قلم : سامي جواد كاظم
المائز الابرز والعلامة الاوجز للديمقراطية هي الانتخابات التي من خلالها يختار الشعب من يقوده ومن هنا يكون المواطن او الناخب امام مسؤولية كبيرة اذا ما اخطأ الاختيار واختار من لا يستحق الاختيار .السلطة وقيادة البلد ليست مهمة سهلة كما يتصورها البعض من المرشحين فمع اعتزازنا بما يملك المرشح من شعبية او مؤهل قد لا يكون مناسب لمؤهلات القيادة حيث الكم الهائل من الاسماء والصور التي غطت كل الارصفة والجدران والاعمدة حتى ان الكتل الخراسانية اختفت خلف الملصقات هذا الكم هل يدل على ان الكل مؤهل للسلطة ؟ هنا تكمن العبرات .المواطن الذي يذهب الى صناديق الاقتراع ويكحل سبابته باللون البنفسجي يكون قد اكمل نصف الديمقراطية فقط بقي النصف الاخر على عاتق من يقع ؟ هذا هو المهم .النصف الاخر يقع على عاتق الخاسر في الانتخابات ، وان كانت المناوشات بين الكتل في اوجها والمخاوف من التزوير تلوح في الافق وهذا يكون اسهل طريق يسلكه الخاسر بعد اعلان نتائج الانتخابات لتبرير خسارته.صحيح الاعلام يلعب دوره عندما يحاول اضفاء صبغة النصر وانه صاحب الحظ الاوفر من خلال استبانات واستطلاعات يجريها هو او من له ميول له ولكن الطامة الكبرى هذه الاستبانات تجعل المرشح يعيش حلم استلام السلطة وانه الفائز فاذا ما اعلنت النتائج عكس الحلم يبدأ بالصراخ والتهجم والتشكيك بنزاهة الانتخابات .اكتمال العرس الديمقراطي عندما يتحلى الخاسر بروح رياضية عالية يغطيها القانون فاذا ما شكك بالنتائج فالاخلاق السياسية تلزمه ان يلجا الى القضاء مع ادلته التي تثبت التزوير واذا ما عجز القضاء من ذلك هنا عليه عرض وثائقه من خلال وسائل الاعلام من غير ان يجزم هو بل يترك ذلك للراي العام على مدى صحة هذه النتائج .نامل من الخاسر ان يعترف بخسارته ويهنيء الفائز وان يتحلى بروح رياضية عالية فالاف الصور والاسماء لايمكن لها ان تفوز كلها فالرقم المعروف هو 300 عضو او اكثر بقليل عليها المنافسة فلابد من خاسر بين هذه الالاف المرشحة .كما وعلى الفائز ان يضع نصب عينيه ليس بالضرورة كل خاسر هو غير كفوء بل ان هنالك خاسر اكفأ من مئة فائز حيث اننا لا زلنا في اختيارنا لنا ميول لمن نعرفه من المرشحين عشائريا او قوميا او مذهبيا مع الثقافة المتواضعة في معرفة برامج ونشاطات المرشح فكثير من القوائم تعرف اسماء الذين عملوا ضمن الحكومة الحالية بل اجزم ان ثلاثة ارباع العراقيين لا يعرفون اكثر من نصف الوزراء في الحكومة .فالفائز يجب عليه الاعتماد على كفاءات الخاسرين فانهم يكونون الصورة الحقيقية للديمقراطية عندما يقرون بخسارتهم ويهنئون الفائز ويشركهم الفائز بالممكن منهم في اشغال المناصب التي تحتاج الى كفاءاتهم .
https://telegram.me/buratha