بقلـم : مصطفـى مهـدي الطـاهـر
يدرك كل متتبع نبيه ومنصف لمجريات الاحداث في العراق‘ مدى خطورة وهول المخططات التآمرية التي يتعرض لها الشعب العراقي عامة وشيعته خاصة‘وتقود هذه المخططات دولا وافرادا وعصابات‘كلها التقت على غاية واحدة هي اجهاض التجربة الديمقراطية في العراق‘ واقصاء اي دور ريادي ومؤثر لشيعته ووطنييه‘ وحوافزهؤلاء المتامرين تتراوح مابين احقاد طائفية‘ او الخوف من الديمقراطية التي قد تعصف بانظمتهم الشمولية‘ او الاثنين معا او حب السلطة ومايصاحبها من امتيازات.
اذن دوافع الهجمة البربرية على العراق كثيرة ومتنوعة داخلية وخارجية ومتداخلة غالبا‘ وتبعا لذلك تختلف وتتنوع الاساليب الموصلة للغاية المنشودة‘ فمن المتآمرين من يدفع الاموال لمن يبيعون ضمائرهم ووطنهم من اجل حفنة من المال ظانين انهم يكسبون ولكن في حقيقة الامر هم يخسرون مستقبلهم ومستقبل ابناءهم واحفادهم ومستقبل البلاد بشكل عام‘ وكل يوم خراب يمر عليها انما ينقضي من اعمارهم واعمار ابناءهم‘ مما يعني بقاء الوطن يراوح في مكانه او يتراجع الى الوراء‘ اما الدول التي تمولهم فانما هي تقاتل العراق بدماء العراقيين فلا تخسر الا الأموال وهي بذات الوقت تتقدم وتتطور وتوفر لشعوبها الخدمات وربما العيش الرغيد ‘ اما العراق فيتم تخريب حتى البنى التحتية فيه فضلا عن انعدام الخدمات!!لاغرابة ان يرفع السلاح ويريد تخريب البلاد من فقد السلطة رغما عن انفه‘ لان السلطة في عرفه ملك والملك عقيم‘ لذا يحاول ان يحرق الاخضر واليابس ويهرق الدماء البريئة كنوع من ممارسة السلطة التي فقدها والتي كان يستخدمها ليزهق الارواح ويمارس ساديته وهو يحمل نياشين السلطة على صدره واكتافه ‘ وله حصانة دبلوماسية ‘ واستقبال رسمي في اروقة الدول والمنظمات الدولية الرسمية‘ اما الان بعد ان تم انتزاع السلطة منه‘ بقيت ساديته ومؤامراته فقط لذا يمارسها ولكن هذه المرة ليس في اقبية السجون بل على قارعات الطرق وفي الاسواق الشعبية.عموم الشعب العراقي تنبه الى مخططات التآمر عليه وعلى مستقبله من خلال الاموال التي يدفعها المتآمرون ‘ ومن خلال بث الفتنة الطائفية بين صفوفه التي ارادها المتآمرون ان تشعل حربا اهلية بين ابناء الوطن الواحد ‘ ولكن يقظة الشعب اسقطت هذا المخطط الرهيب ‘غير ان اهل التآمر لم ولن يتوقفوا عن حبك المؤآمرة تلو الاخرى ‘ وهذه المرة عليهم ان يحيكوها بشكل دقيق غير فاضح ولا مفضوح‘ فلجؤوا الى اسلوب خبيث ألا وهو ضرب المكون الاكبر والاقوى للنسيج الاجتماعي العراقي ‘ من خلال بث الدعايات والاشاعات المغرضة بين الشيعة‘ لاضعافهم ومن ثم الانقضاض عليهم افرادا وجماعات.
الوسيلة المثلى لتمرير هذا المخطط هي وسائل الاعلام على اختلاف انواعها وفي مقدمتها القنوات الفضائية التي تحاول اصطياد المغفلين والسذج‘ فتتظاهر هذه القنوات المسمومة بالشفقة والعطف على العراقيين لعدم توفر الخدمات مثلا او من خلال ابراز جوانب سيئة ومؤلمة في العملية السياسية الحالية هذه الجوانب التي ادينها واستنكرها وانتقدها بشدة‘ ولكن بطريقة لاتخدم اعداء العملية السياسية الحالية برمتها‘لذا نرى البعض من المغفلين او السذج الذين ليس لديهم اي اطلاع على النوايا والمخططات الخبيثة لهذه الفضائيات عندما تجري معهم لقاءات يندفعون بانفعال وحماس بالتهجم على الوضع الحالي بطريقة تستغلها هذه الفضائيات ومن يقف وراءها ويمولها لخدمة مخططاتها المشبوهة والمعادية للعراق الجديد‘ لكن الاشد ايلاما في ذلك ان يكون هؤلاء المغفلين والسذج من الشيعة الذين هم الهدف الاول والضحايا اللاحقين لهذه المؤامرات وفضائياتها . وطبعا هنالك الذين في قلوبهم مرض ‘الذين اذا حصلوا على مايريدون مدحوا واذا لم يحصلوا قدحوا‘ مثل هؤلاء يعرفون حقيقة هذه الفضائيات لكنهم ينساقون وراء انانياتهم مع انهم في اخر المطاف يخسرون ايضا لان الشر اذا مانزل بالوطن عَمَ الجميع. هؤلاء لا اخاطبهم الان ‘ لان الكلام معهم لايجدي نفعا.
لم يعد سرا ان شيعة العراق هم المستهدفون من كل مايجري في العراق وعلى العراق من مؤامرات‘ ولااقول هذا الكلام انطلاقا من نظرية المؤامرة كما قد يظن البعض‘ بل ان الواقع والوقائع منذ التغيير وماقبل التغيير تؤكد هذه الحقيقة. وسائل الاعلام هذه تبدأ بالتهجم والتشهيربشخصيات رسمية (ربما تكون حقا غير نزيهة ولا كفوءة) متذرعة بشيء ما كالخدمات مثلا ولكنها في الحقيقة وعلى المدى البعيد لاتستهدف تلك الشخصيات بقدر استهدافها للعملية السياسية ‘وهي في ذات الوقت تابى ان تنال من الطاغية المقبور او من ازلامه ‘ بل انها لم تحاول يوما ان تنتزع كلمة اعتذار واحدة من اي منهم عن الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب المسكين الذي تذرف عليه الان دموع التماسيح !! من باب( اقف مع معاوية لاحبا به بل بغضا لعلي ) ‘ وياليتها تحترمهم كما تحترم معاوية الذي هو اميرها وبطلها‘ ولكنها تتباكى على الشعب العراقي لاحبا به بل استغفالا له للوصول الى ماربها الخبيثة...بل ان بعض هذه الفضائيات معروفة بوقوفها الى جانب الطاغية المقبور وتمجيدها له ولحكمه قبل اسقاطه وبعده.ايضا هذه الفضائيات تحاول بث الفرقة والتفرقة بين شيعة العراق احزابا وافرادا ‘ من خلال استدراج بعض السياسيين!!! ليزل لسانه او تُوْقِعه في شراكها ليتفوه بكلمة تغضب طرفا او اطراف اخرى ‘ لتنسج عليها فيما بعد خيوط الفتنة والتفرقة‘ ولا تبرح تدندن عليها صباحا ومساءا‘ الى ان تشتبك الاطراف مع بعضها‘ لتاتي الخطوة التالية نحو تفكيك الصف الشيعي وصولا لهدم العملية السياسية واجهاضها بالكامل..... لذا يتطلب بل يجب على المتصدين للعملية السياسية والمواطنين عامة والشيعة خاصة ان يتنبهوا لهكذا مخططات حتى لايقعوا فرائسا في مصائد الإعلام المغرض.
https://telegram.me/buratha