سالم كمال الطائي
لطالما أزعجتنا فتاوى "غربان" السعودية المتخلفين العميان منهم والمبصرون!, تلك الفتاوى التي تهدف إلى التفرقة والفتنة ورفض وتكفير شرائح واسعة من المسلمين والمؤمنين الذين يشهدون بأن لا أله إلا الله وإن محمداً رسول الله, بل يحلون سفك دماء عباد الله ومخلوقاته من الذين آمنوا بالله ورسوله لا لذنب اقترفوه ولا لجريمة أتوا بها ولا لأرض اغتصبوها ولا لشعب هجروه وذلوه, بل لأنهم عباد الله الصالحون ولدينه الحق حافظون.
إن هؤلاء الجهلة من مشايخ مملكة الفساد والإباحية! والشذوذ الجنسي! ومتعاطي المخدرات ! والمتطرفين بمبادئ الدين الإسلامي والمشوهين له.. إن هؤلاء المشايخ والمفتين بغير حق ولا علم ولا عدل يقدمون خدماتهم مجانية أو بثمن لأعداء الأمة الإسلامية والعربية بفتاوى هزيلة لا تغنى الإسلام ولا تسمن المسلمين بل تعمل على التفرقة والتباعد والداعية إلى الكراهية والبغض بين المسلمين على أنهم هم حماة الإسلام ودعاة الدين الحنيف! لا شغل لهم ولا شاغل غير خدمة مصالح أميركا والغرب في بث التفرقة والكراهية بين المسلمين وتكريس الحقد والخلاف ليتسنى لتلك الدول بسط السيطرة على بلداننا من خلال التفرقة وتحقيقا للشعار الخبيث "فَرِّقْ تَسُد" أو "فَرِّقْ وجَهِّلْ تَسُدْ".
هؤلاء الجهلة المتخلفين الفاسقين لا همَّ لهم سوى أبناء طائفة "الشيعة" ومَنْ والاهم ويناصرهم؛ أما مصائب الأمة الأخرى وتخلفها وهزائمها المهينة المشينة فلا تهمهم؛ وهذه أرض "فلسطين" المغتصبة منذ أكثر من ستين سنة من قبل الصهاينة المجرمين والذين عاثوا بأرضها وأهلها فساداً وقتلا وتهجيراً ومذابح ومجازر تطال الناس الأبرياء العزل مع عائلاتهم وأطفالهم وشيوخهم, تلك المجازر والاعتداءات التي تحرَّكَ لها ضمير ووجدان الأعداء قبل الأصدقاء؛ وقبل أولئك الشيوخ الفاسدين وقادتهم المشلولين! الذين باعوا بلدهم المقدس وسلموه بيد الأجانب بكل ما يحوي من مقدسات عظيمة وغادر أكثرهم البلد إلى أوروبا أو أميركا بما سرقوه من أموال المسلمين ويعيشون هناك عيشة البذخ والفسق والفجور وقد ملئوا الدنيا فضائح ومخازٍ استنكرتها المجتمعات التي لجئوا إليها ليمارسوا كل أنواع الرذيلة والسفالة بعيداً عن مشايخهم والمفتون!!
لقد استنكرت شعوب العالم الغربي وغيرهم جرائم الصهاينة في فلسطين وعبروا عن هذا الاستنكار بنشاطات مختلفة في داخل بلدانهم وخارجها واستطاعوا أن يقلقوا الصهاينة ويفضحوا جرائمهم ويؤثروا على هيئة الأمم المتحدة لتتخذ قرارات وإن كانت هزيلة وغير فاعلة ولكنهم حاولوا وتحركوا وطالبوا واستنكروا, أما شيوخ مملكة الفساد ومفتيها فلم تتحرك شواربهم ولم تهتز عُقُلُهم ولم تنبس شفاههم بكلمة أو بفتوى أو في استنكار حتى ولو كان منافق أو كاذب!! لما تقوم به دولة "الصهاينة" من اعتداءات جديدة خطيرة في تجاوزاتهم على المسجد الأقصى الذي يعتبر من المقدسات الإسلامية المركزية ومنعهم المسلمين من دخول المسجد الحرام إلا بعد موافقتهم وسماحهم لأعمار معينة من دخوله ويسعون دائبين في السيطرة على المسجد علانية وبدون خوف أو وجل من "مليار ونصف المليار مسلم"!!؟ رقم مخيف هائل ولكنه مشلول وخامل وغير عامل, وتمادت السلطات الصهيونية في تجاوزاتها دون خوف أو حياء!! وقامت في الفترة الأخيرة وهذه الأيام بالإدعاء بأن مقام "إبراهيم" هو للصهاينة وغيرها من الاعتداءات اليومية المستمرة؛ وشيوخ مملكة الفساد والمفتون في مملكة "حامي الحرمين"!! في سبات عميق وغفلة في واد سحيق وغفوة من أفيون رحيق وكأن شيئاً لم يحدث وإن الطامة الكبرى لم تقع! وإن الإسلام لم يصدع وإن عيون المؤمنين لم تدمع؛ هكذا هم شيوخ مملكة الشذوذ لا فتوى رادعة ولا دعوى نافعة ولا تحريض على القتال في سبيل المقدسات الإسلامية ولا نداء للجهاد ولا دعوة للعباد للتصدي لما يفعله الصهاينة المجرمين بأبناء الإسلام والمسلمين؛ ولكنهم حاضرون فاعلون ساهرون جاهزون لإصدار فتاوى محاربة "الشيعة" وإدانة حزب الله وتكفيره لأنه أهان الصهاينة ودحرهم ودافع عن الإسلام ورفع رأسهم؛ وفتاوى بوجوب محاربة العراق والعراقيين وذبحهم وفتاوى بشرعية إرسال المغفلين والجهلة والأغبياء للقيام بأعمال القتل والتفجير والغدر والخطف في العراق تحت قيادة البعثيين الصداميين وكل أعداء الشعب العراقي المهزومين.
هكذا هم شيوخ مملكة الفساد والشذوذ ومفتيها العميان منهم والمبصرون الذين هم بأوامر قادتهم يأتمرون وليس بأوامر ربهم يهتدون؛ فهم مجرمون فاسدون متآمرون يخدمون أعداء الأمة والدين من حيث يعلمون أو يجهلون وأكثرهم للحق كارهون وبوحي مصالحهم يفتون وهم عبيد أسيادهم الفاسدون خدم الأجانب وعبيدهم المطيعون.
https://telegram.me/buratha