المقالات

طلبات الناخبين

811 13:29:00 2010-02-27

حافظ آل بشارة

يتفرج العراقيون على المباراة الدعائية الساخنة لانتخابات مصيرية اما ان تثبت التجربة او تضع نهاية لها ، دخلت على الخط قوى كثيرة متطفلة مختلفة التطلعات ، العراق في هذه اللحظة نقطة تلتقي عندها الصراعات الدولية والاقليمية والداخلية ، لدينا فوضى خلاقة يجب ان تسفر عن نتائج تؤسس لوضع دائمي ، وفي هذا الغليان تظل الوعود هي العنصر الكبير في اللعبة ، فالمرشح يعد ناخبيه ، ودول الفتنة تعد عملاءها وهم يعدونها ، والدول الصديقة تعد اصدقاءها ، ليس العراق وحيدا في ازدهار سياسة الوعود فالانظمة الانتخابية في العالم كلها بنت وجودها وتطورها على اساس الوعود ، فليس عيبا ان يعطي المرشحون وعودا للناخبين بل المرشح الذي يربط نفسه بوعود هو الذي يحظى بالاهتمام دون غيره ، ولكن الاختلاف بين دولة مبتدئة ودولة عريقة في قضية الوعود هو اختلاف في الكم والكيف وطريقة الاداء ، فالمعروف ان الدولة التي مرت بخمسين دورة برلمانية استغرقت قرنين من الزمن ليست مثل دولة انجزت حتى الان دورة واحدة مدتها اربع سنوات (بطلعان الروح) فمن هنا المفخخات ومن هناك التهجير القسري ومن الجهة الثالثة الفساد وفوقها الاحتلال ، فوق الرعب اليومي والدوار والارهاق تظل حداثة التجربة وقلة الخبرة عند الناخب والمرشخ ومؤسسات الدولة كلها عوائق حقيقية تواجه المشروع الديمقراطي وتتدخل في تحديد نتائجه ، في الدول الديمقراطية العريقة يكون المرشح معروفا وقد جاء الى العمل السياسي عبر التدرج الطبيعي وتربى في مؤسسات الدولة او القطاع الخاص او المجتمع المدني وقد تعامل لمدة كافية مع الراي العام وعرفه الناس واصبح له جمهور مميز ، اما مرشحونا فلم يكن لهم وجود اعلامي او اداري او اجتماعي مسبق على الساحة والناخبون ايضا لم يجربوا التعامل مع الصناديق والمرشحين ولم يعتادوا على الاليات الديمقراطية في بلد عمر الديمقراطية فيه 4 سنوات فقط ، لذا سجلنا حالات من الارتجال او ضعف المعرفة او قلة الخبرة ربما بعضها مضحك من جانب المرشح والناخب على حد سواء ، فالناخب في طلباته يريد بلاوي كبيرة يعجز عنها حتى عفريت مصباح علاء الدين ، خاصة وان ذلك العفريت فقد احترامه في العراق لان الطلبات كلها من النوع الثقيل ، امرأة قروية قالت لاحد الصحفيين انها تنتخب فلان الفلاني ، واظهرت الكاميرا فلان الفلاني ببدلته الانيقة يقف الى جانب المراسل ، قال لها : لماذا ؟ قالت : لانه قادر على تحقيق طلبات اهل القرية ، قال : وما هي طلباتكم ؟ قالت : سهلة جدا ، شبكة ماء شرب وشبكة كهرباء ومدرسة ابتدائية ومدرسة متوسطة وتبليط الطرق ومد خطوط للمجاري وتاسيس مستشفى ، وتأسيس عيادة بيطرية ودائرة زراعة لتوزيع البذور والاسمدة وتنظيم مياه السقي وتسويق الانتاج الزراعي ، وحملة استصلاح للاراضي ، كما نحتاج الى صرف رواتب لليتامى والارامل واصحاب الامراض المزمنة وتشغيل العاطلين في مشاريع زراعية تحتاج الى خطة وتمويل من المصرف الزراعي ، فقاطعها المراسل والتفت قائلا : والان سيداتي سادتي نستمع واياكم الى المرشح فلان الفلاني ليجيب حول طلبات الحجية التي قررت ان تنتخبه ، والتفت المراسل فلم يجد المرشح انتهى البرنامج ، خلف الكواليس خرج المرشح وعاتب العجوز مؤكدا انه ليس عفريتا لكي يصلح قرية تشكو من الخراب المتراكم من عصور ما قبل الميلاد . بعض المرشحين استغل منصبه في الحكومة فوزع اوراق تعيين للوظائف ، وآخر قال انه سيعطي شققا سكنية ، وثالث تبرع لمرضى ليعالجهم في الخارج ، اذكاهم مرشح جاء برزمة دولارات انيقة من دول شقيقة وراح يشتري الاصوات ومن طالبه بالمزيد اجابه : اعذرني هذا سعر السوق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك