د. حسين الشويلي
تصفحت مقال الأخ أبو ذر السماوي ولم أتألم من اكاذيب دولة القانون، فلقد اعتدنا طوال هذه الفترة على اكاذيبهم في كل شيء بما فيه احترامهم للقانون، فوالله لم نلاحظ حكومة اخترقت القانون كما اخترقت حكومة دولة القانون!! ولم أتألم أن يستهدف مثل سماحة الشيخ الصغير، فهو أكثر الشخصيات التي استهدفت لأنه الأكثر إزعاجاً للكثير من القوى التي وقفت ضد حق العراقي في أن يعيش كريماً، ولهذا لا استغرب أن يتم استهدافه من قبل هؤلاء فلقد قام حزب البعث والقوى التكفيرية بنفس هذا الاستهداف، وسبقهم الكثير من القوى الفاسدة التي لم يجاملها سماحة الشيخ الصغير وظل يؤرقهم بلسان قد يختلف كل العراقيين في الموقف من سماحة الشيخ ولكن لا يمكنهم أن يختلفوا في شأن صراحته وعدم مبالاته بما يمكن أن يتضرر به من جراء هذه الصراحة، وهو الذي عرفناه بمواقف لم يقفها أي سياسي آخر، ولو قدر لنا أن نبحث عن السياسي الذي يمكن أن يشبه موقفه موقف دعبل الخزاعي الذي كان يتحدث عن حمله لخشبة مشنقته طوال سنوات لكي يجد من يشنقه عليها، فلا أشك أن هذا الوصف لا ينطبق إلا على الشيخ الصغير دون غيره، ولهذا عممت قبل أيام الاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع وفي وزارة الداخلية وفي عمليات بغداد عن وجود مخطط إرهابي لاستهداف عدد من الشخصيات السياسية قبل الانتخابات وقد وصلنا في الفرقة 11، وكان الهدف الأول والوحيد الذي سمته الاستخبارت هو سماحة الشيخ دون سواه!!
وحقاً أقول لم أستغرب كل ذلك، ولكن ما أستغربه هو اختفاء أنصار الوحدة، الذين لو فضحنا فساداً يقيمون الدنيا علينا ولا يقعدونها لأننا نخل بالوحدة وبدعواهم إن التستر على الفساد والخلل يمكن ان يؤجل، ولكن الالتزام بالوحدة أمر لا يمكن ان يؤجل! وبالرغم من ايماننا بأن هناك أولويات يجب ان تحترم، ولكن لماذا يأتي الحديث دوماً حينما نفضح فساد الفاسدين، أم حينما يكذبوا علينا وعلى رموزنا يختفي هذا الصنف المتبتل بعصمة الوحدة، ويلجم لسانه تماماً حينما يكون المستهدف هو تيار شهيد المحراب؟
لا أقول أن هؤلاء ليسوا أبرياء في دعواهم، فلا شك بصدق بعضهم، ولكن وعيهم هذا أين يكون حينما تكتب مثل هذه الكتابات،
أحقاً لا يعلم هؤلاء من هو متولي جامع براثا منذ أكثر من نصف قرن؟ لكي تتحدث دولة القانون عن استيلاء الشيخ الصغير على جامع براثا؟
ألا يعرفون من استقبل الإمام الراحل السيد محسن الحكيم (قدس سره) في جامع براثا عام 1963؟
أغابت عنهم تلك الاحتفالات الجماهيرية التي هزت العراق بأسره في عام 1966 و1967؟ ومن هو الذي كان لولب هذه الاحتفالات؟
أغاب عن أذهانهم عمن ربى غالبية كوادرهم في بغداد؟
وعلى يد من تخرجوا؟
ألا يعلم المالكي من درّسه في كلية أصول الدين؟
اهكذا اختفت صورة آية الله الشيخ علي الصغير (قدس سره) من أذهانهم تماما لأنه والد الشيخ جلال الدين الصغير؟
ألا يعرفون أن سماحة الشيخ جلال الدين كان وكيل الشهيد الصدر الأول (قدس سره) منذ أن اعتم بالعمامة التي تشرف بلبسها على يديه؟
الآن أصبح الشيخ الصغير نكرة؟! وأصبحت ولاية آل الصغير على جامع براثا نكرة ومورد استغراب؟!
ولقد قال الآخ السماوي كلمته في شأن تفرد جامع براثا والشيخ الصغير في مواقف العز والكرامة إبان ما كانت دولة القانون لا وجود لها، وكبارها ومن يناصرهم يختبؤون خشية أن تطالهم شظية من شظايا الحرب القذرة التي شنها حزب البعث والتكفيريين على مدينة بغداد، وكان الأبرز في تلك الحرب أن الألسن التي خرست آنذاك كان يغطيها سماحة الشيخ الصغير وجامعه ومنبره وصلاة جمعته ويستر عليها بجرأة أدهشت العدو قبل الصديق؟!
ولهذا لا نستغرب ان نجد الشيخ الصغير وتياره شهيد المحراب هم وحدهم من استهدفهم الإرهابيون، ونتحدى أية جهة يحميها موقع دولة القانون أن تقول بأنها استهدفت من قبل الارهاب او البعث؟! وقل لي من عدوك أقل لك من انت؟! كما ونحن نعلم جيداً إن الأشجار المثمرة وحدها التي تطالها الحجارة!!
فأين هؤلاء الوحدويون والمتباكون على الوحدة من هذه الجروح؟!
بالأمس البولاني كان في البرلمان وهو يعلنها صريحة واضحة جلية إن استهداف الدكتور عادل عبد المهدي في قضية مصرف الزوية كان بأمر السيد رئيس الوزراء!!
والبارحة كان السيد المالكي على قناة الفيحاء يردد الاسطوانة المشروخة عن البطانيات الموزعة في الانتخابات، والعراق كله يعلم بأن المالكي وزع في الانتخابات السابقة ومنذ أكثر من اربعة أشهر وهو يوزع الهدايا والهبات العجيبة الغريبة في مهمة شراء ذمم واسعة النطاق، وليس المسدس الصربي هو الوحيد في هذا الباب، وعجباً لدولة تدعي القانون وتجمع السلاح من المواطنين ورئيس وزرائها يوزع المسدسات على أفراد خارج الدولة؟ فأين الوحدويون من هذه الأقوال هلا قالوا له إن هناك أعداء يتربصون بك وبالآخرين وعليك وانت المسؤول الأول في الدولة أن تكتم عواطفك وأحاسيسك وتحمي البلد أثناء حملتك الانتخابية؟
هلا قالوا له إنك تخرب الصف وتهدد وحدته؟!
هلا تجرؤوا وقالوا له: إن رميت الناس بحجر فسترمى باحجار فكلك عورات وللناس ألسن؟!
هذه كله لو كان صادقاً في قوله؟ فما بالك لو كان محتقراً للحقيقة تماماً، وأنه يريد بترديد هذه الفرية ان يتستر على عملية شراء الذمم الواسعة النطاق التي يقوم بها أصحابه؟!
إنني أعرف إن الكثير من هؤلاء الوحدويون أبرياء في كلامهم ولكن ما أعرفه أيضاً أن لعبة المصاحف في صفين التهمت الأبرياء بلسان ظنوه لسان الآتقياء!! والحكاية لها تكملة والقصة لها تتمة وإن عدتم عدنا والعاقبة للمتقين!!
https://telegram.me/buratha