ابو هاني الشمري
آخر صرعة في اختيار المرشحين للانتخابات البرلمانية.الخبر غريب .. والعنوان اغرب .. ولان الانتخابات توشك ان تطرق الابواب والاعصاب مشدودة لمعرفة الوجوه القادمة التي ستجلس على كراسي البرلمان وكراسي السلطة بعدها .. فقد استوقفتني محادثة غريبة بين اثنين لم انتظر نهايتها بل تركتهم في نقاشهم ومضيت مبتسما .. فقد كان احدهم وكما يبدو من انصار اطالة الشاربين والآخر لامشكلة عنده في ذلك والشخصان متضادان في ميولهما للمرشحين رغم ان مرشحيهم من نفس الكتلة ولكن كان سؤال احدهم لصاحبه .. مرشحكم عنده شوراب لو لا؟ اثار الاستغراب والحيرة في نفس الوقت وهل ان الشوراب مهمة الى هذا الحد في تحديد شخصية المرشح.
ابتعدت عنهم وانا افكر مليا في هذا الاختيار الغريب !! فلو كانت الشوارب مهمة الى هذا الحد لاهتزت شوارب بطل العروبة الذي كان يريد ان تهتز شوارب العراقيين في اوقات النزال الصادق بينما لم تهتز شواربه حينما اخرج من حفرة العار بل اهتزب بسبب حذاء الجندي الذي وضعه فوق رأسه !! ورغم ان الشارب كان ولازال عند الكثير من اهلنا في العراق (وأنا واحد منهم!) يمثل صفة مميزة وهو موروث اجتماعي مهم وخصوصا للاشخاص المنحدرين من اصول عشائرية لم يزالوا متمسكين بها الى يومنا هذا وكما هو حال اغلب ابناء العراق.. لكنه يبقى رهن برغبة حامله ان شاء رفع وإن شاء ابقى ولا أخفيكم انني في خلاف مع ولدي الصغير (باقر) الذي بين الفينة والاخرى يزيل شاربه ليصبح شبيه بأخوتنا ابناء مصر الكنانة!!.نرجع الى قصة الشارب ومدى تأثيرها في تراثنا الشعبي فهناك الكثير من الامثال التي تتطرق الى الشارب منها :شفت شواربه وتغزرت بيه لوما شواربه ماكنت الفيهشواربه يوكف عليهن الصكر الجريذي لو سكر يمشي على شوارب البزونوالمرأة حينما تنتخي برجل تقول له (( آنه بهالشارب))وإذا اراد شخص ان يضمن شيئا ما مع شخص آخر قال له (( اخذهن من هالشارب))ويقال للبعثي الذي يطيل شاربه ((مسويه ثمانية شباط)) اشارة الى انقلاب 8 شباط 1963اما عن التراث العربي وقضية الشارب فحدث ولا حرج.شرعا الحديث النبوي يقول اعفوا اللحى وقصروا الشارب وهو حديث واضح لايحتاج الى شرح.اليوم دخلت الشوارب في الانتخابات العراقية وكما يبدو فأن النسبة بين مؤيدي اطلاق الشاربين الى حالقيها تكاد تكون متساويه او ترجح كفة اصحاب الشارب بقليل .. ولأن جميع الكتل والاحزاب لديها من الصنفين (اقصد حليقي الشوارب واصحابها) فهناك رؤساء كتل مجرمين وبعثيين بامتياز يحملون شارب كطارق المشهداني بينما صاحبه الآخر حليق الشارب ( اقصد اياد علاوي) وهناك بطل الاجتثاث الدكتور احمد الجلبي وهو حليق الشارب يقابله الكثير من قادة الائتلاف من اصحاب الشوارب.وحتى اعلان صافرة انتهاء الانتخابات واعلان النتائج سنعرف لمن ستكون الكفة وهل ان رئيس الوزراء القادم سيكون بشارب ولحية ام بشارب فقط ام بلا شارب ولالحية ... ولا أعتقد انه سيكون بلحية بدون شارب!!! هذه وقفة للتخلص من شد الاعصاب والسياسية اخوتي القراء لانكم حتما بعد قرائتكم لهذا المقال ستبدأون بحساب صور المرشحين المعلقة في شوارع العراق من اصحاب هذا الجانب او ذاك لكي تتخلصوا من الشد العصبي اولا ولتتذكرونا بدعائكم حينما تبتسمون وانتم تعدون صور المرشحين من الصنفين!!
https://telegram.me/buratha