الدكتور محمد عباس الزاهد
كثيرون هم من يتمشدقون بالدين واللحى الطويلة وفي داخلهم امراض الماضي التي ورثوها من افكار البعث بعد ان كانوا يصولون ويجولون في فرقه الحزبية ولهم الكلمة العليا في اجتماعات قصر المؤتمرات ولقاءات الرفاق في امانات سر الفروع البعثية وعندما سقط الصنم الصدامي حولوا انتماءاتهم الحزبية الى القاب عشائرية براقة وذهبوا الى ساحة الميدان لشراء المحابس (للتختم باليمين) والسبح الطويلة والقصيرة، وحفظوا لازمة (مولانا) ليرددوها انشودة جديدة غلافها وطني وباطنها بعثي في السلوك والممارسات، واليكم مثلاً واحداً اسمه ناصر كامل سعدون المياحي الزيدي الذي كان أسمه رفيق ناصر كامل المياح.. والذي وجد نفسه في ظل التغيير والديمقراطية الجديدة رئيساً لمجلس محافظة بغداد
وقبل ذلك مارس مهمة رئيس اللجنة الخدمية للمجلس في امانة بغداد وقد هيأ الرجل جميع مستلزمات العمل من شهادة بكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة المستنصرية ولم يكتف بهذا الحد لتسول له نفسه التقديم الى الدراسات العليا لنيل شهادة الماجستير في اللغة العربية وايضا من الجامعة المستنصرية التي كانت تغط في نوم التماسيح عندما وجدت نفسها امام قضية فساد واضحة وضوح الشمس فملف الزيدي في الجامعة المستنصرية لا توجد فيه وثيقة الدراسة الاعدادية التي هي اصلاً لم يحصل عليها كامل الزيدي والاخبار تشير الى انه لا يمتلك حتى شهادة متوسطة.
فقامت الجامعة المستنصرية قسم الدراسات العليا بمخاطبة ثانوية 15 شعبان المسائية ـ نقابة المعلمين الملغاة لتزويدهم بالشهادة الاعدادية للزيدي.. وهكذا فاضت رائحة الفضيحة وصمت الزيدي ووقعت الجامعة المستنصرية في ورطة كبيرة، فكيف تسنى لها قبول طالب في الدراسات الاولية للحصول على البكالوريوس وهو لا يمتلك شهادة الاعدادية ولم يتخرج منها اصلا. وبعد ان نشرت احدى الوكالات الاعلامية العراقية صورة الكتاب الموجه من الجامعة المستنصرية الى ثانوية 15 شعبان المسائية.. ساد الصمت جميع الاطراف ولجمت الافواه..
ولم يحرك الزيدي لان يعرف بورطته الكبيرة ويعلم جيدا ان الحواسيب (المحمولة) الـ 250 التي وزعها على بعض موظفي واساتذة الجامعة لم تأت ثمارها لان الفاس طاح بالراس.. وهاهي الفضائح تتبعها النوائح والصوائح لرئيس مجلس محافظة العاصمة بغداد الذي لم يقدم لها شيء سوى التصيد بالماء العكر وبعد ان ورد اسمه في قوائم المشمولين بالاجتثاث.. فكيف له ان يواجه هيئة النزاهة ومحققيها وأين سيذهب بوجهه عن قرار المسائلة والعدالة؟..
ونحن بأنتظار... ان يعلن الزيدي براءته من مجلس المحافظة ومن وطنيته التي صنعها ثوباً فضفاضاً كشف المخفي والمستور.
https://telegram.me/buratha