الخبر يقول : كشف الجيش الاميركي عن "خطط طوارئ" لتأخير الانسحاب من العراق في حال دعت الحاجة الميدانية الى ذلك في ظل غياب الاستقرار السياسي والعنف المتزايد قبيل الانتخابات التشريعية، وسط تأكيد اميركي على ان العراق يواصل شراء كميات كبيرة من العتاد العسكري من الولايات المتحدة، خصوصا الدبابات والمروحيات.
وقال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس "يجب ان نرى حالة تدهور كبير في العراق (كي ننفذ خطط الطوارئ)".
وقال قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال راي اوديرنو امس الاول الاثنين انه تم اعلامه رسميا في واشنطن الاسبوع الماضي عن خطط طوارئ محتملة.
ورفض اوديرنو شرح الخطط بصورة مفصلة..... ويتحتم على الجيش الاميركي سحب قواته المقاتلة بشكل كامل من العراق مع نهاية آب المقبل . انتهى الخبر .
تعليقنا على هذا الخبر : حينما ندقق في التصريحين الخطيرين لغيتس واوديرنو نجد امرا مهما يلوح في الافق وان هناك ثمة خطط توضع لانهم يحتملون لا بل يؤكدون وجوب وقوع اضطرارات قبل وقوعها وحينما نركز على تصريح اوديرنو ايضا نجده انه تلقى الاوامر العاجلة من واشنطن ولم يرفع هو التقرير باحتياجاته على فرض وقوع الاضطرابات التي لم تقع بعد ولنا هنا وجهة نظر ..
الولايات المتحدة تحتمل وقوع هذه الاضطرابات وانها تبرر تواجدها لمدد اطول من البرنامج المتفق عليه وفق الاتفاقية الامنية بسبب تلك الاضطرابات المفترضة فهل يعني هذا في عبارة غيتس " "يجب ان نرى حالة تدهور كبير في العراق (كي ننفذ خطط الطوارئ)" اننا امام ارادة ووجوب كما يقول لاشعال العراق بالارهاب مرة اخرى وتحت غطاء امريكي عربي لتبرير البقاء الامريكي فيما بعد وتعزيز وجود من يلائم تلك الارادة ويحقق لها ماتريد..؟؟
لو اطلعنا على تصريح اوديرنو الذي رفض شرح الخطط المصنعة مسبقا والمركونة والمجهزة لمثل هكذا مخططات لوجدناه انه يتسلم خطط من زعمائه السياسيين والعسكريين في واشنطن قبل ان يرفع هو تقريره وحاجته التي تقول في حال وقوع الحدث عليه ان يطلب حاجته كمسؤول وقائد على الارض مما يعني هذا ان هناك ارادة سياسية عليا فوقه تقرر وهي من يامر بتحريك الاوضاع وخلطها في العراق وبالتالي يمكنهم تبرير الحركة على الارض وتبرير التواجد العسكري المكثف كما برروه سابقا بوجود الارهاب الذي لم يقف الا باوامر امريكية لما يسمى بالصحوات " البعثيين القتلة الملثمين حاضنة القاعدة العربية الارهابية " ولا اعني هنا صحوة الانبار بان تنقلب على القاعدة لانتفاء الحاجة اليها وخشية انفضاح الامر وووضعوا سلاح الارهاب وامسكوا بسلاح الاختراق بعد الوعد بزجهم في القوى الامنية والعملية السياسية لاختراقهما وحينما انبرى الشرفاء لاجتثاثهم وبالقانون والدستورنطلع الان على تهديدات بعثية امريكية باشعال العراق وهذا ماصرح به علاوي والمطلك وطارق والعاني عن الحرب الاهلية القادمة وهو مايبرر التصريحات الامريكية الاخيرة ..
التقارير الواردة والتصريحات الاستفزازية للمسؤولين الامريكان وتحركات اياد علاوي في المنطقة ومايجري من تطورات تخبرنا عن وجود انقلاب على العملية السياسية ساعة الصفر فيه هي نتائج الانتخابات القادمة فان افرزت فوز الغالبية المظلومة والممانعة للادوار البعثوهابية المتخلفة والمنبطحة للمشروع الامريكي الخاص فانها ستعلن وقتها لساعة الصفر , وفي السياق ذاته قد رشح ومن مصادر مطلعة ان دول الاقليم السعودية ومصر والاردن و معظم الدول الرافضة للديمقراطية في العراق وبدعم امريكي مفتوح ستعلن عدم اعترافها بنتائج الانتخابات ان هي اتت لغير صالح عملائهم في الداخل .
الامر الاخر المرتبط بالتصريح الامريكي الاخير يرتبط بالتطورات والتصعيد المتواصل في الملف الامريكي الغربي الخليجي من جهة والملف النووي الايراني من جهة اخرى وان مبرر التواجد الامريكي العسكري القوي في العراق هو انهم يعتقدون بخطورة الغالبية في العراق لانهم شيعة وهذا التشيع هو المذهب الغالب في ايران مما يعني في مخططاتهم ان العراق وغالبيته يحتاج الى قوات قمع على الارض لاي تحرك مساند تعتقده الولايات المتحدة ودول الخليج والمنطقة سيساند ايران من داخل العراق وهذا مع نتائج الانتخابات هو مانراه انه ما يبرر هذه التصريحات الاستفزازية الخطرة والتحركات في المنطقة وما لصق التدخل الايراني في اغلب التصريحات المعادة للرموز الوطنية في العراق الا وهو شماعة لتبرير التدخلات الاخرى وشعبنا العراقي يرفض اي تدخل اجنبي خارجي في شانه انا كان اسمه .
بقيت رسالة قصيرة وهامة وعاجلة نقولها للقيادات السياسية في الائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون .. هل تطلعون ايها السادة على مايجري حولكم وحول العراق وحول شعبه الصابر ام انكم لايهمكم مايحفر تحت اقدامكم والغالبية من وادي سحيق مفخخ ان تم رمي العراق والغالبية فيه ستكونون اول الضحايا واخرهم وحينها وكما قال سماحة العملاق الزاهد الحكيم السيد علي السيستاني رعاه الله جامعا وموحدا للشرفاء في العراق " ولآت حين مندم " .
احمد مهدي الياسري
https://telegram.me/buratha