حسن الهاشمي
قد يراود المواطن الذي لم يلمس التحسن الأمني والخدمي في الحقبة المنصرمة من عدم جدوائية اشتراكه في الانتخابات المزمع إقامتها في السابع من آذار الجاري، ولكن الذي يجول بذاكرته في السابق ويتذكر كيف كانت تجري الأمور وتترى الكوارث تلو الكوارث والنوائب تتبعها النوائب وتنهمر عليه انهمارا من دون أن تكون له كلمة وليس له فيها ناقة ولا جمل مما يحدث حوله من تداعيات يتلظى بسلبياتها ويتلقى ايجابياتها غيره، يتأكد من أنه وبعد الإطاحة بالنظام البائد أصبح عنصرا هاما في التغيير المرجو، وأن صوته هو الذي يحدد مستقبل البلد وكيفية الحكم الذي ينسجم مع تطلعاته وعقائده التي لا يمكن أن يحيد عنها في يوم من الأيام، وتعد هذه النقطة جوهرية في تحديد مصير الأمم والشعوب.سابقا وفي النظام الشمولي الذي كان يتحكم في رقابنا أضحى المواطن لا حول له ولا قوة في رسم ملامح الحكم والحاكم، بيد أننا في هذه المرحلة الحساسة وقبيل الانتخابات قادرين وبحسن انتخابنا من أن ندفع الأكفاء النزهاء إلى مجلس النواب ممن يسهرون على خدمتنا وبذلك نحدد طبيعة الحكم الجماهيري والحاكم العادل الذي تصان من خلالهما الحرمات والمقدسات والعدالة والمساواة، وتنطلق الحركة التنموية والإعمارية في الآفاق لتنشلنا من واقعنا المرير إلى أفضل واقع وأحسن حال، أما إذا عزفنا عن المشاركة بأي مبرر من المبررات وهي كثيرة، فإننا بذلك نفسح المجال أمام المتربصين الفاسدين من التصدي للعملية السياسية وإفراغ محتواها من الداخل وبالتالي الانقضاض على العملية الديمقراطية، وهم بذلك جندوا جماعاتهم في المشاركة المكثفة في الانتخابات لإحداث التغيير السلبي إرضاء لأسيادهم في الداخل والخارج.وبقيت المبادرة بيد الشعب بين أن يعيش حرا كريما مختارا يدير أموره بيده دونما املاءات متقاطعة مع طموحه وتطلعاته في العيش الرغيد والمستقبل الواعد، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال المشاركة المكثفة لأبناء الرافدين التي ذاقت الأمرين من شظف العيش وظلم الحكام طيلة قرون متمادية من الزمن، وبين أن يعزف عن المشاركة أو ينتخب السيئ وفي كلا الحالتين فإنه يعيش عبدا ذليلا مكرها لا حول له ولا قوة إلا من خلال التملق والتزلف للقائد الأوحد وزبانيته، وما يعقبه من تخلف وتدهور واندثار، وهذا ما يسعى إليه البعث الصدامي والأنظمة الشمولية في المنطقة لإرجاعنا إلى حيث الذل والقهر والظلم.
وبعد معرفة ثمرة المشاركة من عدمها وما يقطفه المواطن من ثمار يانعة في انتخابه الإيجابي وما يبتلي به من أشواك وطحالب ضارة في انتخابه السلبي، يتبين مدى خطورة أمر الانتخابات وما تشكله من عامل مهم في رسم الخريطة السياسية والاقتصادية والثقافية للبلد على مدى أربع سنوات القادمة، تكون معطاءة زاخرة فيما إذا أحسنـّا الانتخاب ومعجافة مدلهمة فيما إذا أسئنا الانتخاب، وبقي القرار بيد الناخب مادام يمارس حقه الدستوري ويحدد مستقبل بلده سلبا أو إيجابا عند الإدلاء بصوته في صناديق الاقتراع، ولا تزال معطيات الخير والحق والصبر والتواصي بها مع الآخرين تهتف بنا جميعا لاقتناص معانيها النبيلة في العرس الانتخابي القادم.
https://telegram.me/buratha