قلم : سامي جواد كاظم
قبل تسع وعشرون عام كنا على يقين بان طاغية العراق قد ولى الى مزابل التاريخ وان لاعودة لوجهه المشؤوم ليتسلط على العراق ، وهذا ليس اعتقادنا لوحدنا فقط بل ان هنالك شخص اخر يتمثل عنده سقوط الطاغية هو الانتصار العسكري الرسمي وكان على وشك ان يتم له ذلك الا ان الاوامر جاءته من البيت الابيض جورج بوش الاب ان يتوقف عن ملاحقة فلول طاغية العراق وبقي مذهولا من هذا الامر الذي لم يكن غاية الحرب منه بل سقوط الطاغية هو المفروض انه القائد العسكري لقوات التحالف في حينها شوارسكوف .هذه الاوامر جعلته ينتقد الذي اصدرها وكان رد فعل بوش ان شوارسكوف قائد عسكري ناجح وليس سياسي .هذه المحن التي مرت علينا نحن العراقيين جعلتنا نستطيع قراءة التصريحات والمواقف السياسية بشكل اقرب الى الصحيح واليوم طل علينا قائد عسكري امريكي في العراق ليحشر انفه في السياسة ويتدخل في شان ظاهرا لا علاقة له به ويدلي بتصريحه المعروفة نواياه مسبقا ان السيد احمد الجلبي والسيد علي اللامي يتاثران بالمواقف الايرانية وهذا الاتهام امر طبيعي ان يصدر من هذا القائد الامريكي وامر طبيعي ان تتهم ايران والا من يتهم غيرها هل من المعقول ان يقال ان هايتي هي السبب ؟لو كان موقف الجلبي واللامي موقفا ايرانيا فماذا تقول يا ايها القائد الفضولي في السياسة عن المظاهرات التي خرجت من كل محافظات العراق باستثناء البيضاء!!!! منها التي لم تنتفض على طاغية العراق في زمن الانتفاضة الشعبانية عام 1991 م ، فهل هذه المظاهرات هي الاخرى ايضا ايرانية ؟ فلو قلت نعم فهذه فلتة تضاف الى فلتة تصريحك السياسي!!، ولو صح جدلا ما قلت اذن العراق دولة ايرانية فارحلوا واتركوهم ، وان قلت كلا فهنا الفلتة اكبر لتفضح شذوذ التصريح عن الواقع .وعلى ذكر الديمقراطية فاكثر المحافظات هي التي ترفض عودة البعثيين من خلال المظاهرات التي خرجت فيها وطالما مبدأ من مبادئ الديمقراطية هو الفوز للاكثرية اذن الفوز لطرد البعثيين .ليس غريب تدخل امريكا في الشان العراقي فقبله كان للسفير الامريكي تصريح على نفس الغرار وان كانت الصبغة السياسية احق بها من هذا القائد العسكري ولكن هذا يدل على الخفايا التي تحاول ان تتلاعب بالساحة العراقية وها هي سيدتكم الممثلة لكم خارجيا ادلت بدلوها وهو نسخة طبق الاصل من تصريحات كوندي كما يحلو لبوش عند مناداتها فتلك جاءت بزيارة خاطفة للعراق وبصحبة وزير الخارجية البريطاني انذاك حالما اعلن الائتلاف فوز مرشحه الدكتور ابراهيم الجعفري بمنصب رئيس الحكومة وبقية فصول المسرحية الدموية والنفاق السياسي لبعض الكتل الانتخابية كانت واضحة للعراقيين ولا تحتاج الى تذكير .المهم هنا هل سيعود سيناريو الامس ؟ انا اجد ان الاطراف المعنية تعمل على ذلك وتبقى ارادة الشعوب هي الغالبة فالحكمة تقول الحكام راحلون والشعوب باقية وصاحب الحظ الاوفر من يكن له ذكر طيب بين ابناء شعبه .
https://telegram.me/buratha