بقلم : رياض البغدادي الأمين العام للحركة الشعبية لاجتثاث البعث
الناظر الى ملف السياسة الخارجية في العراق طيلة الاربعة سنوات الماضية لحكومة السيد نوري المالكي سيشخص قطعا التخبط والعشوائية في تناول القضايا ومعالجة الازمات السياسية التي دخل فيها العراق مع الدول الاخرى بالرغم من الكفاءه العالية التي يتميز بها وزير الخارجية الدكتور هوشيار زيباري وعمله الدؤوب في ادارة الازمات التي دخل فيها العراق مع جيرانه ودول الاقليم الاخرى بسبب التسرع وقلة الخبرة التي تميز بها اداء السيد رئيس الوزراء .
كلنا يعلم الدور الخفي للحكومة السورية والمعلن في كثير من الاحيان في تسهيل دخول مقاتلي تنظيم القاعدة وعناصر حزب البعث البائد الى العراق والدعم اللوجستي الذي تقدمه المخابرات السورية لتنفيذ اعمالهم الارهابية , اضافة الى ايواء المطلوبين للمحاكم العراقية من ازلام النظام البائد .
وهذا الامر ليس مقتصرا على سورية بل ان كل دول الجوار تشترك تقريبا في تقديم الدعم والاسناد لكل من يريد العمل على ادامة حالة اللا امن في العراق , امام هذا الوضع لابد للعراق ان يعمل على مد روابط وجسور من العلاقات والمصالح التي تجبر هذه الدول على التخلي عن نهجها رعاية لمصالحها الاقتصادية والتجارية مع العراق , كواحد من الخيارات المجبرين على اختيارها , لاننا لسنا في وضع سياسي او عسكري ولا حتى مخابراتي يمكننا من مواجهة المخططات والتدخل السافر في شؤوننا الداخلية .
اضافة الى ذلك لايوجد للعراق موقعا مؤثرا في السياسة الدولية ولا حتى الاقليمية لانه لايملك خيوط اي لعبة سياسية مهمة على الصعيد الدولي كما هو الموقع الذي تتميز به سوريا في اهم الاحداث سخونة في العالم واعني الصراع العربي الاسرائيلي , فهي قادرة على استعمال ورقة الصراع مع اسرائيل في حسم اكثر المشاكل شدة وتعقيد مع امريكا لصالحها , وهذا بالضبط مالم يدركه رئيس وزراء حكومتنا السيد نوري المالكي فوقع في خطأ سياسي كبير عندما صعٌد لغة التهديد والهجوم مع سوريا في الوقت الذي لايملك مقومات حسم ملف الخلاف مع سوريا لصالح العراق , خاصة في وقت دخلت فيه سوريا بداية شهر العسل مع جارتها اسرائيل بفتح قنوات الحوار بوساطة تركية , ولهذا لم يكن الموقف الامريكي مساندا للعراق في ازمته مع الجارة الشريرة , فتلاشت قضية العراق العادلة مع سوريا وسوفت في اروقة الامم المتحدة , والحكومة بدورها شربت كأس السم وسحبت القضية من الاعلام وبدأت تستجدي اعادة جسور العلاقة معها وبدأ الدكتور هوشيار زيباري رحلته في ترميم مايمكن اصلاحه في العلاقة التي خربها السيد رئيس الوزراء بسبب تسرعة وقلة خبرته في هذا الميدان .
واليوم نتفاجئ بتصريح اطلقه المرشح نوري المالكي مفاده :
في معرض رده على أسئلة الصحفيين عبر نافذة التواصل في الموقع الالكتروني للمركز الوطني للإعلام ، عن العلاقات العراقية السورية، قال رئيس الوزراء ان المناخ بين البلدين يتجه نحو الأفضل والأحسن، مؤكدا انه كلما تطور المناخ انتفت الحاجة للحديث عن محاكم دولية، مشيرا إلى ان ما ينبغي ان يربط البلدين من علاقة طيبة وفق المصالح المشتركة أكثر مما يسبب تعكيرا للعلاقة بين بلدين لا يستغني احدهما عن الآخر .
المرشح نوري المالكي يقول هذا الكلام بالرغم من ان اسباب الازمة مع سورية لازالت قائمة , وكذلك هو الدعم الذي تقدمه سوريا لبقايا البعث والمطلوب المجرم مشعان الجبوري ويونس الاحمد وغيرهم كثير لازالت مكاتبهم في سوريا تستقبل افواج المتطوعين من المقاتلين العرب .
الم يكن هذا فشلا وهزيمة للدبلماسية العراقية في معالجة ازمة وحسم قضية عادلة لصالح العراق ؟؟
انت فاشل ياسيادة المرشح نوري المالكي والسياسة ليس ميدانك , وهذا واحد من الملفات التي خسرتها في ادارة السياسة الخارجية للعراق .
https://telegram.me/buratha