محمود الربيعي
العلامات التي لم تتحقق بعد قبل ظهور الامام المهدي عليه السلام
هدم جدار مسجد الكوفة
المقدمة الموضوعية
هنا لانريد أن نطرح موضوع هدم جدار مسجد الكوفة على أنه من العلامات الحتمية ولانعتبره شرط أو علامة رئيسية ولكننا سنورده على أساس وروده في الخبر التاريخي وسواء كان هذا الخبر بنظر البعض ذو سند ضعيف أو غير ذلك، وفي نفس الوقت نحن لانقلل من قيمة الأحداث التي من الممكن أن تحدث في الكوفة، فهناك الكثير من الأحداث المهمة التي تتعلق بهذه المدينة، فهي بالأساس ستكون عاصمة الخلافة زمن الإمام المهدي عليه السلام، ونقطة إنطلاقه لتحقيق أمل الشعوب بولادة الدولة العالمية العادلة.
قال المفيد في الإرشاد : و هدم حائط مسجد الكوفة، كما ذكر النعماني - بسنده عن الصادق عليه السلام إذا هدم حائط مسجد الكوفة من مؤخرة مما يلي دار ابن مسعود فعند ذلك زال ملك بني فلان أما أن هادمه لا يبنيه - المفيد- بسنده عن الصادق عليه السلام إذا هدم حائط مسجد الكوفة مما يلي القائم عليه السلام و القوم و بنو فلان.وأشير الى عبارة فلان الى بني العباس وأن زوال ملكهم من العلامات، و عند زواله خروج القائم عليه السلام .
ثبوت صحة هذه العلامة من عدمه
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: (إذا هدم حائط مسجد الكوفة مؤخره مما يلي دار عبد الله بن مسعود فعند ذلك زوال ملك القوم (بني فلان) وعند زواله خروج القائم عليه السلام ( الإرشاد للمفيد ص360 ) وفي رواية غيبة الطوسي ص271 ( أما إن هادمه لايبنيه) يعني أن هادمه يقتل أو يذهب قبل أن يعيد بناءه، وأشارت بحث الأبحاث إلى أن هذه العلامة من العلامات التي لم تثبت بالتشدد السندي.
بعض العلامات التي لم تثبت بالتشدد السندي
لابد لنا أن نشير الى أن هناك علامات لم تثبت بالتشدد السندي، وأؤكد على أن توثيق الروايات قد تركتناه لأصحاب الإختصاص من المحققين والمختصين بشؤون تصحيح الروايات وقد أقتصرت مهمتنا على تحليل الروايات التي تناولها أصحاب الفضيلة من العلماء والتي أوردوها في بحوثهم القيمة وأشاروا الى مدى صحتها وأحتمالات صدورها عن المعصوم بالدرجة العلمية التي يعتمدها أهل التحقيق، علما بأن علماء مذهب أهل البيت يتميزون بالأخذ بالعقل دون ألأخذ المطلق عن لكل ماورد في كتب الاحاديث.
ومن تلكم الأحاديث التي لم تثبت بالتشدد السندي هدم جدار مسجد الكوفة، وهذا لايعني سقوط الرواية بشكل نهائي، فقد يحدث هذا الأمر على الرغم من عدم ثبوتها، فيكون ضعفها من جهة التحقيق الروائي لامن جهة حقيقة حدوث الأمر.
وصف مسجد الكوفة
ومن موقع مؤسسة الامام علي عليه السلام: للمسجد أربعة أبواب، لكلّ ضلع باب أكبرها ( باب الفيل ) ويسمّى ( باب الثعبان ) وهو المقابل للضلع القبلي لمقام الإمام عليّ عليه السلام ومنبره ..
مؤخرة حائط مسجد الكوفة
كان باب مسجد الكوفة قديما هو الباب المواجه لدار الإمارة، واليوم هذا الباب مغلق، أي تم بناءه وغلقة، وموقعه من جهة محراب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، من جهة مرقد ميثم التمار، وأما موضع أصحاب الصابون والتمارين فهي المناطق المحيطة بالمسجد على مسافة رمية سهم، ويعتبر مسجد الكوفة من المساجد الكبيرة المهمة ومن أهم أبوابه والمناطق المحيطة به هي باب الصابون - باب الفيل (باب الثعبان) - باب الرحمة - دار عبد الله بن مسعود - سوق الصفارين - درب الأنصار.
دار عبد الله بن مسعود: لم يحدد بالضبط، والظاهر هو الباب الشرقي لمسجد الكوفة وانهدام حائط مسجدها مما يلي دار عبد الله بن مسعود.
وعن الحسين بن أبي العلاء عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن لولد فلان عند مسجدكم يعني مسجد الكوفة لوقعة في يوم عروبة؛ يقتل فيها أربعة آلاف من باب الفيل إلى أصحاب الصابون، فإيّاكم وهذا الطريق فاجتنبوه، وأحسنهم حالا من أخذ في درب الأنصار. الإرشاد : 2 / 377.
بعض الحوادث المتوقع حدوثها في الكوفة في عصر الغيبة
في الحديث عن الفضل، عن ابن فضال وابن أبي نجران، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: لا يذهب ملك هؤلاء حتى يستعرضوا الناس بالكوفة في يوم الجمعة؛ لكأني أنظر إلى رؤوس تندر فيما بين باب الفيل وأصحاب الصابون. بحار الأنوار مجلد 52.
وعن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن لولد فلان عند مسجدكم يعني مسجد الكوفة لوقعة في يوم عروبة؛ يقتل فيها أربعة آلاف من باب الفيل إلى أصحاب الصابون، فإيّاكم وهذا الطريق فاجتنبوه، وأحسنهم حالا من أخذ في درب الأنصار.الإرشاد : 2 / 377.وعن إبراهيم بن محمّد، عن جعفر بن سعد، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سنة الفتح تنبثق الفرات حتى تدخل أزقة الكوفة.
وجاء في كشف الغمة أن من علامات قيام القائم ( عليه السلام ): شق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة.
وعن إبراهيم بن محمّد، عن جعفر بن سعد، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سنة الفتح تنبثق الفرات حتى تدخل أزقة الكوفة.
خاتمة
وفي النهاية نقول بأن هناك الكثير الكثير من العلامات التفصيلية التي وردت في الرويات حملت كل رواية من تلك الروايات أحداث كثيرة منها من المحتوم ومنها من غير المحتوم ولانريد أن نطرح كل ماتحمله الروايات من التفصيل فإن كل منها تحتاج الى بحث وتعليق ورؤية وتحليل، وعلى كل حال ففي الروايات التي تحمل الأخبار عن الكوفة ومايجري فيها من الحوادث التي تناولنا جانباً بسيطاً منها يكفي لطرح فكرة عن أسلوب ومنهج البحث وطريقة قراءة الخبر بحيث تدعو القارئ إلى محاولة البحث عن بقية الأخبار التفصيلية التي وردت في الروايات وذلك بمراجعة المصادر الحديثية وخصوصاً مايتعلق بأخبار الغيبة.
https://telegram.me/buratha