المقالات

الشعب العراقي بين مطرقة البعثــيين وسندان المتاجرين والعـبثـــيين

679 11:56:00 2010-02-22

بقلـم : مصطفى مهدي الطـاهـر

الخلاص من الطاغية المقبور وعصابته كان حلما يراود الشعب العراقي ‘ المُهّجّرين منه قسرا خارج الوطن العزيز او داخله ممن بقوا قسرا ايضا تحت وطأة الطاغية وعصابته المجرمة ‘ ومن اجل تحقيق هذا الحلم ضحوا بالنفس والنفيس ‘ وتحدوا أعتى دكتاتورية اجرامية في التاريخ ‘ لذا تجد خصوصا في محافظات بغداد وجنوبها ومحافظات كُردستان ‘ اغلب العوائل قد أُعدِم او سُجِن أحد اعضاءها على الاقل‘ كما فقدت كثير من العوائل في المحافظات الغربية ابناءها على يد الطاغية المقبور.

حلم الخلاص من المنظمة السرية العفلقية وعلى راسها الطاغية المقبور‘لا يعني الخلاص من الظالمين واجرامهم فقط بل كان يعني الخلاص من كل التصرفات الصدامية ‘ واحقاق الحق وانصاف المظلومين ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب ‘ ويعني تحقيق الكرامة والعزة للوطن ومواطنيه.

عزة المواطن وكرامته بل وحياته تكمن في ان يرى انزال القصاص بجلاديه بقطع النظر عن انتماءاتهم بجميع اشكالها فالعدل اولى ان يُتَبَع‘ والقصاص المادي والمعنوي يجب ان ينزل بالقاصي والداني إنْ استحقه على حد سواء.

جاء يوم الخلاص وانهزم الطاغية وازلامه وولوا الدبر‘ واختبيء كالجرذ المذعور في حفرته الى ان اخرجوه منها ذليلا صاغرا‘ وتحقق شيء من الحلم ‘ وللاسف بَقِيّتْ اشياء حتى هذه اللحظة‘ فلم يتم انصاف المظلومين !ولم ينزل القصاص بكل الذين اجرموا بحق الشعب وخربوا الوطن وارجعوه قرونا الى الوراء‘ولم تقف الامور عند هذا الحد‘ بل تم ترك اغلب العفالقة ( العفالقة اعني بهم الذين انتموا لحزب عفلق طوعا وقناعة به) ‘ يصولون ويجولون في داخل العراق وخارجه وعادوا الى دوائر ومؤسسات الدولة ‘ واصبح المظلوم يتوسل بهم لانجاز معاملته‘ويستجدي عطفهم لصرف راتب بخس له!!

المظلوم لم يتذوق طعم الكرامة والعزة بعد! طالما هو يرى ان العدل المادي والمعنوي لم يتحقق! وهل يتحقق ذلك من خلال محاكمة بضع عشرات من القتلة يُنفَق عليهم من مال الشعب مايسد جوع وعوز آلاف الايتام والمحتاجين والمعاقين ! وحلا ورغد ومشعان وعمة المطلق وغيرهم يتنعمون بملايين الدولارات من اموال الشعب التي سرقوها ‘وكذلك ماسرقته البنوك العربية والعالمية التي حول لها الطاغية المقبور وعصابته ملايين الدولارات ايضا.

اذن الحلم لم يكتمل بعد ‘ ويحتاج مَن يسعى بكل امانة ونزاهة واخلاص لتحقيقه لكي تقر عيون الثكالى والارامل والايتام وغيرهم من المظلومين‘ فكيف يتحقق ذلك والشعب صار بين مطرقة البعثيين الذين عادوا للسلطة من باب الديمقراطية العوراء التي لاترى المظلومين‘ حتى صاروا يتبجحون بكل وقاحة وخسة بانهم قادمون الى البرلمان القادم وهم في الحقيقة فيه الان‘ وبين سندان اناس تاجروا ويتاجرون بآلام الشعب ومصائبه التي خلقها وخلفها لهم العفالقة ‘ فهم يتحدثون باسم المظلومين ولكن يخذلونهم في تصرفاتهم ‘ فهل تم توظيف او تعيين اغلب المظلومين؟ هل خلصوهم من العيش المزري والاوضاع البائسة التي يعانيها معظمهم؟

ان ماجناه ظافر العاني والمطلق وعبد الناصر الجنابي والدايني والدليمي الهزاز من الاموال فقط عدا الامتيازات الاخرى من خلال عضويتهم في البرلمان حتى هذه اللحظة ‘يكفي لانتشال آلاف العوائل الفقيرة من الحرمان والفاقة وتبليط شوارع الموت التي تزهق يوميا ارواح مئات الضحايا البسطاء.

الذين يسرقون مال الشعب وتحت عناوين مختلفة‘ وياخذون الرشى من المواطنين البسطاء‘ ولا ينجزون معاملات المواطنين ويتسببون بارهاقهم ماديا ويهدرون اوقاتهم بالوقوف طوابيرا امام الدوائر لساعات طويلة بلا سقف يقيهم حر الصيف و برد الشتاء ‘ او يقولون لهم تعالوا غدا او بعد غد او بعد شهر لانجاز معاملة لاتحتاج الا دقائق ‘كل هؤلاء صداميون بافعالهم وان لم ينتموا.

الشعب حقا اصبح بين مطرقة البعثــيين وسندان المتاجرين والعــبثــيين‘ لكن يجب أن لا يدفعه سلوك المتاجرين والعبثــيين للسقوط مجددا في احضان البعثــيين‘ لان البعثــيين شــر مطلق وداء ميؤوس من شفاءه...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك