سعد البصري
من المعروف ان قبل أي انتخابات برلمانية كانت او رئاسية او حتى على المستوى المحلي ، فأنه يجب ان تكون هناك حملات ودعايات انتخابية تخص المشاركين في تلك الانتخابات الغاية منها تعريف الناخب ببرامج وشخصيات الكتل والكيانات المشاركة في الانتخابات . وبالطبع فأن تلك الحملات الانتخابية تحتاج الى دعم مادي ، وهذا الدعم يقاس بحجم البرنامج الدعائي للكتلة او الفرد ، فكلما ازداد حجم البرنامج كلما ازدادت كلفته المادية ، والعكس هو الصحيح ، لكن السؤال هنا... والذي أوجهه الى أحزابنا وكتلنا وللشخصيات المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة ، من أين لكم كل هذه الأموال الطائلة التي صرفت وتصرف على دعايتكم الانتخابية ؟؟ حتما سيأتينا الجواب انه من أموالنا الخاصة ، التي أفنينا أعمارنا في تحصيلها ، او انها من اموال التبرعات او المساعدات ! ــ هنا اسأل ــ الم تقولوا بانكم أفنيتم أعماركم في مقارعة النظام البائد ، وتعرضتم لشتى صنوف الظلم والاضطهاد خلال فترة ( نضالكم ) ، فمتى استطعتم ان تجمعوا كل تلك الأموال ، ثم هل من المعقول ان من يعطي هذه الأموال الضخمة بصفة (تبرعات او مساعدات ) فأنه يعطيها دون مقابل ؟ أن هذا شيء لا يصدقه العقل البشري ، فما بالك بشعب له من الخبرة بحيث اصبح يدرك وبكل سهولة من أين أتوا هؤلاء المرشحين بهذه الأموال ، انها بلا شك اموال الشعب العراقي المسكين ، انها الأموال العامة التي من المفروض ان تكون بيد الشعب لينعم بخيراتها التي طالما حُرم منها ، ولعقود طويلة بسبب سياسة التهميش والإقصاء التي مارسها النظام المقبور ، ان استخدام المسؤولين في الحكومة الحالية للأموال العامة التي خصصت لتطوير المجالات الحيوية في العراق بكافة أقسامها الأمنية والاقتصادية والعلمية وغيرها ،وتوظيف هذه الأموال لخدمة مصالحهم الخاصة ، في حملات الدعاية الانتخابية هو جريمة بحق أبناء الشعب العراقي الذي عانى الأمرين في سبيل إيصال هؤلاء وغيرهم الى المواقع المهمة في الحكومة العراقية . ثم من خول هؤلاء ( اللصوص ) بصرف تلك الأموال العامة على الحملات والدعايات الانتخابية الخاصة بهم ، اليس من المفروض ان تكون هناك جهة رسمية خاصة تحاسب كل من تسول له نفسه استغلال المال العام لأغراضه الخاصة ، ام ان حتى هذه الجهة التي أتكلم عنها أصبحت هي الاخرى منشغلة في كيفية الحصول على الأموال لدعم حملات مرشحيها الانتخابية .
https://telegram.me/buratha