المقالات

بيان: من ائتلافنا الوطني إلى من يهمّهٌ الأمر

676 12:31:00 2010-02-21

بقلم : أ.د عادل زاير الكعبي

أوّلاً: إلى ممثّلية الأمم المتحدة في العراق؛والجامعة العربيةنشكر لكم مراقبتكم للانتخابات وسعيكم لضمان نزاهتها وصولاً إلى هدفكم وهو إعادة الاستقرار وإعادته إلى المجتمع الدولي والعربي؛ولكن عليكم أن لاتكونوا محطة استراحة للقوى الخبيثة التي تندفع من خلالكم بحجة المحافظة على عروبة العراق وتتدخّل في الشؤون الداخلية العراقية وتخرّب صوت الشعب الحر وحقّه في اختيار ممثّليه بلا مؤثّرات عربية أو إقليمية أو دولية.إننا نؤمن بانتمائنا إلى الجامعة العربية وإلى المجتمع الدولي ونسعى إلى إقامة علاقات سياسية متوازنة واقتصادية وحسن جوار في البعدين الإستراتيجي والتاريخي بما يخدم تحقيق المصالح للجميع ويحفظ كرامة العراق وأمنه وسيادته؛ونرى أنّ جميع القوى السياسية يجب أن تسهم في العملية السياسية في ضوء مبادئ الدستور العراقي بلا خروج عن قوانينه،والاختلافات في الرؤى السياسية أمر واقعي في مراحل بناء الدول على المستويات كافة؛يجب عليكم قبول هذه الحقيقة والتعامل معها بلا تشنجات تضرّ بنا وبكم.ثانياً:إلى السفارة الأمريكية في العراقعليكم أن تعلنوا بدبلوماسية راقية معهودة موقفاً صريحاً من القوى السياسية العراقية بما يؤدي إلى حالة من الاستقرار السياسي الدولي بخصوص القضية العراقية ؛ولا تسمحوا لقادة جنودكم في العراق بإطلاق تصريحات تٌنذر بتدخلات إقليمية ودولية في الانتخابات المقبلة؛فضلاً عن زعزعة الوضع الأمني .ومن قبل ذلك تصريح السفير الأمريكي الذي ندرك خطورة معانيه في هذا التوقيت من أن ّالمصالح الأمريكية في العراق قد تتعرّض للخطر بسبب استبعاد السياسيين المروّجين لفكر البعث في ضوء مبادئ الدستور العراقي وقوانينه النافذة؛ وأنّكم تراجعون الحكومة في هذا الأمر.ثٌمّ يتراجع السفير عن قوله بعد ساعات ويعلن الناطق باسم السفارة إنّ الأمريكان جاءوا إلى العراق لاجتثاث البعث ولكن المطلك والعاني يجب عدم استبعادهما لأنّهم يرعون المصالح الأمريكية ويرغبون ببقائنا أطول مدّة ممكنة لإبعاد الخطر الإيراني المزعوم؛وأنّ لجنة المساءلة والعدالة تقودها المخابرات الإيرانية؛ ويتّهمون قادتها بالإرهاب والتبعية ويزعمون امتلاك الأدلة الجنائية على ذلك.هل نسي الأمريكان أنّهم وقّعوا مع حكومتنا اتّفاقاً امنياً يضمن سيادة العراق ، وفيه نصٌّ على تبادل المعلومات فلماذا لم يسلّموا هذه الوثائق إلى الحكومة المركزية منذٌ مدة ؟ولماذا لايفسّرون للشعب العراقي معنى التوازن السياسي بوجود قادة بعثيين في العملية السياسية في مقابل قادة تابعين لإيران؟إنّ هذا التداخل السياسي للأمريكان ولا نقول التخبّط السياسي للسفارة الأمريكية في العراق ،فهم يعرفون مايفعلون في ضوء مخطّطاتهم المسبقة وخطواتهم المحسوبة لجعل العراق ساحة ناضجة لشنّ الحرب على إيران معتمدين في ذلك على أنغام قادة البعث ومن معهم ولايدرك خطورة موقفه في جرّ الشعب العراقي إلى نيران حرب جديدة بين إيران والولايات المتحدة ،قد تكون حرب عصابات إرهابية في مدن العراق ؛تبدأ بمزايدات سياسية من القوى الخبيثة لتوجيه ضربة مباشرة إلى الشعب العراقي ومنجزاته التي تحققت في العامين السابقين.إنّ مايحدث الآن في الانبار والموصل وبابل وبغداد والعمارة والبصرة وديالى له دلالات كثيرة،تحتاج إلى حنكة دبلوماسية من دولة عظمى عليها أن تفكّر طويلاً قبل أن تسمح بنقل الصراع مع إيران إلى الساحة العراقية وعدم جر السياسيين اللاهثين وراء المناصب والثروات إلى المشاركة في هذه اللعبة الخطرة التي طبّل لها البعثيون لأنهم يرون في نهر الدم العراقي الذي يسيل عمراً جديداً في الواقع السياسي.أيها الأمريكان نرجو أن لاتكون تصرّفاتكم في العراق هذه الأيام تمهيداً لعملية الفجر الجديد التي سوف تبدأ في العراق في أيلول القادم وقد أعلنتم عنها لاعن مضمونها؛وليكن في حسابكم أنّ إعادة البعثيين والقوى الخبيثة هو خط أحمر؛وأن أمر تشكيل حكومة منتخبة في العراق تمثّل الجميع يخصّنا وحدنا ولن يسمح قادة الائتلاف بغير تطبيق الدستور والنتائج الحقيقية التي سيقولها الشعب العراقي في يوم الانتخابات.ثالثاً:إلى أكراد العراق وقادتهمنقول لكم لاتفرحوا كثيراً بمنجزاتكم المتحققة على حساب الآخرين ؛فأنتم بلا عراق موحّد خاسرين لامحالة، وإنّ اعتداءكم على قادة الائتلاف الوطني لأنّهم رفعوا علم العراق ورمز وحدته في كركوك العراقية أزليّاً،خطأ تاريخي وسياسي؛ لأنّ علاقات النضال المشترك في تاريخ طويل لايمكن تجاهلها في تاريخ العراق السياسي الحديث.إنّ سعيكم إلى إعلان كردستان كبيرة بضمّ كركوك وديالى وألفي قرية من الموصل بقوة السلاح يبعدكم عنّا ويقرّبنا إلى الوطن الذي سيكون عرضة للتدخل التركي والإيراني وربّما السوري فور تقسيمكم للعراق وإعلان دولتكم الميتة قبل ولادتها ، وعندها لن يسمع غيرنا بكاؤكم على الجبال المحترقة والوديان السود،على الرغم من عدم اعتذار مسؤول كردي عن أفعال قواتكم ضد قادتنا في كركوك وديالى والموصل.أنتم تعتدون على قادة الائتلاف وترهبون العوائل الوطنية الشيعية والمسيحية التي ترفع علم العراق ،وتجبرونها على التصويت لكم ؛أو الرحيل من مناطق عراقية صرفة بما ينسجم مع شعاراتكم الانتخابية وتصريحاتكم في الفضائيات الكردية التي لاوجود لاسم العراق فيها وكأنكم في كوكب آخر.نقول لكم مرّة أخرى أنتم تمهّدون للتدخلات الأجنبية في عراقنا ولن يفيدكم بئر نفطي محترق، ولن يساندكم ائتلاف تصفعون قادته ثٌمّ لاتعتذرون وكأنّكم مستجدّون في السياسة.رابعاً: إلى المرشّحين المستبعدين من الانتخاباتإنّ تصريحاتكم هذه الأيام مليئة بالاتهامات أنّ من أبعدكم من الانتخابات وليس من العملية السياسية كما تزعمون هو تابع لإيران.إنّكم بهذه التصريحات تذكّروننا بتاريخ حزب البعث القائمة فلسفته على فرضية الاتهام المباشر،ففي الثمانينات من القرن الماضي برزت ظاهرة سياسية في العراق هي اتهام كل من يؤدي الصلاة علناً هو تابع لإيران ومن يطلق لحيته ينسب إلى الشرق وقادته ويعاقب على ذلك، وكل من ينتقد ظاهرة في المجتمع هو تابع لإيران.أمّا قولكم أنّكم بريئون من هذا المنهج فاعلموا أنّ اتهاماتكم هذه تمهّد للتدخل الإيراني والإقليمي بحجج واهية وتسمحون للمتقوّلين بالرد بمناسبة أو دون مناسبة على هذا المنهج السياسي غير الواعي ،فأنتم مازلتم سياسيين عراقيين وعليكم أن تعملوا لوحدكم بلا مؤثر خارجي باتجاه تصحيح الأخطاء ولكم الفرصة لأربع سنوات بعيداً عن المناصب والكراسي الحكومية ؛لأنّ ائتلافنا الوطني منهجه الثابت هو إشراك الجميع في العملية السياسية بعد استيفائهم للشروط التي أقرّها الدستور العراقي الواضح المضامين؛ ولن نسمح بتهميش الوطنيين الذين يعملون بالاتجاه الصحيح بشرط البراءة من القوى الخبيثة التي تقتات على دماء الأبرياء؛وعسى أن يكون العود أحمد لنرفع علماً واحداً لوطن واحد هو العراق بامتداده العربي والإسلامي والتعددي بشرط الولاء والانتماء العراقي من زاخو حتى الفاو.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك