بقلم : رياض البغدادي المين العام لحركة اجتثاث البعث الشعبية
يتسابق المرشحون للانتخابات البرلمانية في عرض برامجهم وخططهم المستقبلية , وتزداد حرارة التصريحات والخطب كلما اقتربنا من يوم الحسم , وهو اليوم الذي يضع فيه الناس اوراقهم التي حددوا فيها اختياراتهم السياسية في صناديق الاقتراع .
وبمجرد ان تبدأ الحملات الانتخابية يطلق المرشح العنان للسانه يداعب به مشاعر الناس فتراه يخرج عن برنامجه الذي اعلن انه خطة عمله في المرحلة القادمة , ويبدأ برفع سقف الوعود التي لم يذكرها في البرنامج الانتخابي الذي اعلنه مسبقا .
فيصبح الناخب المسكين اسير كم هائل من الوعود فتراه يغرق ولا يكاد يميز بين الوعود الارتجالية التي يطلقها المرشح وهو على منصت الخطابه والوعود التي دونت فتكون عرفا ملزمة التنفيذ .
وبعد الانتخابات وهدوء العاصفة وتشكيل الحكومة يتفاجئ الناخب المسكين بأن الكثير من تلك الوعود لم تكن حقيقية , عندما يعاتب اولئك الذي ورطوه بهذا الاختيار يكون الجواب بأنهم ملزمين بالبرنامج المكتوب لا غير,فيبدأ الندم والاحباط يسيطران على اولئك السذج الذين سُرٍقوا وضح النهار .
واحدة من الوعود الفضفاضة التي تداعب مشاعر الناس هي : ( التغيير ) .
هذه المفردة يكون لها وقع كبير على سمع وقلب الناخب , والسبب هو تذمره من الحكومة التي يطمح بتغييرها واستبدالها بمن يوعده بالتغيير وانهاء تلك المرحلة التي عانى بسببها الكثير .
وهذه المفردة بالذات استخدمها المرشح نوري المالكي في دعايته الانتخابية وخطبه الارتجالية الغير واقعية والبعيدة كل البعد عن برنامجه وتشكيلة قائمته من افراد واحزاب .
لننظر مليا في مفردة (التغيير ) ونستمع للناخب العراقي وطموحاته في التغيير لنقارنها ببرنامج المرشح نوري المالكي لنعرف مدى واقعية هذا التغيير الذي وعدنا به .
يبدأ الناخب بتعداد قائمة من المطالب التي يصر على التغيير فيها فتكون كما التالي :
1- الامن والاستقرار .
نحن نعلم بأن وجود البعثيين وتغلغلهم في مؤسسات الدولة الامنية واحدة من اهم اسباب الواقع الامني المتردي في العراق وبأعتراف المرشح المالكي نفسه حيث اكد هذه الحقيقة وفي عدة مناسبات .
ترى هل يوجد في برنامج المرشح المالكي ما يشير الى تطهير الاجهزة الامنية من اولئك البعثيين ؟؟ ام انها مجرد وعود وكلمات غير مكتوبه وبالتالي غير ملزمة ؟! فأين التغيير الموعود .
2- تحسين الخدمات والبنى التحتية .
كلنا يعلم ان المرشح المالكي كان يشكو الوزراء الذين فرضوا عليه بسبب المحاصصة السياسية والطائفية وكان كثيرا مايلقي اللوم على هؤلاء الوزراء وانهم السبب في تلكئ الدولة في تحسين الخدمات .
فأذا كان الامر كذلك فلماذا تدخلهم في قائمتك الانتخابية , اليسوا هم سبب فشلك السابق في تحسين الخدمات ؟! فأين التغيير ياسيادة المرشح ؟
فوزير البلديات ووزير الكهرباء ووزير النقل والمواصلات كلهم في قائمتك ياسيادة المرشح لقد لفظتهم قوائمهم بسبب فشلهم السابق . لماذا تضمهم الى قائمتك ... هل هذا هو التغيير الذي توعد ناخبيك به .
3- التربية والتعليم .
وهذه ايضا من مأسات الناخب العراقي ورغم ذلك نرى وزير التربية يدخل في قائمة المرشح المالكي .
ترى هل سنرى تغييرا والوزير هو نفسه وبالتالي كل كادره الذي ملأ الوزارة بهم ؟ علما ان وزير التربية من حزب المالكي ايضا .
4- النفط والاقتصاد العراقي .
لايخفى على احد تلك التراخيص النفطية التي كان السيد المرشح ووزيره للنفط يتبجحون بأنهم انجزوا الكثير بجلبهم الشركات الاجنبية للاستثمار في العراق , لكن وقبل ايام وفي البصرة بالتحديد رفض المالكي ان تصبح صناعتنا النفطية اسيرة الشركات الاجنبية وقال بالحرف الواحد بأنه سيسعى الى تقليل وجودهم والحد من التراخيص الممنوحة لهم ووعد شركة نفط الجنوب بأنه سيمنحهم تراخيص نفطية اسوة بالشركات الاجنبية .
ووعد ايضا بزيادة انتاج النفط بالرغم من فشل وزيره للنفط بتحقيق هذه الرغبة على مدى اربعة سنوات ترى هل سنرى تغييرا في ملف وزارة النفط الفاشلة والوزير الفاشل نفسه في قائمة المرشح المالكي ؟ اين التغيير ياسيادة المرشح ؟؟
5- الصحة .
يعذرني القارئ الكريم ان اغوص في الواقع الصحي في العراق ووصفه لانها مسأله مؤلمة لي جدا بعد ان توفي واحد من اعز اصدقائي بسبب جهاز للقلب لايتعدى سعره 18 الف دولار تفتقر اليه المستشفى الحكومي للقلب والاوعية الدموية في ساحة الاندلس في بغداد , تصوروا ( في بغداد ) اذن كيف هي حال المستشفيات في المحافظات ؟؟ ايضا السيد وزير الصحة في قائمة المرشح المالكي .
ترى هل سنتوقع تغييرا ووزير الصحة الفاشل في قائمتك ياسيادة المرشح ؟؟!
6- توفير الحصة التموينية .
الاعتراف بفشل وزارة التجارة بتأمين مفردات الحصة التموينية لايمكن نكرانه فلك ان تطرق باب اي بيت من بيوتات العراق الفقيرة لترى بأم عينك عظمة الكارثة التي الًمت بطبقة الفقراء الذين تشكل مفردات البطاقة التموينية الجزء الذي لايمكن الاستغناء عنه في حياتهم .
وبعد عزل السيد عبد الفلاح السوداني وزير التجارة السابق المتهم بدعاوى فساد ضاع بسببها اكثر من 5 مليارات دولار من الاموال المخصصة لتأمين مفردات البطاقة التموينية , قام المرشح المالكي بتولي ملف وزارة التجارة شخصيا ومن ثم اوكل المهمة الى السيد الصافي ومنذ ذلك التأريخ صار الفقراء يترحمون على محمد حنون وكابينة عبد الفلاح السوداني .
اذن فشل الوزير الصافي في تأمين البطاقة التموينية وادارة ملف وزارة التجارة , وايضا الوزير الصافي هو احد اركان قائمة المرشح المالكي .... اذن اين التغيير يامرشحنا العزيز ؟؟؟!
ياسيادة المرشح ان من اهم اسباب نقمة الشارع العراقي على مجلس النواب هو تأخرهم عن محاسبتكم للدرجة التي اتهمناهم فيها بالتواطئ معكم في بعثرة المال العام حيث منحكم ولثلاث سنوات متتالية ميزانيات انفجارية واحدة منها كافية لادارة البلد وتأمين احتياجاته لاربعة سنوات , فأسطوانتكم المشروخة بأتهام مجلس النواب بأنه قلص الميزانية الاخيرة ازعج اسماعنا , فالمثل العراقي الشعبي يقول :
( شخلف شعبان بقلب رمضان غير الجوع والعطش ) فماذا خلفت حكومتكم للشعب العراقي من ثلاث ميزانيات انفجارية لتطالب بستة مليارات حجبها مجلس النواب مشكورا عن اداراتكم الفاشلة ؟؟
عفوا اخي المرشح المالكي نأسف... لقد اخترت شعارا غير موفقا ولا يتطابق مع برنامجك وما حوته قائمتك الانتخابية من اسماء . فالتغيير الذي نطمح لانجده فيك ولست قادرا ولا مؤهلا ان تقوم به .
الا اذا كنت تقصد تغييرا آخرا لانعرفه .
ننصحك ان ترى شعارا آخر ربما يكون موفقا اكثر .
نرجوا لك التوفيق في عملك الجديد ربما التجارة او اي شيئ آخر غير السياسة فأنك فشلت ولاتستطيع اقناعنا بوعودك الغير واقعية .
اكرر انني لست معاديا للمرشح المالكي ولكني ناصحا للناخب العراقي والدستور يضمن لي التعبير عن آرائي بكل حرية خاصة واني لم اتجاوز عليه بصفته الشخصية .
https://telegram.me/buratha