا عد لها، ومازلنا نحن العراقيين ندفع اثمانها الباهضة حتى الان، وبعد مرور سبعة اعوام على الاطاحة بنظام صدام البائد. والدستور في الحقيقة هو مجموعة من القواعد القانونية المنظمة للمجتمع على كل الاصعدة والمستويات وفي كل المجالات، وهذا ما كان العراق يفتقده طيلة اربعة عقود ونصف من الزمن.فالدستور يضمن تداولا سلميا للسلطة على اساس الانتخابات، ويحول دون استئثار أي طرف بها عن طريق وسائل القمع والاكراه والتنكيل والتهميش للاطراف الاخر.ويضمن الدستور توزيعا للسلطات المختلفة-التنفيذية والتشريعية والقضائية- وفصلا لها، بما من شأنه ان يوجد حالة تكاملية في ادارة شؤون البلد ويمنع التقاطعات وتنازع الوظائف والمهام والصلاحيات الذي يمكن ان يدفع بالبد الى صراعات ونزاعات لاطائل منها.ويضمن الدستور عمل وتحرك أي طرف يعارض السلطة وفق السياقات المقرة والمتعارف عليها، بما لايفضي الى احلال الفوضى والاخلال بالامن والاستقرار العام، ويضمن الى جانب ذلك حرية التعبير عن الرأي والتفكير وما الى ذلك وفق الضوابط والسياقات المتفق عليه والمنصوص عليها في الدستور نفسه، والمصوت عليها من قبل الجزء الاكبر من ابناء الشعب.ويضمن ويحدد الدستور كذلك واجبات الدولة تجاه رعاياها، وفي ذات الوقت يضمن ويحدد واجبات المواطنين تجاه دولتهم. وما الى ذلك من مسائل وقضايا ترتبط بطريقة والية توزيع الثروات وغيرها، وهذه جميعها تمثل الاطر السليمة والصحيحة لبناء دولة المؤسسات التي بدونها لن نجني الا ما جنيناه من كوارث وماسي وويلات العقود الماضية.وكان انجاز كتابة الدستور الدائم، ومن ثم التصويت عليه، خطوة مهمة ولابد منها في مسيرة بناء دولة المؤسسات.وتتفق معظم اطراف العملية السياسية في العراق- ان لم يكن جميعها- على ان منجزات ومكاسب كثيرة قد تحققت على مخالف الاصعدة والمستويات وانه تم قطع خطوات واشواط مهمة في مسيرة التقدم الى الامام، لكن مازال الطريق طويلا، ومازالت هناك الكثير من الاخطاء التي تحتاج الى تصحيح وتعديل وتغيير.والمنطق الصحيح هو في المحافظة على ماتحقق من منجزات، وابرزها الدستور، الذي كتب بدماء العراقيين وتضحياتهم الجسام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك