بقلم : محسن أمين
كثيرة هي الاجتماعات وكثيرة هي الملتقيات التي تعقدها الكتل السياسية الراغبة بالاستحواذ على قلوب وخواطر الناخبين لضمان الوصول إلى البرلمان أعلى سلطة في البلاد.
وخلال نظرة سريعة لما يجري في الساحة العراقية نجد إن ما يجري اليوم هو صورة طبيعية لما يجري في الحملات الانتخابية التي تجري بدول العالم ، فهناك أللقاءات الجماعية وهناك التصريحات التي تغري المستمع والمشاهد وهناك أساليب لاتخلو منها اغلب الحملات التي تجري كالتسقيط والتشهير الذي يصل إلى الذروة قبيل الصمت الانتخابي وهو اليوم الذي يسبق يوم الانتخابات. ( وبشهادة المراقبين فان ما يجري بالعراق لايصل إلى ما تصل إليه الحملات الانتخابية التي يشهدها العالم ) وهذا الأمر يحسب ونقطة ايجابية للمنافسين.
كما إن من الايجابيات المناظرات التي نراها في بعض الفضائيات رغم ما يشوبها من "الفلتات" إلا أنها تعكس وعياً لدى المرشح وإحساسا منه بوعي آخر يعكس صورته الناخب في صندوق الاقتراع.
ونعود هنا الى الحملة الإعلامية للائتلاف العراقي الكتلة الأوسع والأكثر شعبية من بين الكتل المشاركة، وهو محط أنظار الجميع ، ورغم ذلك نجده في حملته قد راعى منافسيه أخلاقيا ، مما اكسبه احترام الآخرين ومتابعة المهتمين داخليا وخارجيا.
والائتلاف العراقي بالرغم من كونه تشكيل مهم للعديد من الكتل والشخصيات التي لها تأثير مساحة واسعة من الشعبية ، نجدها تعطي اهتمام ومساحة للكتل الأخرى لاسيما الصغيرة منها ، كما تعمل على مساندة الآخرين لطالما التزموا بنفس المبادئ والأسس التي تصب في مصلحة العراق وشعبه.
كما إننا لانجد لدى قياداتها أي نزوع للانتقاص من الاخرين ولم نجد ذلك الاستهداف والتهجم الذي يمارسه المتطفلون تجاههم بل همهم بيان نظرهم تجاه الأحداث وإعطاء الرؤية للمواطن في مستقبلة وضرورة ان يكون شريكا بصياغته معهم.
من هنا نجد ما يتعلق من بيانات وكلمات لزعماء الائتلاف كلها تصب في الرد عن مصالح العراق والدفاع عنه حال حصول تدخل يؤدي بالضرر ، ومن جانب آخر نجدهم يترفعون عن الرد فيما يمسهم من الآخرين المنافسين ، لاعتقادهم ان القضية اكبر والدخول في معارك جانبية يريد جرهم لها المنافسون لايمكن ان يسهم في احقاق مشروعهم.
وهذا الحال عينه ينطبق على كتلة المجلس الأعلى المنضوية داخل الائتلاف العراقي ، والتي سمعنا من رجالها كل ما من شانه تقوية وتجذير العلاقة بين الائتلاف وقواعده بعيدا عن الأنانية والشخصنة ، وذلك يعود إلى الهم الأكبر الذي يحمله قادته ألا وهو همّ العراق ووحدته ومستقبله الذي يحاول أعداءه اغتياله واغتيال أحلام شبابه .
لقد اثبت رجال المجلس الأعلى أنهم بقدر المسؤولية وعلى قدر كافي من الوعي للحفاظ على بيضة الائتلاف الذي يعد اليوم (سفينة النجاة) للشعب العراقي بكافة طوائفة ومكوناته ، وهذا ما يفسر إعلان الجميع على الساحة انهم مع التحالف - بعد الانتخابات- مع كتلة الائتلاف العراقي " لما لنا من علاقات طيبة مع مكوناته ومنها المجلس الأعلى" ، ولا نجد من يتحدث عن علاقات طيبة مع مكونات الائتلاف الا وكان المجلس الاعلى على راس الكتل التي يريد الجميع مد التواصل معها الى ابعد نقطة تلاقي على الصعيد السياسي وبناء لبناة الدولة.
وهذا عينه ما يفسر لنا عدم مساس الاخرين بالمجلس الاعلى وابعاده عن المماحكاة السياسية التي تجري على الساحة ، كون المجلس اليوم ينظر له على كونه خيمة التي يستظل تحتها الفرقاء وجسر التواصل بين الكتل ، مع الاحتفاظ بكامل شخصيته امام الجميع.
https://telegram.me/buratha