قلم : سامي جواد كاظم
ايام وشهور وسنين عصيبة مرت على الشعب العراقي بدماء الشهداء وباجساد المعوقين وبمعاناتنا من قلة الخدمات وقلة فرص العمل استطعنا ان نسقي بستان العراق وبيننا وبين قطف الثمار صناديق الاقتراع فهل هنالك عراقي شريف يقبل ان ياتي البعثيون لقطف ثمار الاشجار التي ضحينا وعانينا من اجلها ؟قد نجهد عقولنا وابداننا لنثبت للعراقيين حجم المؤامرة التي تحاك من داخل وخارج العراق من اجل العودة الى المربع الاول لا بل الى تحت المربع الاول في سجون الظالمين وكبت الحريات ومنع الشعائر الحسينية وشاهدنا ليس ببعيد عندما اقدمت عصابة خسيسة مجرمة بتفجير زوار الاربعين في كربلاء ، لكن الزيارة الاخيرة التي قام بها الدكتور اياد علاوي الى السعودية ومصر قد ايقظت ضمير الشرفاء الغافلين عما يجري حولهم من مؤامرات وانكشف المخفي لهم ولله الحمد فالاكثرية عزمت على الانتخاب مع حسن الاختيار . ان مرحلة المؤامرة بدأت وباشدها وبشكل مكشوف مع بداية عمل المساءلة والعدالة والمفروض ان البرلمان العراقي الان معطل عن العمل فاذا ما اقدم احد على زيارة بلد اخر فلابد من صفة يحملها حتى يزور ذلك البلد فاما انه مواطن فيكون حاله حال غيره واما انه يدعو لتحسين العلاقة مع الدول العربية التي افسدتها الحكومة فمن انت ومن خولك وما هي صفتك حتى تذهب لهذا الامر ؟ ومن ثم لماذا لا يوجد ضمن وفدك ممثل عن الخارجية الذي هو اولى بذلك ؟ ولماذا يكون الاجتماع مع ملك السعودية ورئيس مخابراتها مقرن فقط دون حضور السفير العراقي المعني بالامر ؟ وما دخل حسن العلوي في ذلك ؟ واين كنت عندما كان البرلمان العراقي يمارس اعماله في اصلاح هذه العلاقات وبامر وعلم الحكومة وغير ذلك فانه مؤامرة ودسائس ؟هذه الزيارة تحمل في طياتها عدة وجوه ومسالة جلب التمويل فهذا امر مستبعد او جانبي وليس فيه اهمية فالمسالة حسمت قبل ذلك عندما اجتمع المعني بالكلام مع مقرن على اليخت وسط البحر ، والدور السعودي سيكون له حضور على اقل تقدير حسب مخططاتهم في العراق اقوى مما كان عليه في لبنان .الوجوه المحتملة هي اما كيفية تقويض الحكومة المنتخبة الجديدة والمحسوم امرها بفضل الله عز وجل وبصيرة المرجعية العليا في النجف وصوتك عزيزي العراقي الشريف فانها محسومة للخيرين على نقيض المتامرين ، والتقويض هذا له عدة وجوه اما ممارسة الضغوط الامريكية من خلال محاولة عدم الاعتراف بالانتخابات العراقية وهذا ما صرحوا به علنا او العبث ببعض مفاصل الحياة في العراق التي لا زالت فيها عناصر امريكية ، او التزوير وتقسيم الكراسي على ما يرغبون وفق مناقشات سرية وضغوطات ارهابية كما هو عليه الحال في الدورة السابقة .والوجه الاخر هو اعتماد الارهاب باشكال اخرى من خلال الاستعانة بمخابرات دول مجاورة واقليمة للعراق .هذا مقطع من مقال تحت عنوان ( الانتخابات العارقية ...اللعبة الطائفية لم تخدم السعودية ) للكاتب توفيق العباد جاء فيه :هل يريد السعوديون وإعلامهم ودعاتهم التكفيريون أن يعلموا العراقيين دروساً في الوطنية؟! إذن لطلبوا منهم محاربة الإحتلال! وإذن ما كان على السعودية أن تفتح قواعدها لأميركا لاحتلاله!
هل لدى السعوديين تجربة وطنية أو سياسية أو خطاب ديني راشد يمكن استعارته؟!
كلاّ.. فقد كانت البضاعة بحمولتها كلّها طائفية، تم تصديرها زرقاوياً الى العراق، على شكل انتحاريين سعوديين، وأموال سعودية، ومفخخات في الأسواق، وفتاوى علنيّة بالتكفير وجواز قتل الأبرياء من مشايخ نجد الوهابيين.. وبعد هذا يأتينا السعوديون ليتهموا المسؤولين في العراق بالطائفية!
حقاً إن الطائفية في العراق هي الحاكمة.. سنيّة وشيعية، وقد صارت جزءً من الدستور وسيستم الدولة وفق (الديمقراطية التوافقية). اليافطات تختلف قليلاً. ومعظم القيادات السياسية طائفية، وإن زعمت عكس ذلك. لكن من يريد من السعوديين أن يحارب تلك الطائفية فعليه أولاً أن لا يروّج لها في وطنه، أن يقدّم نموذجاً صالحاً.. وأن لا يصور حروبه السياسية مع الاخرين على أساس طائفي كما يفعل السعوديون دائماً. وعليه أن يقدّم خطاباً سياسياً رشيداً ونموذجاً يقتدى به. فهل في بضاعة السعودية شيء من هذا؟!
أرادتها السعودية صراعاً طائفياً فكان لها ما أرادت، حتى كادت الأمور تصل الى الحرب الأهلية.
والآن، وقبل أن تبدأ الإنتخابات النيابية، أرادت تأهيل التكتلات التابعة لها على أساس طائفي، وبغلاف وطني، وموّلته، وزادت لحمته بمهاجمة الطرف الآخر بأن اتهمته بالطائفية.. هذا والسعودية بعد لم تفتح لها سفارة، ولم تسقط ديناً، ولم تقدّم خدمة، فمن سيستمع لها من بين العراقيين؟!
حصّة السنّة من المقاعد البرلمانية معروفة، ولن تنقص إن لم تزد بعض الشيء.. فأحجام الكتل البشرية طائفياً هي المحدّد وهي معروفة أيضاً. ولكن الخسارة الحقيقية لحزب السعودية في العراق (حزب علاّوي والمطلق والهاشمي) سببه السعودية أكثر من أي جهة أخرى. هؤلاء الأخيرون حاولوا أن يقدّموا خطاباً لا نقول أنه غير طائفي ولكنه أقل طائفية، في حين أن الإعلام السعودي بشنّه حملات على أساس طائفي، دفع الشيعة الى التكتّل، واستفادت الأحزاب الشيعية من ذلك، ما شجّعها على استخدام سلاح (كان معطلاً) اسمه هيئة المساءلة والعدالة، لضرب قائمة علاوي.
الطائفية الوهابية لا يمكن أن تخلق خطاباً وطنيّاً، لا في داخل السعودية، ولا في خارجها!
من العبث ان تتهم الآخر بالطائفية السياسية، في حين ان الدولة السعودية نفسها قامت أركانها على الطائفية ولاتزال.
الطائفية تحارب بسلاح وطني، وبنموذج يقدّم. والسعودية لا تملك من أسلحة إلا المال والتكفير! وكلاهما لا يصنعان وطناً لا للسعوديين ولا للعراقيين.
https://telegram.me/buratha