سامر المفرجي
لعل من مفارقات الديمقراطية المضحكة ان تخلق لنا دكتاتوريين صغارا يتصورون انهم يملكون مشارق الارض ومغاربها.. (وان ارادوا الشمس ففي كفيهم نرميها) وان رقاب عباد الله طوع بنانهم .. هذا المثال الحي لهؤلاء الطغاة يتجسد ايما تجسيد بالمدراء العامين في دوائر الدولة الذين يستغلون فاقة وعوز موظفيهم وهم يتقاضون فتات موائد مسؤولي الدولة .. ولا نقول فتات اموال الدولة .. عبد الكريم السوداني مدير عام شبكة الاعلام العراقي لبس لبوس هؤلاء الدكتاتوريين وكشر عن انيابه ضد موظفي مجلة الشبكة العراقية عندما حقق زيارة غير معلنة لمقر مجلة الشبكة الذي لايبعد عن مقر اقامته ومقر مكتب عمله سوى امتار محدودة ليتفاجأ منتسبو المجلة انهم امام هذا المسؤول الكبير جدا وهم الذين افتقدوا وجوده داخل مبنى المجلة منذ تسلمه منصبه قبل سنتين تقريبا!! .. فعلى حين غرة ودون سابق انذار دخل مدير شبكة الاعلام العراقي السيد عبد الكريم السوداني مبنى المجلة ثائرا مزمجرا وهو يصب جام غضبه على منتسبي المجلة بدءا من موظف الاستعلامات متهما اياه بتواطئه مع(( المتسيبين)) من الموظفين وكأنه لم يتذكر هؤلاء المتسيبين الا بعد مرور سنتين من تسلم مهام عمله!!.. ليس هذا المهم، لكن ما يهم في زيارة المسؤول هي الكلمات النابية التي تلفظ بها الى الحد الذي وصف كل موظفي المجلة بالاغبياء نعم الاغبياء .. القصة تبدأ عندما حاولت احدى موظفات المجلة الطلب من رب عملها ان يسهل لها ولباقي الموظفين عملية وصولهم الى مقر عملهم عن طريق توفير سيارة واحدة من السيارات العائدة لشبكة الاعلام والتي يتجاوز عددها المئة وربما المئة والخمسين سيارة .. ولكن ماذا كان جواب المدير، تصوروا ، قال بالحرف الواحد وعذرا لقارئنا الكريم على اضطرارنا لنقل الكلام بحذافيره قال( العن ابو السيارات قابل اني وزير النقل) فاجأت كلمات المدير الذي يفترض ان يكون على درجة عالية من التهذيب واللياقة وحسن الكلام الذي يناسب موقعه كمدير عام لشبكة الاعلام العراقية، تلك الوسيلة الاعلامية التي تمثل راي وصوت جميع العراقيين وتعكس للعالم اجمع شخصية الفرد العراقي وتحضره واخلاقه .. فاجأ كلام المسؤول الموظفة فحاولت افهامه بان طلبها عادي جدا ولعل من اساسيات عمل المسؤول تذليل معوقات العمل لمرؤسيه والرفع عن كاهلهم، هنا كانت الطامة الكبرى عندما قال لها المدير انك (لاتفهمين لانك تعملين في المجلة) ما يعني ان جميع العاملين في المجلة اغبياء لايفهمون!! تلك المجلة التي تضم بين ثناياها صحفيين ومثقفين وشعراء وادباء لامعين، ادناهم يحمل الشهادة الجامعية العليا وفي جعبته العديد العديد من الجوائز الابداعية العربية والعالمية.. والغريب الاغرب والعجب العجاب هو ما قام به المدير العام عندما بدا يقلد حركات الغنج والدلع والميوعة لتلك الموظفة.. هازا وسطه، متراقصا!!.. صدقوني هذا ما حدث قبل يوم واحد في مبنى مجلة الشبكة العراقية مسؤول في الدولة العراقية بدرجة وزير (اكرر بدرجة وزير) يقف في احدى غرف المجلة يتمايل رقصا بهز وسطه يقلد حركات دلع وغنج فتاة حباها الله ما حباها من الجمال (علما ان الغنج والدلع هي صفات لاي امراة في العالم) .. اننا اذ نسوق هذه الحادثة الطريفة حد البكاء!! ونضعها امام انظار قارئنا الكريم لانريد سوى ان نبين الى اي حد من الاسفاف والسخف باتت تعانيه مؤسساتنا الحكومية واي اصناف من الناس هم اولئك الذين يتولون ادارة مؤسسات الدولة واي حضيض انزلق اليه اعلامنا العراقي بابتلائه (بهؤلاء) الذين يفتقدون حتى الى اداب الكلام .
.فهل نبكي على حالنا واي بكاء ذاك الذي يمكن ان يريحنا ونحن نرى الجهل والجهلاء هم من يقودونا الى (نهاية النفق المزعوم !!!).. هل نلعن ديمقراطيتنا!!.. ام نشكرها لانها اخرجت لنا الافاعي من جحورها .. ها انا ارفع صوتي مع يقيني بان لاصدى له، ارفع صوتي واقول اوقفوا هذه المهازل التي تضرب اطنابها في مفاصل مؤسساتنا الحكومية، ارفع صوتي ولا اناشد احدا سوى نقابة الصحفيين العراقيين التي لااعتقد بانها تقبل ان يهان صحفيوها بهذا الشكل الفج مع علمي ان ما قلته ليس سوى قطرة من بحر .. عزائي الوحيد ان اهمس باذنك يا سيدي يا مديرنا الوقور جدا واقول لك (اذا اتتك مذمة!!) واترك تكملة البيت لك سيدي العزيز وحسبني الله ونعم الوكيل ..
https://telegram.me/buratha