خالد المالكي
يسعى كثير ممن لهم غايات ونوايا ان يثبطوا المواطن من القيام بواجبه الوطني والأخلاقي والشرعي - كما هو اليوم- تجاه اختيار من يمثله في أعلى وارفع منصب في الدولة إلا وهو منصب تشريع القوانين التي تخدم المواطن في حله وترحاله.
وحجة أمثال هؤلاء أن لامنفعة في الذهاب لاداء هذا الحق والواجب ، متعللين بالفترة السابقة حملة من الغث والسمين ما اثر سلبا على طبيعة وأداء الشأن العراقي ، وهم بذلك يخفون اكثر مما يظهرون ويكتمون أكثر مما يفصحون لغايات لاتخفى على ذي لب ، لاسيما وان الشعب العراقي وعى وتفقه في هذا المخاض الذي ضرب به ابناء الرافدين رقما قياسيا على دول المنطقة الاقليمية وحتى ما بعد الإقليمية ، بما حققه في فترة قصيرة بنظر العديد من المراقبين والمحللين رغم المطبات التي وضعت واريد منها كبوة العملية السياسية.وللانتخابات العراقية اهمية كبرى لا لكونها جاءت بعد سني عجاف من الطغيان والاستفراد بالسلطة ومارست اعتى صنوف التمييز الطائفي والفئوي تجاه ابناء العراق ، بل الانتخابات في الاعراق تعني اليوم ان لا عودة لتلك السنين ورجالها وقطع الطريق أمامهم كي لايكملوا ما استهلوا به طريقهم الذي قطعه بمشيئة الله تعالى دعوات العراقيين ونفحات أرواح شهدائهم والمفقودين والمغيبين والمخطوفين الذين من جرم لم يجنوا سوى انهم يقولوا ربنا الله.كما لايخفى ان اهمية الانتخابات اليوم تكمن في انها تحت انظار العالم المحب والمبغض للشعب العراقي ، فنحن نسمع ان العديد من دول العالم تجري انتخابات برلمانية ومحلية لكن لم نجد هذا الاهتمام الاعلامي الذي تحظى به كما تحظى الانتخابات العراقية ، والتي لاابالغ انها تاتي بعد الانتخابات الأمريكية حظوة وترقبا ومراقبة وتدخلا كما لمسنا من هنا وهناك.من هنا نعلم مدى أهمية الانتخابات التي يتحصر عليها دول المنطقة القريبة التي لم ترسل حتى برقيات التبريك للشعب العراقي على انجازاته السابقة وخطواته بتأسيس دولته الجديدة ، مما يكشف حسد وبغض تلك الدول لما يسير عليه العراق تجاه المستقبل الذي نتفائل به .بعد هذا يكون الحديث عن تدخل الدول في الانتخابات فضلة من الكلام ، كونها تحصيل حاصل ، كونها لمست عظم وخطر ما تفرزه الانتخابات على يد أبناء الشعب العراقي هذا اذا لم يعي المواطن العراقي ويميز بين من ينفعه ويضره وعدم الانسياق خلف الشائعات التي تبثها تلك الدول.سالت احد المفكرين العرب عن نظرته لمستقبل العراق فقال مبتسما : عندما تحدث الملك الاردني عن "الهلال الشيعي" ارسلت مامعناه : ان الهلال الشيعي سيصبح بدرا وسيملا الكون كله.هذا وغيره يفسر لنا لما الاهتمام بالانتخابات العراقية ولما يتم تقليل شانها باعين العراقيين حتى لا يختاروا من يكمل مسيرتهم تجاه بر الامان.واذا ما افرزت العمليات الانتخابية التي جرت سابقا لم لم يكن بمستوى المسولية التي كان يعول علها المواطن ، فهذا ليس بسبب الانتخابات ، فاصل المبدأ مفروغ من نجاعته وصحته ، ولكن البلد يمر بمخاض عسير والتجارب خير من يفرز هذا الغث من السمين ، كما ان البلد محتاج الى جميع ابناءه وبقي عليهم ان يختاوا من هو الاولى في هذه المرحلة التي وصفها العديد ممن يخوض في أمواجها انها الأصعب والاحرج ومن شانها أن تغير بل تحطم ما أسس قبل هذه الفترة ، ولم لا فالمليارات تدر والاجتماعات المشبوه تعقد في الظلام ، وعدونا استحضر كل قواه ولملم مفاصله التي كنا نظن انها اهرمت واصبحت من الرميم ، الا ان واقع الحال يخبرنا غير ذلك فقد تحالف العدو واستفحل شانه بسبب ادراكه المرحلة واهميتها ، فهلا يدرك ابناء الرافدين ما يحوكه الاعداء ، واذا كنا سببا في تجمع العدو افلا نكون سببا في تحطيمه وفناءه الى غير رجعه من خلال المشاركة الواسعة والفاعلة في الانتخابات .
https://telegram.me/buratha