الدكتور هشام الظاهر
قرأت في صحيفة الشرق الاوسط العدد 11409 بتاريخ 22/2/2010 خبر زيارة الدكتور اياد علاوي وبصحبته المثقف والاعلامي العراقي الشهير حسن العلوي إلى المملكة العربية السعودية حيث اطنب العلوي كعادته في الحديث عن دور الرياض السياسي ومكانتها التاريخية في الإسلام ووصفه لها بقوله .. ولا ازال اردد ماقاله عمر بن الخطاب بالكوفة ، فانا اقوله في السعودية أنها جمجمة العرب وراس الإسلام ، ولا ادري كيف تحولت المملكة إلى جمجمة للعرب وراس للاسلام في وقت ما فتئ العلوي يتحدث عن خصائص المملكة وطبيعة صناعة القرار السياسي فيها الذي لم يخرج للان عن طور البداوة إلى المدنية والليبرالية الحقة .. ثم ما هذا التزوير للتاريخ ووفق إي معايير ينتقل هذا المديح الراشدي من الكوفة إلى الرياض والكوفة معروفة بنضوج سقوف المدينة في المعرفة والتنوير والروح المنبسطة وكراهية الاحتكام للخناجر ولعبة الروليت ؟.لماذا هذا التكالب على الرياض وماذا قدمت تلك العاصمة لعاصمة الخلافة العباسية غير المفخخات وفتاوى القتل و تشريع الموت والنيل من المرجعيات الدينية النبيلة وقامات العراق الكريمة كأية الله العظمى الامام علي السيستاني وكان الاحرى بالعلوي أن يتحدث مع قادة المملكة عن اساءات سبع سنوات عجاف قضاها العراق وهو يوسف العرب في معتقل هيئات الافتاء السعودية قتلا وذبحا واستباحة للدم وهتكا للاعراض فيما مليك المملكة يستعرض قواته المرتبكة على الحدود مع الحوثيين ولا يجرأ في أن يرفع سماعة الهاتف على خطيب مسعور مثل العريفي ! .
واسال ثانية .. لماذا هذا الاطراء الفارغ لدولة لازال الملف العراقي مهملا في ادراج مكاتب قادتها السياسيين وإذا ما تذكروه أو وضعوه فوق طاولاتهم فانهم يتناولونه ويتعاطون معه على خلفية طائفية مثلما تعاملوا مع لبنان وحزب الله بوقوفهم إلى جانب القتلة والمجرمين أمثال سمير جعجع ذباح المسيحيين والفلسطينيين وامين الجميل بطل اتفاقية 17 ايار مع الكيان الصهيوني وبعض الشلة المنضوين في إطار ما يعرف بجماعة 14 اذار ؟.
السعودية لا تستقبل الحركات الوطنية في العالم العربي ولديها اكزمة من إي بطل قومي أو زعيم سياسي محلي نبيل أو حركة مقاومة شريفة وهي إذ تتصرف بهذا الشأن مع تلك الرموز والعناوين وألاطر انما تنطلق من عقليتها كدولة يقودها الوهابيون ومجتمع تتحكم به نزعات التطرف والاصولية النزقة ولن أعجب من دولة يقودها مجتمعها الوهابي ويوجه قرارها شرطة سريون وتحركها هيئات الافتاء التي تضمر كل الشر لكل ما هو أسلامي وشيعي وعراقي بدليل أن المفخخات التي انفجرت في بغداد واستقدمت مع طواقمها من حائل وعسير وجدة والرياض ومكة لم تفرق بين سني عراقي يسكن في البارودية ببغداد وشيعي يقيم حيث يقيم الحزن المقيم في كربلاء والنجف وبادية السماوة ؟.
لذلك اضع علامة استفهام كبيرة على الدعوات التي توجهها المملكة العربية السعودية لبعض القادة السياسيين العراقيين خصوصا وان الانتخابات التشريعية العراقية على الأبواب والاستفهام يأتي في إطار الكلام القديم عن الدور السعودي غير المرحب به وهو دور لم يكن ايجابيا ولم يتسم بالاعتدال والانصاف والموضوعية ان لجهة التعاطي مع معاناة العراقيين الشديدة ونقص البنية الاقتصادية والاجتماعية والخدمات أو لجهة التدخل الايجابي المامول من اكبر دولة عربية مجاورة للعراق .. أن السعودية لم تفعل شيئا ايجابيا ولم تتعاون مع الشعب العراقي وفئاته السياسية الوطنية والليبرالية وحركاته واحزابه الإسلامية والتقدمية التي تحمل نفسا عروبيا انقى بكثير من عروبة من كانوا يوما ما يجلسون بثيابهم البالية على الشواطئ ينتظرون قدوم بعض الرحالة وتجار الطرق علهم يتفضلون عليهم ببعض المؤن أو ما يقيهم حرارة الشمس وحرارة الحروب التي حولتهم إلى قطيع سائب في قطع الليل المظلم !.
ربما غادر العلوي إلى الرياض بقرار سياسي مفاجئ املته عليه ظروف سياسية حرجة مرت بها القائمة العراقية وحاجة في نفس الرياض .. لكنني على يقين أن العلوي يحمل موقف سياسي مغاير إزاء السعودية ودورها القومي في العراق .. ربما كان العلوي قبل 8 سنوات يؤمن أن الدور السعودي يفترض أن يحل محل الدور الإيراني ولان السعودية اكبر البلدان العربية مساحة وتاثيرا واطلالة على الملف العراقي وان عروبة السعودية اكبر من عجمة الجانب الإيراني إذا ما استطاعت الرياض النفاذ إلى المسالة العراقية باعتدال كما تعاطت مع الملف اللبناني في الأزمة اللبنانية الاخيرة .
ان العلوي لا يحمل هذا الود للسعودية مثلما كان يحمله قبل ذلك بسنوات .. قال لي صديق مقرب من وزير مؤثر في الحكومة العراقية أن العلوي امسك هاتفه الخلوي في بغداد وكان على الطرف الأخر من المكالمة رئيس الهيئة التنفيذية للمساءلة والعدالة حيث بدا يطري ويطنب بلغته المعروفة على قرار استبعاد الدكتور صالح المطلك وظافر العاني من المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة .. ان امتداحه السعودية من أنها جمجمة العرب وراس الإسلام هو ذاته امتداحه لرئيس الهيئة التنفيذية بقوله له .. اضرب بسيف علي وأقسو عليهم كالحجاج !.
https://telegram.me/buratha