بقلم أد.عادل زاير الكعبي
أكّدت الأيام الماضية أن ّالرؤية التحليلية للواقع السياسي العراقي صحة توجٌّهاتنا الإصلاحية ودقة تنظيم برامجنا الوطنية وصواب قراءتنا للوضع السياسي والاجتماعي والأمني في العراق ،فقد كان تشخيصنا للفكر المنحرف واضحاً وصدقت توقعاتنا بعدم قدرته على الانسجام في العملية السياسية على الرغم من أنّنا بدأنا منذٌ عام 2003 منهجاً وطنياً واضحاً بدّد خوف الكثيرين ؛ومن ذلك إصرارنا اللجوء إلى دولة القانون لمحاكمة قاتلي الشعب وعدم الأخذ بالثأر ؛بل والعفو عند المقدرة وتركنا الحكم العلني للقضاء العراقي من دون تدخّل، وكان من متطلبات المرحلة التأسيسية للعمل الوطني العراقي تحمّل الأخطاء في العمل السياسي الواقعي ،وارتضينا أن يكون دم السيد شهيد المحراب قٌدّس سره الشريف- ومن معه ،مناراً يستضئ به الأحرار الذين عشقوا العراق الحر ورفضوا أن يكونوا تابعين للمحرر الواهم بحلم التبعية ؛وكنّا أول من وصفه بالمحتل عندما راوغ في فرض سلطته علينا ،وجاهدنا في إنشاء مجلس الحكم العراقي وسحبنا البساط من الحكم المباشر إلى الحكم المتوجس الذي أراد إشغالنا بحروب داخلية ليمنعنا من إقامة حكومة منتخبة من شعب حر؛ ودفعنا دماءً عزيزة في سبيل تلك الغاية السامية.
وقضينا على بؤرة الفتن في النجف ومهّدنا الطريق للانتخابات بدحرها في الزرقا من كوفتنا الطيبة وكان البعثيون يطبّلون لهذه الفتنة لعلّها تنجح لتنفتح جراحات كثيرة يشمتون بالشعب بسببها،فكان سؤالنا المهم: ماذا لو فشلنا وعمّت النجف الفتنة بقتل المراجع الفضلاء؟عندها علينا أن نتخيّل النجف بلا مرجعية وبلا سياحة دينية وبلا إعمار،ونحن نعرف من يريد ذلك ويسعى فيه بعد فشل حرب النجف في تحقيق أحلام الاحتلال ومن يقف وراءهم في تهديم مرقد أمير المؤمنين -عليه السلام -الذي لم يرتض لنا إلّا هذه الوقفة التي نحصد ثمارها اليوم ؛فانظر إلى الملايين التي تطوف بقبره تبايعه إكمالاً للدين وتوكيداً لمنهج الرسالة السماوية المحمدية،لايخشون غدر ابن ملجم وأتباعه.والقادمون من الخارج عبر خط الطيران الدولي شهود على الحقيقة المتطورة.
إنّ برنامجنا الإصلاحي تطلّب منّا شجاعة وجرأة في مجالات مختلفة ستظهر آثارها في قابل الأيام،فكانت النجف وقفة تأمل للكثيرين الذين شكّكوا ببرامجنا الوطنية ورأوا فيها صبغة الطائفية؛ ولكنّ مجلسنا الأعلى انطلق إلى الانبار وديالى والموصل وصلاح الدين وكركوك يعرض برامجه الوطنية برؤية عراقية بلا مؤثّر خارجي وأزلنا الغمامة السوداء التي أريد لها أن تحجب شمس إستراتيجيتنا الوطنية .
إنّ عراقيتنا تفرض علينا أن نتأنى في مراحل البناء الداخلي ونتفاعل سياسياً مع أخوتنا العراقيين للخلاص من الدكتاتورية المقيتة من أجل مشاركة فاعلة لكل العراقيين في بناء الدولة الحديثة
https://telegram.me/buratha