المقالات

العراق وتنمية الموارد البشرية

782 20:36:00 2010-02-21

المهندسة سهى زكي الكفائي

الإنسان هو هدف التنمية الشاملة ووسيلتها، وقد عانى الإنسان العراقي العديد من المشكلات بوجه اكتسابه للمعارف والخبرات والمهارات، التي كان يجب ان تتاح له على أساس الفرص المتكافئة، والعدالة في توزيعها حسب القدرات والإمكانات الشخصية للمواطنين، سواء أكان ذلك من خلال المؤسسات التربوية والتعليمية، او من خلال الدورات والبرامج التدريبية والتأهيلية.يتطلب النهوض في عملية التنمية والتطوير هذه اصلاحاً شاملاً للمؤسسات التربوية من رياض الأطفال، حتى الدراسة الثانوية، وهي من مسؤوليات وزارة التربية والتعليم على الصعيد الاتحادي، ومسؤولية المديريات العامة للتربية في المحافظات.هذه مسيرة متكاملة الأبعاد والمستلزمات، بما فيها هناك ضرورة تطوير المعلمين، والكتب المدرسية، والمباني المدرسية، وتجهيزاتها، وتحقيق نقلة نوعية في الأساليب التربوية من القديمة الى تلك المستندة الى الحوسبة ونظم المعلومات والاتصالات المتقدمة، الى جانب غرس التوجهات البحثية لدى الطلبة منذ المراحل التربوية الاولى. كما لا بد من التغطية الجغرافية العادلة للمدارس: الرياض، الابتدائية، المتوسطة، الثانوية لكل المناطق في كل محافظة، بدلاً من التركز الحالي للإمكانات والقدرات التربوية في مراكز المحافظات.يتطلب ذلك منح الحوافز المالية والمعنوية لمن يعمل في هذا القطاع، لخدمة المناطق النائية والمحرومة. لا بد كذلك من تعزيز المختبرات العلمية والمهنية والتطبيقية، لغرض تحويل التربية من الأفق النظري، الى ارض الواقع وميادين العمل. مثل هذا التوجه يستلزم من الأجهزة الحكومية المختصة توفير الطرق والمواصلات، والمنافع العامة والمستلزمات الأخرى لتمكين الطالب والمعلم من الوصول الى المدارس بسهولة.من ناحية أخرى، لا بد من الاهتمام بالمدارس الثانوية "المهنية" التي تخرّج المتخصصين المهنيين في قطاعات الزراعة، والصناعة، والتجارة والمهن الأخرى، وذلك بنسب متفاعلة مع متطلبات مزيج الخبرات والمهارات المطلوبة لتحقيق التنمية المتوازنة.اما على صعيد التعليم العالي، فان عملية التغيير هي الأعقد والأصعب. فقد غدت الجامعات والمعاهد العليا مؤسسات لتخريج الأعداد الكبيرة من الموارد البشرية بدون إعدادها بما يتوافق مع احتياجات السوق، ومع التطورات المتسارعة للعلوم والتكنولوجيا وبمستويات متدنية جداً من الاعداد بالرغم من الكفاءات العلمية المرموقة في جامعاتنا, حين ان الكثير من المجالات تحتاج الى اعادة هيكلة جذرية هي التسهيلات الجامعية والمعهدية المتاحة، ونظم وأساليب التعليم العالي والمهني، والكتب الجامعية، وتعزيز العملية التعليمية بالدوريات (المجلات) العلمية المتقدمة، والاهتمام بالبحث العملي للطلبة والهيئة التدريسية. هناك ايضاً ضرورة لإعادة هيكلة التخصصات من خلال تقليل اعداد الطلاب في العلوم الاجتماعية والإنسانية وتوجيههم نحو التخصصات الطبية، والصيدلانية، والهندسية، والتكنولوجية، والزراعية، وبنسب ملحوظة. لا بد كذلك من ربط المشكلات التي يقوم طلاب الدراسات العليا باعداد بحوثهم ورسائلهم الجامعية حولها باحتياجات المجتمع والاقتصاد الوطني وبشكل شامل ومتوازن، بدلاً من تكرار مجالات البحث، او التوجه لرسائل جامعية نظرية. ولا بد من الاشراف العلمي الرصين على عملية اعداد الرسائل الجامعية وبحوث الطلبة.من المطلوب التوصل الى النسب المستهدفة من خريجي المعاهد الفنية الى خريجي الجامعات، حتى لا تكون هناك اختلالات في الهياكل الوظيفية في المؤسسات والشركات والقطاع الخاص، واجهزة الدولة، من حيث كثرة المتخرجين من الجامعات، وقلة الأطر الفنية المساعدة لها.يرافق كل ذلك اعداد وتنفيذ خطة واسعة النطاق للبعثات العلمية للخارج، في جامعات رصينة، وفي تخصصات علمية وتكنولوجية ومهنية يحتاجها العراق، بعد ان شهد نزفاً واسعاً للخبرات والمراتب العلمية المتقدمة الى الدول الاخرى، العربية والأجنبية، يعزز ذلك بمنح حوافز متنوعة لعودة أصحاب الكفاءات الى ارض الوطن للخدمة في الجامعات والمؤسسات.واستقطاب الكفاءات العلمية المهاجرة من خلال برنامج وطني حقيقي وشامل.

المهندسة سهى زكي الكفائيرئيسة مؤسسة جوهرة الرافدينwww.jawhart.org

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك