بقلــم : مصطـفى مهــدي الطـاهـر
اصبح معلوم للمواطن العراقي ان مؤسسات ودوائر الدولة العراقية الحالية تعج بالبعثيين العفالقة! بل في حقيقة الامر ان قانون اجتثاث البعث قد خدمهم بشكل كبير جدا!!‘ واذكر انني قلت لاحد الاخوة قبل ثلاثة اعوام في جمع كبير من الحاضرين كان بينهم احد المسؤولين في الدولة‘ عندما عبر عن ألمه من عدم انصافه رغم التضحيات التي قدمها هو وعائلته ‘ فقلت له اذهب وإزعم لدى هيئة اجتثاث البعث بانك كنت عضوا كبيرا في الحزب العفلقي! وبعد ان يضعوا اسمك في القوائم ‘ ماعليك الا اخبار المطلق او الدليمي الهزاز بذلك وستحصل على وظيفة او راتب او كليهما بايسر واسرع مما تتخيل.لم يعد هذا الامر خافيا او مثيرا للغرابة ‘بل اصبح الغريب ان ترى عفلقيا لم يوظف او لم يعطَ راتبا بعد!! ولم تكتفي الحكومة وكل الكيانات المؤلِفة لها والمؤلَفة منها ( سأسميها لاحقا - مؤسسة الحكم- رفعا للبس والتأويل)‘ بتعيين العفالقة في العراق بل راحت تبحث عنهم في الاردن ومصر واليمن وسوريا والامارات وغيرها من الدول طلبا لرضاهم وتوددا لهم ‘ مما يثير الدهشة والغرابة ‘ كيف لمؤسسة حاكمة ينتخبها شعب تحدى الارهاب وركب الاخطار وخرج للانتخاب‘اي ان لها سند قوي وتخشى من شذاذ الافاق واهل الجرائم وقطاع الشوارع والاعناق؟!!
في احدى المرات صرح ناطق اعلامي في وزارة امنية ‘ انهم ارسلوا وفودا الى عدد من الدول (لمحاولة!!) اقناع العفالقة بالعودة الى الوطن والاشتراك في بناءه!!!‘ ولاادري منذ متى اصبح الهدام والمخرب بناءا؟!!‘ ألا يقرح هذا الكلام القلوب التي ضحت وبذلت النفس والنفيس من اجل عراق يسوده العدل والمساواة؟
دوائر دولتنا فيها بل بعض منها يديرها بعثيون ‘ اغلب سفاراتنا سفراءها ممن كانوا سفراء صدام المقبور ‘ وكأن الأم العراقية الشريفة التي قاومت الطاغية وتحملت الثكل والاحزان والآلام ‘لم تنجب رجالا ونساءا قادرين على ادارة تلك السفارات بكفاءة وعندهم الاحاطة الكافية بالشؤون الدولية‘ والاستعداد التام قلبا وقالبا للعمل على خدمة العراق وشعبه ‘ وليس التآمر عليه وتحّيُن الفرص للقضاء على قواه الوطنية وعلى تطلعات الشعب في التقدم والرفاه.
مع كل هذا الانبطاح المؤلم والمخزي من قبل مؤسسة الحكم للعفالقة! فانهم قابلوا ذلك بمزيد من عمليات الإجرام والتآمر والحملات الاعلامية العدائية‘ وارسلوا برسائل استعراضية للقوى الاقليمية والدولية انهم رقم يجب ان يحسبوا له حسابا‘ وانهم قادرون على مسك زمام الامور في العراق! اي ان هذا الانبطاح رفع معنوياتهم وافادهم مع كونهم مجرد عصابات من قطاع الطرق وشذاذ الافاق.
اذن العفالقة ولااريد ان اخفي ضعفي واقول الصداميين كما يفعل الان كثيرون من المسؤولين في الحكومة والكيانات السياسية‘ ولا ادري باي معيار فرقوا بين العفالقة والصداميين لَيْتَهُم يظهرون للشعب اختلافا واحدا بين العفالقة والصداميين!! بل لم يكتفوا بمصطلح الصداميين فقط وانما اضافوا لها عبارة اخرى ايضا دالة على الانبطاح والخنوع وهي ( غير الملطخة ايديهم بدماء الشعب) ‘ وايضا لاادري هل الذين كتبوا التقارير وتسببوا بقتل آلاف الابرياء ‘ملطخة ايديهم بدماء الشعب ام لا؟!! هؤلاء العفالقة في حقيقة الامر لايريدون العودة للسلطة لانهم في واقع الحال عادوا لها ‘ انما يريدونه هو عودة السلطة لهم وليس اقل من ذلك.
عودة السلطة لهم تعني انفرادهم بها ‘ وتحويل الشعب الى خدم وعبيد لهم حتى اذا ماأعطوه شيئا نزيرا من خيرات بلاده اسموه مكرمة وليس حقا طبيعيا ‘ اي كما يعطي السيد لعبده ‘ وعلى العبد السمع والطاعة فقط وان يرفع شعار لاارى لااسمع لااتكلم‘ لذا نرى العفالقة يفجرون ويختطفون الابرياء ويخربون البلاد لانهم ببساطة لايريدون الا عودة السلطة لهم وليس عودتهم للسلطة.
https://telegram.me/buratha