احمد عبد الرحمن
في رسالته المفتوحة الى ابناء الشعب العراقي، يؤكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي سماحة السيد عمار الحكيم على ان عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة او التساهل في الاختيار او التسرع في التفويض والتصويت سوف لن يحل المشاكل بل سيساهم في وصول المنتفعين وفاقدي الكفاءة الى مواقع المسؤولية.هذا التشخيص والتقييم الدقيق لصورة الواقع، وماينبغي فعله من قبل المواطن العراقي ازاء الاستحقاق الانتخابي المقبل، من جانب ينسجم بالكامل مع رؤية المرجعيات الدينية المباركة لموضوعة الانتخابات، والموقف الصحيح الصائب الذي يجب على المواطن العراقي اتخاذه من منطلق المسؤولية الوطنية والاخلاقية والدينية. ومن جانب اخر فأنه يمثل المدخل الصحيح والمنطقي لمعالجة الاخطاء والسلبيات، وتصحيح المسارات الخاطة التي شهدتها مرحلة الاعوام الاربعة المنصرمة.
والاختيار الدقيق من قبل الناخب العراقي من شأنه ان يكون العامل الحاسم في عملية التصحيح والاصلاح والتغيير نحو الافضل. وقد اشار السيد عمار الحكيم الى ان الائتلاف الوطني العراقي ( 316 ) قد صاغ برنامجه من واقع متطلبات واحتياجات وتطلعات وطموحات وابناء الشعب العراقي، ولم يغرق في الشعارات والتنظير، فكان برنامج حلول لابرنامج وعود.. برنامج يضع الانسان هو الغاية والمواطنة هي الهدف.
وهذا الكلام دقيق وموضوعي ومنطقي، والبرنامج الانتخابي للائتلاف الوطني العراقي يعكس ذلك، اذ انه يتضمن تشخيصا دقيقا للمشكلات، واحاطة بالمعوقات والمصاعب القائمة في مختلف الجوانب والمجالات، وتصورات علمية وعملية للحلول، تمثل اطر ومداخل سليمة لخطط ومشاريع تفصيلية، يمكن ان تؤتي ثمارها لكل العراقيين خلال فترات زمنية غير طويلة.
واذا كان ابناء الشعب العراقي يتطلعون الى ترجمة تلك الرؤى والافكار والتصورات والخطط والمشاريع على ارض الواقع، فأن الجزء الاكبر من تلك المهمة يقع على عاتقهم، من خلال المشاركة الواسعة في الانتخابات اولا، ومن خلال التدقيق والتمحيص في اختيار القائمة الافضل ثانيا، واختيار المرشح الافضل والاكفأ والانزه ثالثا.فاليوم يمتلك الناخب العراقي هامشا واسعا من حرية الاختيار لم تكن متوفرة لديه في الانتخابات البرلمانية السابقة، حينما كان الانتخاب يجري وفق نظام القائمة المغلقة، التي لاتتيح للناخب سوى التعرف على القائمة ورموزها الاساسيين، وليس كل المرشحين، وحتى لو تعرف عليهم جميعا فأن خياراته لانتخاب الافضل وفق قناعاته كانت معدومة، بينما في الانتخابات المقبلة سوف يذهب الناخب الى صندوق الاقتراع وهو على فهم ودراية كاملة بالمرشحين، ويفترض ان يكون قد حسم امره واتخذ قراره الصائب والصحيح، حتى لاتتكرر الاخطاء وتتفاقم المشاكل والازمات، وتغيب الحلول وتذهب ادراج الرياح.
https://telegram.me/buratha